فى كلمته أمام القمة الدولية لوزراء الصحة برواندا:
الدكتور خالد عبدالغفار: مصر تشهد تحولا ملحوظا في نظام الرعاية الصحية
نقف مع شركائنا الأفارقة للنهوض بصحة ورفاهية شعوبنا
أكد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان على أهمية روح التعاون لمواجه التحديات الصحية والوقوف مع شركائنا الأفارقة في النهوض بصحة ورفاهية شعوبنا ومواءمة جهودنا مع تطلعات أجندة 2063 "أفريقيا التي نريدها"
جاء ذلك خلال كلمة مسجلة ألقاها في القمة الدولية لوزراء الصحة المنعقدة في رواندا نوه الوزير إلى التحديات الكبيرة التى تشهدها أفريقيا في مجال الرعاية الصحية حيث تنحصر القارة بين أعباء المرض وقلة الموارد مؤكداً على وجود الآمال والفرص على الرغم من وجود تلك التحديات.
وأشار إلى أن مصر التى تعد البوابة الشمالية لأفريقيا وتشهد تحولًا ملحوظا في نظام الرعاية الصحية وقد حدثت قفزات كبيرة في مختلف التخصصات بما في ذلك الانتقال التدريجي إلى التغطية الصحية الشاملة واعتماد تدخلات مبتكرة في مجال الصحة العامة واكتساب تقنيات الرعاية الصحية الشاملة.
ولفت عبدالغفار إلى استثمار مصر بشكل كبير في القطاع الصحي لتعزيز المساواة وإمكانية الوصول وضمان حصول كل مواطن مصري على الخدمات الصحية الأساسية حيث تم توسيع نطاق تغطية التأمين الصحي على نطاق أوسع للوصول إلى المواطنين في المناطق النائية والمحرومة مما يعزز التزام الدولة المصرية بتحسين العدالة الصحية في جميع محافظات الجمهورية.
وشدد على حقيقة أن البنية التحتية القوية هي العمود الفقري لنظام رعاية صحية قوي لذلك أقامت مصر استثمارات كبيرة في تطوير مرافق الرعاية الصحية وتوسيع برامج التدريب لمتخصصي الرعاية الصحية وتعزز هذه الجهود لتقديم الخدمات ورعاية المرضى والقدرة على الاستجابة للأزمات الصحية وتتويجا لذلك يتمتع نظام الرعاية الصحية في مصر بمرونة متزايدة ومستعد لتلبية احتياجات العدد المتزايد من السكان.
وكشف عن أبرز انجازات القطاع الصحي بمصر وهي مبادرة 100 مليون صحة التي قادت جهود القضاء على التهاب الكبد الوبائي "سي" في مصر والتى تُوجت بحصول مصر على شهادة المستوى الذهبي لمنظمة الصحة العالمية كأول دولة تحقق هذا الإنجاز وقبل أقل من 10 سنوات كانت مصر تعاني من واحد من أعلى الأعباء العالمية لالتهاب الكبد "سي" وتم تحويل هذا التحدي إلى قصة نجاح عالمية ووضع معيارا لبرامج الفحص والعلاج الشاملة منوها أن هذا النجاح لم يظل داخل مصر فقط بل قامت مصر بتبادل خبرتها مع جميع دول العالم لتشمل أكثر من 60 دولة من خلال عقد ورش العمل وجلسات تبادل المعرفة والتعاون الدولي والشراكات القوية مع مركز السيطرة على الأمراض الأوروبي ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأفريقي والعديد من المعاهد مما يؤكد التزامنا بالتضامن الصحي العالمي.
واشارالوزير إلى اعتماد مصر خالية من الملاريا من قبل منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي مما يعكس التزامنا بالقضاء على هذا المرض المدمر بعد سلسلة طويلة من النجاحات بما في ذلك القضاء على الفيلاريا والحصبة والحصبة الألمانية وفيروس شلل الأطفال.
وتابع أن دمج التكنولوجيا والابتكار الرقمي في قلب تحول الرعاية الصحية في مصر من خلال تطبيق الرعاية الصحية المتكامل والقيام بمراقبة العمليات في جميع قطاعات الصحة فإن توسيع نطاق تكنولوجيات الرعاية الصحية عن بعد بما في ذلك علم الأشعة عن بعد وعلم الأمراض بالإضافة إلى ذلك فإن الاستفادة من قوة البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي ستؤثر بشكل كبير على الاتجاهات المستقبلية لخطة تحويل الرعاية الصحية.
وأوضح عبدالغفار أن هذا العام شهد علامة تحول مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة في مصر (2024-2030) حيث ترتكز الاستراتيجية على رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتؤكد على التغطية الصحية الشاملة وتحديد أولويات الخدمات الصحية الوقائية ونظام رعاية صحية مرن مما يضمن أن تلك الجهود تساهم في أجندة الصحة على مستوى قارة أفريقيا والعالم.
وأكد انه بالرغم من هذه الإنجازات فإننا لا نزال مدركين للتحديات التي تنتظرنا وإن النمو السكاني السريع وظهور الأمراض غير المعدية والتأثيرات المتبقية للأزمات الصحية العالمية والاضطرابات السياسية تتطلب منا أن نظل صامدين وقادرين على التكيف وملتزمين بالابتكار ورؤيتنا للمستقبل متجذرة في الرعاية الوقائية والتقدم التكنولوجي وتمكين القوى العاملة الماهرة في مجال الرعاية الصحية مؤكدا على القوة التحويلية للعمل الجماعي فقد أصبح التقدم في مجال الرعاية الصحية في مصر ممكنا من خلال الشراكات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية وبينما نتطلع إلى المستقبل فإنه من خلال العمل معا يمكننا تحويل رؤيتنا المشتركة لقارة أكثر صحة إلى واقع.