رسالة ماجستير حديثة تتناول معالجة الإعلام لقضية سد النهضة.. تفاصيل
ناقشت الباحثة شيماء سيد صالح عوض رسالة ماجستير بعنوان: "أطر معالجة قناتي CNNوEURONEWS الموجهتين بالعربية لقضية سد النهضة، وتقدمت بها الباحثة للحصول علي درجة الماجستير في الإعلام قسم الإذاعة والتليفزيون بجامعة القاهرة فيما تكونت لجنة المناقشة والحكم من الأساتذة:
الدكتور عادل فهمي البيومي، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، «مشرفًا»، والدكتور عادل عبد الغفار فرج، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة،«مناقشًا ورئيسًا»، والدكتور عباس محمد شراقي، أستاذ الجيولوجيا والمياه بكلية الدراسات الإفريقية،«مناقشًا».
معالجة قناتي CNN و Euronews الموجهتين بالعربية لقضية سد النهضة
لقد برز دور كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في التناول الإخباري لقضية سد النهضة، حيث شهد عام 2021 م زيادة ملحوظة في تغطية هذه القضية عبر قناة CNN الموجهة بالعربية. ومن الجدير بالذكر أن للإعلام الموجه دورًا كبيرًا إمّا في احتواء المشكلات أو تصعيدها.
وفي ظل قلة الدراسات السابقة التي أهتمت بدراسة القنوات الأجنبية الموجهة بالعربية ومعالجتها لقضايا الأمن المائي، ظهرت ضرورة ملحة لرصد مدى اهتمام كل من قناتي CNN وEuronews الموجهتين بالعربية بقضية سد النهضة، وتحليل كيفية تناولهما لتلك القضية، ودورهما في تقديم حلول ممكنة للأطراف المعنية من خلال استضافة خبراء متخصصين.
أعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على المنهج المسحي بشقيه الكمي والكيفي، مستخدمةً تحليل المضمون كأداة رئيسية لدراسة الفترة الزمنية بين عامي 2021 و2022. تم تحليل 64 منشورًا إخباريًا من قناة CNN الموجهة بالعربية، و25 منشورًا إخباريًا من قناة Euronews الموجهة بالعربية، وذلك على صفحتيهما الرسميتين.
وهذه الأرقام تشير إلى محدودية التغطية الإعلامية الموجهة لقضية الأمن المائي المصري، مما يعكس قلة الاهتمام النسبي من قبل الإعلام الدولي الموجه بالعربية بتسليط الضوء على قضايا حيوية مثل سد النهضة وتأثيراته على الأمن المائي في مصر.
نتائج الدراسة التي توصلت إليها الباحثة
توصلت الدراسة الكمية إلى النتائج التالية:
1- تصدر الإطار السلبي التناول الإخباري لقضية سد النهضة بنسبة 49.44%، يليه الإطار الإيجابي بنسبة 47.19%، والإطار المحايد من جهة أخرى، حيث لم يتجاوز الإطار المحايد نسبة 3.37%، فلقد أحتفظت القناتان بحياد نسبي في ثلاثة مواد إخبارية فقط من إجمالي 86 مادة إخبارية.
2- سجلت الدراسة تفوق مقدمة المواد الإخبارية الإيجابية حيث ظهرت بنسبة 64%، وحصلت عناوين المواد الإخبارية الإيجابية نسبة 48.3%.
3- أحتل تكنيك «التصعيد» المركز الأول في تغطية قضية سد النهضة بنسبة 13.7%، يليه تكنيك «إثارة المخاوف» بنسبة 11.3%، بينما جاء «الهجوم المضاد» في المرتبة الثالثة بنسبة 10.4%، و«التجريد من الشرعية» في المرتبة الرابعة بنسبة 9.4%، أما تكنيك «الرد غير المباشر» فقد ظهر في المرتبة الخامسة بنسبة 7.1%، هذا غير تكنيكات أخرى اعتمدت عليها القناتين عينة الدراسة.
النتائج الكيفية للدراسة
بالنسبة لقناة CNN الموجهة بالعربية:
1- أظهرت الدراسة أن قناة CNN الموجهة بالعربية تميل إلى الحياد بدرجة أكبر مقارنة بقناة Euronews، لكنها رغم ذلك عرضت بعض المواقف التي قد تؤدي إلى تجريد مصر من شرعيتها في المطالبة بحقها في حصة مياه النيل. على الرغم من تبني القناة أسلوبًا محايدًا إلى حد ما، إلا أنها قدمت تغطية توحي بضعف الموقف المصري في بعض الحالات.
2- ظهر تكنيك «المساندة» بشكل واضح في تغطية CNN الموجهة بالعربية، حيث تم تسليط الضوء على الجهود المصرية في تعزيز علاقاتها مع العديد من القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة، ورئيس وزراء إسبانيا، ورؤساء كل من المجر وتونس، وملوك البحرين والسعودية، بالإضافة إلى وزير خارجية الصين.
هذه التغطية تعكس اهتمام مصر الكبير بقضية سد النهضة وسعيها لحشد الدعم الدولي. ومع ذلك، لوحظ أن القناة ركزت بشكل أكبر على ما يجب أن تقدمه مصر للحصول على هذا الدعم، مما قد يصور مصر في موقف ضعف، حيث يتم الإيحاء بأن تقديم الخدمات أو التنازلات هو شرط للحصول على الدعم الغربي.
مع ذلك، لوحظ أن القناة ركزت بشكل أكبر على ما يجب أن تقدمه مصر للحصول على هذا الدعم، مما قد يصور مصر في موقف ضعف، حيث يتم الإيحاء بأن تقديم الخدمات أو التنازلات هو شرط للحصول على الدعم الغربي.
بالنسبة لقناة Euronews الموجهة بالعربية:
1- لم تكن قناة Euronews الموجهة بالعربية ملتزمة بنفس مستوى الحياد الذي تبنته CNN، حيث اعتمدت بشكل كبير على تقارير إخبارية تثير المخاوف والغضب. وبالمقارنة مع CNN، كانت Euronews أكثر دعمًا للموقف الإثيوبي.
2- ركزت القناة بشكل ملحوظ على إظهار المسؤولين المصريين وأخطائهم في صورة سلبية، بينما قدمت الجانب الإثيوبي بصورة إيجابية، مشيدةً بكفاحه وصعوده كقوة إقليمية. في إحدى تقاريرها، حيث وصفت إثيوبيا بأنها «القوة الإقليمية الصاعدة» عدة مرات، مما يعزز من صورة إثيوبيا على حساب الموقف المصري.