الإدارة البيئية أساس إستراتيجية نجاح صناعة السياحة في مصر
يشكل نظام الإدارة البيئية مدخلا عمليا وتطبيقا سليما لإدارة الفنادق والمنتجعات السياحية ويعكس فكرة النجاح المؤكد والمتواصل الذى تسعي إليه الهيئة العامة للتنمية السياحية من أجل تحقيق أهداف التنمية السياحية في مصر خاصة في منطقة البحر الأحمر بهدف وضع وتطبيق نظام الإدارة البيئية للفنادق والمنتجعات في ظل سعيها الدوب إلى تحقيق توازن مستمر بين أهداف التنمية السياحية والحفاظ على البيئة والطبيعة الغنية التي تميز منطقة البحر الأحمر.
وتؤدى الإدارة البيئية دورا بارزا في تحسين مستويات الأداء الاقتصادي والبيئي بالمنشآت الفندقية حيث إنه يساعد على الحد من المخلفات والآثار السلبية البيئية وتخفيض نفقات التشغيل من خلال ترشيد استهلاك المياه والطاقة والخامات والكيماويات فضلا عن توفير مزايا وفرض التنافس في الأسواق السياحية التي تتميز بتزايد الوعي البيئي بها
وعلى المستوى القومي نجد أن تطبيق نظام الإدارة البيئية يساعد على حماية البيئية للأجيال القادمة وزيادة التنمية البشرية وتحسين فرص المنافسة على المستوى العالمي وكذلك ربط المؤسسات السياحية بالمجتمعات المحلية المحيطة بها وإيجاد صيغة عمل ترفع من مستوى الأداء البيئي للشركات الخدمية أو الموردين.
ولا شك أن تطبيق نظام الإدارة البينية على مستوى منطقة البحر الأحمر بأكملها سوف يحد من الطلب المتزايد على استغلال البيئة الساحلية واستئناف مواردها الطبيعية .. كما يخفف من وطأة الضغوط على طاقتها لاستيعاب المخلفات الناتجة عن الأنشطة غير الرشيدة فيها .
إن البحر الأحمر كمصدر سياحي مهم يمكنه تكوين صورة خالية من سلبيات العلاقات العامة وذلك بتناول حلول للقضايا البيئية والصحية التي تؤثر على فرص التسويق لهذا المقصد السياحي والتي تؤثر أيضا على قرارات ورغبات السائحين
ومن خلال تطبيق نظام للإدارة البيئية تتوافر عدة أدوات قيمة تضمن استمرار عناصر الجذب السياحي لمنطقة البحر الأحمر وتوفر سبل تحسين العلاقات مع الأطراف والجهات الرئيسية في سوق السياحة العالمية حتى تتم الاستجابة لطلبات هذه السوق وإقبالها على المقاصد السياحية المتوافقة مع قواعد البيئة الصحيحة
ويقوم نظام الإدارة البيئية على أساس مرجعه أن عمليات تشغيل الفنادق والمنتجعات تحدث أثارا سلبية يجب وضع تخطيط خاص لاحتوائها ووضع خطة تستهدف الحد من هذه الآثار السلبية
ولذا فيجب البدء في تخطيط نظام الإدارة البيئية بأسرع وقت ممكن بل يجب البدء فيه خلال رحلتى التصميم والإنشاء بما يضمن أفضل المزايا التي يمكن تحقيقها مع بدء تشغيل المنشآت الفندقية .
كما أن تحسين مستوى الأداء البيئي نتيجة تطبيق نظام الإدارة البيئية يمثل آلية من آليات التغيير لأنه بالإضافة إلى توافر جودة البيئة فإن تطبيق نظام الإدارة البيئية يساعد الفنادق على تحسين مستوى العلاقات في محيط المجتمع المحلى وإنشاء قنوات إتصال بين إدارة المنتج وجهات التوريد وشركات الخدمة الأخرى بالإضافة إلى تدعيم التزام الإدارة والعاملين بحماية البيئة وتطوير عمليات التشغيل من خلال إجراءات المراجعة والرقابة المناسبة فضلا عن زيادة عناصر الجذب السياحي ودعم استمرارية المنشأة السياحية والمنتج السياحي على المدى الطويل.
وتتوافر فرص الحد من الآثار البيئية السلبية داخل أي منشأة سياحية أينما تتم عمليات تشغيل قائمة على استخدام الموارد ومنها على سبيل المثال غرف النزلاء أو النظافة العامة أو المطابخ أو الحدائق بل حتى في مكاتب الإدارة ذاتها ولذلك يعد نظام الإدارة البيئية عنصرا أساسيا في تحسين مختلف الجوانب التشغيلية والبيئية في أي منشأة فندقية ويتم ذلك من خلال ترشيد استهلاك المياه والحد من مياه الصرف الصحي الناتجة عن الاستخدام من جانب النزلاء أو العاملين بالمنشأة عن طريق استخدام تكنولوجيا متطورة وترشيد استهلاك الطاقة والحد من الانبعاثات الملوثة للهواء
وكذلك ترشيد استهلاك الخامات الطبيعية المتاحة والحد من المخلفات الناتجة عنها بالإضافة إلى ترشيد استخدام المواد الخطرة والمنتجات الضارة بالبيئة والصحة وتحسين النواحي الصحية وعوامل الأمان والسلامة للرواد والعاملين