ads
الأحد 29 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

شهد العالم في الآونة الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بمفهوم التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية كأدوات أساسية لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وكان ذلك تزامنًا مع الأسبوع العربي للتنمية المستدامة في نوفمبر 2024 حيث بات من الضروري أن تعمل المؤسسات الدولية والشركات جنبًا إلي جنب مع الحكومات والمجتمعات لتحقيق أهداف تنموية لا تقتصر فقط علي تحقيق المكاسب الاقتصادية بل أيضًا علي تعزيز العدالة الاجتماعية وحماية البيئة.  
وعليه فإن مفهوم التنمية المستدامة يعني تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بقدرة الأجيال القادمة علي تلبية احتياجاتها ومن ثم فهو يعتمد علي ثلاثة محاور رئيسية :- البيئة والاقتصاد والمجتمع . 
فالتحديات التي تقابل الأجيال الحالية فيهما تتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها من التدهور وتبني ممارسات تحافظ علي التنوع البيولوجي والموارد المائية ، تحقيق النمو المستدام من خلال تعزيز الإنتاجية الاقتصادية دون استنزاف الموارد الطبيعية وأخيرًا وليس أخرًا ضمان حقوق الإنسان ،تحسين مستويات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والإتجاه نحو الاقتصاد الأخضر والأزرق .
وبما أننا تحدثنا عن التنمية المستدامة فجاء الآن التحدث عن المسؤلية الاجتماعية ودورها في تحسين المجتمعات ومن ثم في التزام الشركات والمجتمعات بتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر مبادرات تسهم في تحسين الظروف الاجتماعية والبيئية ويمكن للمؤسسات تحقيق ذلك من خلال عدة ممارسات مثل :- تقليل انبعاثات الكربون ، توفير فرص عمل للشباب ، دعم المشروعات المجتمعية ، مشاركة القيم البيئية والاجتماعية التي تفيد المجتمع وتقوده نحو مستقبل مبتكر ومستدام . 
وتكمن أهمية التكامل بين التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية في تعزيز فعالية المبادرات التنموية من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص وذلك لخلق بيئة أفضل وأكتر استدامة، وتحقيق أيضًا مزيدًا من الولاء والثقة من قبل المجتمع . 
وعلي الرغم من الأهمية الكبري لهذه المفاهيم إلا أن العالم يواجه عده تحديات ومن أبرزها قلة التشريعات والقوانين المُلزمة ، نقص الوعي ، وارتفاع التكاليف المتعلقة بتطبيق هذه الممارسات . ولكن من الجيد أنه يمكن تحويل هذه التحديات إلي فرص من خلال تبني سياسات مُبتكرة وتشجيع التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني . 
التنمية المستدامة  والمسؤولية الاجتماعية حق من حقوق الإنسان وهما المفتاح لبناء مستقبل أفضل وأكثر توازنًا واستدامة وذلك من خلال التركيز علي الاستدامة في شتي جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ؛ يمكننا ضمان عالم أفضل لللأجيال القادمة .

تم نسخ الرابط