*لعنة غزة أطاحت ببايدن وهاريس .. والحروب العالمية ستضع أوزارها*
*القمة العربية الإسلامية يجب أن تطرح أوراقاً على طاولة ترامب لحل كامل للأزمة باللغة التي يفهمها*
جاء فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، بفارق واضح و بحصده ما يزيد على 277 صوتاً في المجمع الانتخابي، على منافسته كامالا هاريس تجسيداً للحالة التي يعيشها العالم بنقاطه الساخنة، وسعياً للخروج من أزمات عديدة تسبب في صنعها بايدن وإدارته التي تحمل أوزارها إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها .
نعم كان الاختيار بين السيء والأسوأ، نعم عاد ترامب محملاً بثقافة "الكاو بوي" الأمريكي ، لم يحمل لنا خيراً من قبل في الشرق الأوسط بل تعامل معنا على طريقته الخاصة كصانع فلسفة سياسية جديدة ترتبط بفن إدارة الصفقات السياسية، نهب أموالا طائلة من المنطقة العربية، منح إسرائيل اعترافا بالقدس عاصمة واقر نقل السفارة الأمريكية لها، واعطاها صكا مجانيا بالاعتراف بسيادتها على هضبة الجولان السورية المحتلة، وجر بلاد المنطقة لتطبيع مجاني، ربما كان هو السبب الرئيسي في تفجير الأزمات من بينها "طوفان الأقصى" وما تبعه من هزات، نعم هو رجل لا يلعب سياسة بمفاهيمها المتعارف عليها، لكنه يجيد فن الصفقات التجارية والسياسية، واعتقد أنه يؤسس بذلك لمسارات جديدة في دراسة العلوم السياسية، وسيصبح نهجه منطلقا لتأسيس مادة علمية جديدة في العلوم السياسية تحت عنوان "فن الصفقات السياسية".
نعم ترامب رجل واضح يعلن عن أهدافه ويجيد التعامل معها وتحقيقها، وربما شخص بهذه العقلية يستطيع أن يفعل الشيء وعكسه، وظني أنه سيدخل مع العرب صفقة سياسية رابحة للجميع، نعم ليس مصادفة على الإطلاق أن تنعقد القمة العربية الإسلامية بالسعودية الإسبوع المقبل، إذ أعتقد أن الطرح الجديد لحل الدولتين مقابل التطبيع للعلاقات سيطرح نفسه بقوة.
نعم أعتقد أن الحرب العالمية المرتقبة ستضع أوزارها ولكن وفق قواعد اللعبة، ترامب الصديق القريب لبوتن، لن يخذله وسيدخل مع بوتن صفقة سياسية تاريخية، سيخذل اوكرانيا والناتو، وسيتعاون مع بوتن ليصلح ما أفسده بايدن، ترامب الذي منح بوتن علاجات خاصة لاستخدامه الشخصي وقت أزمة كورونا، أعتقد أنه سيسهم معه في وضع قواعد جديدة لكثير من النقاط الخلافية.
سيقود ترامب معركة من نوع مختلف مع الصين على قواعد تجارية تحدد المكسب والخسارة، سيمنح أصدقاءه في الشرق الأوسط فرصاً جديدة للتعاون في تحقيق ما يأملونه تجاه تعزيز حكمهم وسلطاتهم، وسينجح في اعتقادي في خلق سبل أفضل لخيارات السلام في الشرق الأوسط.
لعل من أفضل ما يميز ترامب الوضوح والجرأة والقدرة على اتخاذ القرار وتقديره للقادة العظام في المنطقة، قد يتسم أحياناً بالسفالة في طريقة تعامله، لكنه واضح ويمكن التعامل معه، على خلاف بايدن الذي لم يكن واضحاً يدعو للسلام ويدعم الحرب، يدعو للديمقراطية، ويرتكب حماقات تهددها، مارس اعمالا ضد الإنسانية عادت عليه بذلة وانكسار ربما لم يتعرض له رئيس أمريكي من قبل، فهزمه ترامب مرتين، مرة حين صرعه وأخرجه من السباق الرئاسي كاشفاً عجزه، ومرة ثانية حين هزم المرأة الضاحكة شر هزيمة في انتخابات فاجأت الجميع بالفارق الذي لم يحتمل مواربة.
نعم لن يحمل ترامب للعالم باقة ورود لكنه جاء ليذيق ترامب وإدارته التي ستحمل صفحتها في التاريخ مذابح التطهير العرقي الإسرائيلي في غزة إلى الأبد، وستلاحق لعناتها بايدن وأوستن وهاريس وبلينكن أحياء وأمواتا.
نعم عاد ترامب وذهب بايدن الرئيس الأضعف في تاريخ امريكا الحديث، لكننا مع شماتتنا في بايدن وهاريس، يجب أن نبقى حذرين من الكاو بوي الأمريكي الذي عاد من جديد لثقافة الجنون والصفقات السياسية بوضوح وجرأة غير معتادين في السياسة الدولية.