ads
الجمعة 22 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

طلبت مني صحيفة محترمة التعبير عن رأيي في المسابقات التي يقدمها اتحاد كتاب مصر ومدى مصداقيتها في انتقاء الفائزين، والحق أن الحديث عن مسابقات اتحاد الكتاب لابد أن يسبقه حديث عن اتحاد الكُتاب نفسه، والذي تنبني إدارته حسبما أرى وأتابع، على الشللية والمحسوبية التي ترعى مصالح بعضها البعض، لتكون في الصدارة ويكون لها سلطة ونصيب الاستحواذ التام والكامل على مناصب ومواقع اتحاد الكتاب.

وفي الآونة الأخيرة بدأ المسيطرون على اتحاد الكتاب يعملون على إزكاء مصالحهم الشخصية، والسعي للارتقاء بما يستفيدون به من موارد الاتحاد، فقد رفعوا رسوم التقديم لعضوية الاتحاد لبضعة آلاف لا يقدر عليها كل كاتب، وكذلك لا يضمن رجوع هذا المبلغ إن رسب في عملية التقديم والتقويم، مما يدل على أنها عملية جباية وجمع أموال لا أكثر، وإنعاش للاستفادة المرجوة من التأمين وغيره من وجوه الإفادة.

كما إنني أعرف بعض الكتاب الأعضاء اعترفوا لي أنهم نالوا عضوية الاتحاد بالواسطة والمعارف، وبعضهم عن طريق طبع كتبه بدار يملكها أحد الأفراد الضالعين في اتحاد الكتاب، وأعرف بعض الأعضاء يخطئون في الإملاء والنحو ولا يفرقون بين المفردات، حتى ترى أن انتسابهم للاتحاد عار عليه.

بل أعرف كاتبة بارعة الجمال والدلال، ولأجل هذا الجمال وكحل العينين، كانت تتمايص وتتدلل في رخص وتبذل، لمن علمت أن بيده عملية تقويم كتاباتها، وكان هذا الحسن مؤشرًا لقبول عضويتها واستحسان أعمالها، وكأن الأدب أصبح مظهرًا يسحر قبل أن يكون قلمًا ينثر.
رئيس الاتحاد ومعه عصبته المقربين يسيطرون بقوة على الاتحاد وجمعيته العمومية التي ينتخب بعضهم بعضًا فيها، ولا يسمحون بتزكية ودخول أي غريب بينهم.

الاتحاد مجرد من أي ديمقراطية أو حرية، ولا يمثل الثقافة والمثقفين في أي شيء في مصر، بل صار اليوم سُبة في جبين الثقافة المصرية.

ومما تمجه العقول والأذهان ما تراه من منصات النفاق والتملق التي يكيلها كل رئيس للجنة أو ندوة أو أمسية أو منتسب للاتحاد كلما أقيمت مناسبة، فإذا به يخطب ود الرئيس وينزل عليه بوابل من الإطراء والمديح المكبل بعبارات النفاق والملق، ولينظر رئيس الاتحاد نفسه لو أنه خرج من منصبه اليوم، هل سيذكره أحد أو ينوه به التاريخ في أي إنجاز؟

لن يكون.. ولن يكون له أي أثر يذكر، لأنه لم يقدم شيئًا يخدم به الثقافة والمثقفين.. فالرجل يعشق المنصب ويعلم أنه لو غادره سيكون نكرة.

يمكنني القول إننا نعيش على أمل أن يتغير الاتحاد ويتحرر من الاحتلال الذي يسيطر عليه، حتى يستطيع أن يقوم بدوره الحقيقي ويمثل الكتاب والثقافة خير تمثيل.

هاجمت الاتحاد كثيرًا لأننى أعشق الحرية ولا يعجبني حال الاتحاد ولا أن ينتسب مثقف محترم لهذه الحظيرة التي يعلو فيها صوت النفاق والتطبيل، بعض المدافعين عن هذا الصرح الاستبدادي حاولوا الادعاء بأنني ناقم على الاتحاد لأنني فشلت في التقديم إليه ولم يُجز أعمالي التي تؤهلني لعضويته، والحق أن ذلك لو حدث فعلًا، وثبت أنني قدمت أعمالي ورُفضت، فأولى بي أن أنتحر، أو أقصف قلمي ولا أكتب حرفًا بعد اليوم، ولن أزعم أنني كاتب بعد ذلك في يوم من الأيام.

فقلمي وحرفي أعلى من الاتحاد نفسه، بل أراني أسهم في ميدان الثقافة كلها، بما يعدل الاتحاد نفسه أو يفوقه في عملية التوعية والتثقيف.

بل لو حدث ذلك فعلًا كما يدعي الكاذبون، فلن أسامح نفسي أبدًا أن وقعت تحت ذلك الاختبار الهزلي، فأعمالي أجل وأسمى من أن يُقومُها حفنة من أصحاب المصالح و-المطبلاتية- نحن بحق ننتظر اليوم الذي يتحرر فيه الاتحاد ليعبر عن أصالة الثقافة المصرية، ويمثله مثقفون أحرار يقدسون النزاهة والحرية.

تم نسخ الرابط