سجن الموت.. مشاهد صادمة من سجن صيدنايا والدفاع المدني يرصد مكافأة لمن يفك لغزه
لاقت الفيديوهات التي انتشرت عبر القنوات الفضائية وسائل التواصل الإجتماعي والتي تتضمن إطلاق سراح مساجين سجن «صيدنايا» انتشارًا واسعًا بسبب هول وقساوة المشاهد التي تداولتها رواد مواقع التواصل بعد أن نجحت المعارضة في إسقاط نظام الأسد.
وأظهرت تلك الفيديوهات تسلل جماعات من الثوار إلى السجن الأشهر والاكثر خطورة في سوريا وهم يقومون بفتح البوابات الحديدية لإخراج المعتقلين من النساء والرجال وحتى الأطفال، وسط جو يسوده التكبير والتهليل.
حالة من الرعب تصيب المعتقلين داخل سجن «صيدنايا» بسوريا
الجدير بالذكر أن العامل المشترك بين جميع الفيديوهات هو حالة الصدمة والذهول التي أصابت المعتقلين داخل السجن الأحمر "كما كان يناديه الثوار أثناء اقتحام البوابات".. فبين الفرحة والخوف والاستغراب مما يحدث اختلطت المشاعر ولاذت الأرجل بالفرار لتبدأ معها آلاف القصص الخيالية عن ما شهدوه داخل هذا المعتقل.
مشاهد تقشعر لها الأبدان أثناء اخراج السوريين من معتقلات «صيدنايا»
لحظات بعد استعاب الموقف، تحدث العديد من المعتقلين وكشفوا عن الكثير ممن يقبعون بسجن «صيدنايا» عن وجود مساجين آخرين في سراديب وأقبية سرية يواجهون مصيرا مجهولا.
فيما أظهر مقطع فيديو مصور لكاميرات المراقبة في سجن «صيدنايا» وجود أعداد كبيرة من المعتقلين الذين يتجولون في زنازينهم وكأنهم "لا يعرفون ماذا حدث" وحدث هذا عندما قال أحد الثوار الذين اقتحموا السجن « قائلاً كأنهم لا يعرفون شيء»، وكشفت اللقطات، السجناء وهم في زنازينهم، يجلسون ويتحركون، وليس لهم خبر بما يحدث خارجا.
مكافئة مالية لمن يفك لغز سجن «صيدنايا» بسوريا
أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، الاثنين، عن تخصيص مكافأة مالية بمبلغ 3 آلاف دولار أميركي لكل من يدلي بمعلومات مباشرة تؤدي إلى تحديد أماكن سجون سرية في سوريا يوجد فيها معتقلون.
ووجهت إدارة الدفاع المدني دعوة خاصة لضباط الأمن السابقين والعاملين في الأفرع الأمنية للمساعدة في الوصول إلى هذه السجون السرية، وأكدت على أهمية هذه المساهمة وضرورتها، وقالت إنها تضمن لهم “الحفاظ على سرية المصادر”.
وعبرت عن “كامل التضامن مع الأهالي وذوي الضحايا”، وقالت “نتفهم تماماً شعورهم بانتظار أحبابهم وفلذات أكبادهم لكننا نناشدهم بالتروي وعدم الحفر في السجون أو المساس بها لأن ذلك يؤدي إلى تدمير أدلة فيزيائية قد تكون أساسية للكشف عن الحقائق ودعم جهود العدالة والمحاسبة”.
وأكدت أن الفرق المختصة جاهزة للتعامل مع أي سجن يتوقعون وجود معتقلين فيه.
وأعلنت الخوذ البيضاء، الاثنين، أن فرقه المتخصصة لم تعثر على أي أبواب سرية أو أدلة تشير إلى وجود معتقلين ضمن أقبية وسراديب داخل سجن صيدنايا.
سجن «صيدنايا» بين الحقيقة والخيال مشاهد صادمة.. معلومات مدهشة عنه بعد الأحداث الأخيرة
سجن صيدنايا هو واحد من أكبر وأشهر السجون في سوريا، ويقع على بعد حوالي 30 كيلومترًا شمال العاصمة دمشق. تم تأسيسه في الثمانينيات ويشتهر بسمعته السيئة بسبب التقارير العديدة عن انتهاكات حقوق الإنسان داخله.
السجن يتكون من مبنيين رئيسيين: البناء الأحمر، الذي يُعرف بالبناء القديم، والبناء الأبيض الذي يمثل البناء الجديد. يُقال إن السجن يضم آلاف السجناء، بما في ذلك السجناء السياسيين والمدنيين والعسكريين.
منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، دخل حوالي 30 ألف شخص إلى سجن صيدنايا، ولم يُفرج سوى عن 6 آلاف منهم، بينما لا يزال مصير الباقين مجهولًا، مما يجعلهم في عداد المفقودين وفق تقديرات حقوقية.
السجن يُعرف بممارسات وحشية تشمل التعذيب الممنهج، ويُقسم إلى قسمين: القسم الأبيض للجرائم العادية، والقسم الأحمر الذي يقع في الطوابق السفلية ويُخصص للمعتقلين السياسيين والمحتجزين بتهم خاصة.