بعد وفاة رائد الساحة.. مالا تعرفه عن الطريقة الجيلانية
توفي أمس الأربعاء، الشيخ محمد أحمد الجيلاني، رائد الساحة الجيلانية بمدينة الطود في الأقصر، والملقب بأسد الصالحين، عن عمر يناهز الـ 80 عامًا، وكان قد أصيب بوعكة صحية نقل على إثرها للرعاية المركزة بمستشفى الكرنك الدولي بمدينة الطود شرق الأقصر، وفارقت روحه الحياة هناك، وشيع الآلاف جثمانه عصر اليوم من الساحة الجيلانية بمحافظة الأقصر.
الطريقة الجيلانية
ويشار إلى أن الساحة الجيلانية سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ الجيلاني، مؤسس الطريقة الجيلانية، الذي يرجع نسبه لسيدنا الحسن حفيد النبي صلى الله عليه وسلم، فهو محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح جنكي دوست موسى بن أبي عبد اللَّه يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد اللَّه بن موسى الجون بن عبد المحصن بن الحسن المثنى بن محمد الحسن بن علي بن أبي طالب.
أماكن انتشار الطريقة الجيلانية
وظهرت الطريقة القادرية الجيلانية إلى جانب الطريقة الرفاعية العراقية مواكبة لها في قرن واحك وانتقلت من الفرات ودجلة إلى مصر في القرن السابع الهجري، ويعتقد المتصوفة أنّ انتشار الطريقة القادرية في مصر يعود إلى أحد أبناء عبد القادر الجيلاني، وهو عيسى بن عبدالقادر، صاحب كتاب «جواهر الأسرار ولطائف الأنوار»، وتنتشر الطريقة الجيلانية في العديد من البلدان مثل سوريا وتركيا والمغرب والجزائر وفلسطين ولبنان، وموزمبيق والكاميرون ونيجيريا والصين ودول الاتحاد السوفيتي السابق، كازخستان والبوسنه والهرسك، وغانا وإيران والسودان والنيجر ومالى وغينيا وتشاد وأفغانستان وباكستان والصومال وإندونسيا وماليزيا.
مبادئ الطريقة الجيلانية
وتقوم الطريقة على الذكر الجهري في حلقة الاجتماع، والرياضة الشاقة بالتدريج في تقليل الأكل، والفرار من الخلق وسلوكهم، واستحضار جلال الله وعظمته؛ فبذلك تنقمع النفس وتتهذب، لأن التربية بالجلال أسرع للتخلص من الرعونات، وصفة الجلوس للذكر أن يجلس متربعًا، ويمسك بإبهام الرجل اليمنى ويضع يديه على ركبتيه فاتحًا أصابعها، ثم يشتغل بذكر الفناء والبقاء، كما ذكر الموقع الرسمي للصوفية.
و يؤمن أتباع الطريقة القادرية بعقيدة وحدة الوجود التي يدين بها عامة الصوفية، والاعتقاد بأنه بإمكان الصوفي رؤية الله في الدنيا، وذلك برفع حُجُب الكائنات عن قلبه، وذم الآخرة وطلاّبها، بدعوى أن مقصود الصوفية هو الوصول إلى الامتزاج بالوجود الإلهي.
ويذكر أن كَذَبَ أتباع الشيخ عبد القادر الجيلاني عليه كثيرً، ونسبوا إليه ما لم يقله ولا يرضاه مما هو مخالف لسيرته ودعوته إلى اتباع السلف واجتناب البدع، وقد ذكر شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى بعض هذه الأكاذيب ثم قال: «وَلا رَيْبَ أَنَّ الشَّيْخَ عَبْدَ الْقَادِرِ لَمْ يَقُلْ هَذَا ، وَلا أَمَرَ بِهِ ، وَمَنْ يَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ عَنْهُ فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْهِ اهـ».