ads
الأحد 05 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

"فما ظنكم برب العالمين (صناعة الأمل)".. عنوان خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 3 يناير 2025 سيكون بعنوان: "فما ظنكم برب العالمين (صناعة الأمل)"، مؤكدة أن الهدف الأساسي من الخطبة هو ترسيخ قيم التفاؤل والأمل في نفوس المصلين، والتأكيد على أهمية حسن الظن بالله، إلى جانب تسليط الضوء على مخاطر الهجرة غير الشرعية، خاصة بين الشباب.

خطبة الجمعة على مستوى الجمهورية


وأوضحت الوزارة أن الخطبة الأولى ستكون موحدة في جميع مساجد الجمهورية، بينما الخطبة الثانية ستخصص لمعالجة قضية الهجرة غير الشرعية في المحافظات التي تعاني من هذه الظاهرة بشكل أكبر، ومنها: البحيرة، القليوبية، المنوفية، أسيوط، المنيا، الفيوم، الشرقية، كفر الشيخ، الدقهلية، الغربية، والأقصر.

عناصر خطبة الجمعة القادمة

جاءت عناصر خطبة الجمعة القادمة 3 يناير 2025م بعنوان: فما ظنكم برب العالمين (صناعة الأمل) كالتالي:

أولًا: الأملُ هو عنوانّ الحياةِ.
ثانيًا: حَطِّمُوا اليَأْسَ بِسَيْفِ الأَمَلِ
ثالثــــًا وأخيرًا: رسالةٌ إلى أكلةِ المواريثِ

وتأتي هذه الخطبة ضمن جهود وزارة الأوقاف لنشر القيم الإيجابية ومعالجة القضايا الاجتماعية المهمة بما يحقق المصلحة العامة.

 

نص خطبة الجمعة القادمة (صناعة الأمل) لدكتور محمد حرز


الحَْمْدُ لَِلَّه علَىَ ترََادُفَ آلََئَهَ وَنعَمَْائَهَ، وَالشكُّْرُ لَهُ علَىَ سَابغََ فَضْلَهَ وَامْتنََانَهَ، وَأشَْهَدُ أنَْ لََ إلََهَ إ هلََ هاللَُّ وَحْدَهُ لََ شرََيكَ لَهُ؛ إلََهُ الْْ هوَليَنَ وَالْْخَرَينَ ،وَأشَْهَدُ أه نَ مُحَ همداً عبَدُْهُ  وَرَسوُلُهُ، ال هصادَقُ الْْمََينُ وَالمَْبعْوُثُ رَحْمَةً للَعَْالمََينَ ،صَلهى هاللَُّ علَيَْهَ وَعلَىَ آلَهَ الطهي بَيَنَ  الطهاهَرَينَ ،وَمَنَ اقتَْفىَ أثَرََهُ إَلىَ يوَْمَ الدَ ينَ . 
أ همَا بعَدُْ ،مَعَاشَرَ المُْؤْمَنيَنَ  :اتهقوُا هاللََّ حَ هق التهقوَْى فرََبكُّمُْ أحََقُّ أنَْ يطَُاعَ فَلََ يعُْصَى، وَيذُْكرََ فَلََ ينُسْىَ، وَيشُْكرَُ فَلََ يكُْفرََ؛ ﴿ يَا أيَهَُّا الهذَينَ آمَنوُا اتهقوُا هاللََّ حَ هق تُقَاتَهَ وَلََ تمَُوت هنُ إ هلََ وَأنَتْمُْ مُسْلَمُونَ  ﴾ ]آلَ عَمْرَانَ: 102.[ 
عبادَ  الله: ) صناعةُ  الْملَ   بلْ  إنْ  شئتَ   ف قُل فمََا ظنَكُّمُْ برََ بَ العَْالمََينَ ( عنوانُ وزارتنََا  وعنوانُ خطبتنََا. 
عناصرُ  اللقاَءَ: 
أولًَ : الْملُ  هو عنوا ن  الحياةَ. 
ثانيًًا: حَطَ مُوا اليَأسَْ بسَيَْفَ الَْمَلَ  
ثالثــــًا  وأخيرًا:  رسالة   إلى أكلةَ   المواريثَ . 
أيُُّّها السادةُ: ما أحوجنَا في هذه الدقائقَ المعدودةَ إلي أنْ يكونَ حديثنَُا عن صناعةَ  الْملَ  بل إنْ   شئ َتَ   فقُ ل فمََا ظنَكُّمُْ برََ بَ العَْالمََينَ  ، وخاصةً   ولقد  جَرَتَ العَْادَةُ أنَْ يمَُ هر علَىَ الَْْنسَْانَ أوَْضَاع  مُخْتلََفَة ، وَأحَْوَال  مُتَقلَ بََ  ة،  فمََ هرةً يجََدُ نَفسَْهُ مُرْتَاحَ البَْالَ، وَمَ هرةً يكََادُ الحُْزْنُ وَالهَْمُّ يُقطََ عُ قلَبَْهُ ،وَمَ هرةً يكَوُنُ صَحَيحًا مُعَافىً، وَمَ هراتٍ يتَنََقهلُ بيَنَْ المُْسْتشَْفيََاتَ   يبَحَْثُ عنََ العَْافيََةَ، وَفيَ خُطْبَةَ اليَْوْمَ أذُكََ رُ نَفسَْي وَإيَهاكمُْ بَأمَْرٍ عظََيمٍ، مَنْ تعَلَهقَ بَهَ نجََا، وَزَانَتْ أمُُورُهُ مَعَ كُ لَ تغَيَرَُّاتَ أحَْوَالَهَ، وَتَقلَُّبَ أوَْضَاعَهَ، إلَيَكْمُْ أَفْضَلُ حَ لٍ وَبَينَْ أيَدَْيكُ مْ  أسَْرَعُ طرََيقٍ لَصَلََحَ أحَْوَالكَمُْ بَإَذْنَ هاللََّ تعََ الىَ وَتيَسَْيرَهَ؛ إنَههُ حُسْنُ الظه نَ بَا هلِلَّ فهَوَُ سبَيَلُ نجََاةٍ ،وَرَفيَقُ درَْبٍ، وَحَ هث علََيْهَ النهبيَُّ  ﷺ، وخاصةً  ونحُنُ  في بداي ةَ عا مٍ ميلَدَ  ي ٍ جديد كلهُ  أمل   وتفاؤ  ل وسعادة    وحس ُنُ ظ نٍ   بر بَ  العالمين،  وخاصةً   ونحُنُ  في شهرَ   رجب،  فهو شه  ر عظي م   مبار ك  مَ ن الْشهرَ   الحرمَ   التي قا لَ عن هَا ربُّنَا:  )إ هنَ عَدهةَ الشهُّوُرَ عَندَ هاللََّ اثنَْا عشَرََ شهَْرًا فيَ كَتَابَ هاللََّ يوَْمَ خَلقََ السهمَاوَاتَ وَالْْرَْضَ مَنْهَا أرَْبعََة  حُرُ م ۚ ذَٰلََكَ  الدَ ينُ الْق يَمَُ ۚ فَلََ تظَْلمَُوا فيَهَ هن أنَفسُكَمُْ (،  وخاص ةً والواج بُ  على المسل مَ  مع بدايةَ   عامٍ  جديدٍ  أنْ  يحاس بَ نف سَهُ على ما  قدمَ  مَ ن خي رٍ وما فع لَ  مَن ش  رٍ ليستكثرَ   مَ ن الخي رَ  وليندمَ  على الش رَ   ويعزمَ  على عدمَ  العود ةَ إلي هَ مر ةً ثانيةً ، وللهَ د رُّ القائ لَ: 
دقَّا تُقَل  بُ المَرءَ قائلََة   لَ هُ  ****إ هنَ الحَياةَ دَقائ قَ وَثوَاني 
فَارَفعَ لنََفسَكَ بعَدَ مَوتَكَ ذَكرَها ****  فَالذَكرُ لَلإَنسانَ عمُ ر ثاني أولًَ : الْملُ  هو عنوا ُنُ  الحياةَ. 
أيُُّّها  السادةُ : الْملُ يدفعُ الْنسانَ دائمًا إلى العملَ، ولولََ الْملُ لَمتنعَ الْنسانُ عن مواصلةَ الحياةَ ومجابهةَ مصائبهََا وشدائدَهَا، ولولَه لسيطرَ اليأسُ على قلبَه، وأصبحَ يحرصُ على الموتَ ،لذا قيَلَ: اليأسُ سلمُ القبرَ، والْملُ نورُ الحياةَ.....والمسلمُ   لَ ييأسُ مَن رحمةَ اللهَ؛ لْ ن الْملَ في عفوهَ هو الذي يدفعُهُ إلى التوبةَ مهمَا بلغتْ ذنوبُهُ ،لْ هن اللهَ ع هز وج هل نهاهُ عن اليأسَ والقنوطَ مَن رحمتَه ومغفرتَه، فقالَ تعالَى: } قُلْ يَا عَبَادَي الهذَينَ أسَْرَفوُا علَىَ أنَْفسَُهَمْ لَ تَقنْطَوُا مَنْ رَحْمَةَ هاللََّ إ هنَ هاللََّ يغَْفرَُ الذنُّوُبَ جَمَيعاً إنَههُ هوَُ الغَْفوُرُ ال هرحَيمُ{)الزمر:  53(.والْملُ طاقة  يودعهَُا اللهُ في قلوبَ البشرَ؛ لتحثههمُ على تعميرَ الكونَ، وقد قال النبيُّ   ﷺ: )إنَْ قَامَتَ السهاعَةُ وَفيَ يدََ أحََدَكمُْ  فَسَيلَة ، فَإَنَ اسْتطََاعَ  أنَْ لََ تَقوُمَ حَتهى يغَرَْسهََا فلَيْغَرَْسْهَا()رواه البخاري في الْدب المفرد(،  وقال ج هل وعلَ: }يَا بنَ هيَ اذهْبَوُا فتَحََسهسوُا مَنْ يوُسُفَ وَأخََيهَ وَلَ تيَئْسَوُا  مَنْ رَوْحَ هاللََّ إنَههُ لَ ييَئْسَُ مَنْ رَوْحَ هاللََّ إلََه الْقوَْمُ الكَافرَُونَ{ )يوسف:87(، وللهَ درُّ الشافعي:  
دع المقاديرَ تجرَي في أعنَ تهََا***ولَ تبيت ن إ لَ خاليََ البا لَ 
ما بينَ غمَضةَ عيَنٍ وانتباهتهََا***يغ يرُ اللهُ مَن حالٍ إلى حالَ  
قال ج ه ل وعلَ: )فمََا ظنَكُّمُْ برََبَ  العَْالمََينَ(،  قا لَ ابُنُ  مسعو دٍ  رضى اللهُ  عنه قسمً ا باللهَ ما ظ ه ن أحد  باللهَ ظنً ا إ لَ  أعطا هُ  اللهُ  ما يظنُّ ؛ لْ هن  الفضلَ  كل  هُ بيدَ  اللهَ سبحانَهُ وتعالى.  قال ح همادُ  بُنُ   سلمةَ   رحمَ هُ  اللهُ : )واللهَ  لو خُ يرتُ   بيَنَ   محاسب ةَ  اللهَ  إي ايَ   وبيَنَ   محاسبةَ  أبو ي  لَختر ُتُ  محاسبةَ   اللهَ؛ لْ ه ن   اللهَ أرحمُ    بَي مَ ن أبوي.(  قال ج ه ل وعلَ: )فمََا ظنَكُّمُْ برََبَ  العَْالمََينَ(  في هَ دعو ة  إلى حسنَ  الظ نَ  باللهَ تعالى، وحس ُنُ الظ نَ  باللهَ هو: رجاءُ  ك لَ  خيرٍ  مَ ن قبَ لَ هَ سبحانهَ  وُبحمدَ هَ، وهو أنْ  يؤملَ  العبدُ   مَن ر بَ هَ  ك هل  ب رٍ ، وك هل  إحسانٍ ، فهو ر ُّبُّ  ك  لَ  نعمةٍ ، وهو صاحبُ   ك لَ   إحسا نٍ، وهو صاحبُ   ك لَ   سعةٍ ،  كما قالَ  سبحانه: 
﴿وَمَا بكَمُْ مَنْ نعَمَْةٍ فمََنَ هاللََّ ث همُ إذَاَ مَسهكمُُ الضُّرُّ فَإلَيَْهَ تجَْأرَُونَ ﴾النحل )53(. وهو سبحانَهُ  ج  ل شأنهُ المؤم لُ  في تحصيلَ  المطالبَ ، وهو المؤملُ  في كش فَ ك لَ  كربةٍ وك لَ  خوٍفٍ .وفي صحيحَ   مسلم: )عنَْ جَابرََ بنَْ عَبدَْ هاللََّ الْنَْصَارَ يَ قَالَ سمََعْتُ رَسوُلَ هاللََّ ﷺ قبَْلَ مَوْتَهَ بثََلَثََةَ أهيَامٍ يَقوُلُ « لََ يمَُوت هنَ أَحَدُكمُْ إلََه وَهوَُ يحُْسَنُ الظه هن بَا هلِلَّ ع هزَ وَجَ هل». قال المناويُّ : “أي لَ يموت هن   أحدكُُ م في حالٍ   مَن الْحوالَ   إ لَ  في هذه الحالةَ ، وهي حسُنُ  الظ نَ  با لِلَّ تعالى، بأنْ  يظ ه ن أن  هُ يرحمُ هُ، ويع فُو عنهُ؛  لْ ن  ه إذا حض رَ أجلهُ، وأت تْ رحل تُه ، لم يب َقَ  لخوفَ هَ   معنىَ، بل يؤدَ  ي إلى القنوطَ ، ومن  ثَ هم ، كان  مَن الكبائرَ   القلبيةَ ،  قَ يلَ  لْعرابَ   يٍ: إ ن َكَ  تموت، قال: وإلى أين يذُه بُ بي؟ قالوا: إلى اللهَ، قال: ما أكرهُ  أ نْ يذُهبَ  بي إلى مَ ن لم أرَ  الخيرَ   إ  لَ منهُ. فحسُنُ  الظ  نَ، وعظ مُ الرجاَءَ ، أحسُنُ  ما تزودَ هُ  المؤمُنُ   لقدو مَ هَ  على ر بَ هَ (، وفي الصحيحينَ : )عنَْ أبَيَ هرَُيرَْةَ  – رضي   الله عنه – قَالَ قَالَ 
النهبَيُّ  ﷺ «يَقوُلُ هاللَُّ تعََالىَ: أنََا عَندَْ ظ نََ عبَدَْي بيَ، وَأنََا مَعَهُ إَذَا ذَكَرَنَي، فَإَنْ ذَكَرَنَي  فيَ نَفسَْهَ، ذكَرَْتُهُ فيَ نَفسَْي، وَإنَْ ذكَرََنيَ فيَ مَلأٍ ،ذَكرَْتُهُ فيَ مَلأٍ خَيرٍْ مَنهْمُْ، وَإنَْ تَق هرَبَ إَلَ هى بَشَبْرٍ تَقَ هربْتُ إلَيَْهَ ذَرَاعًا، وَإنَْ تَق هرَبَ إلَ هىَ ذَرَاعًا تَق هرَبْتُ إلَيَْهَ بَاعًا، وَإَنْ أَتَانَي يَمْشَي  أتَيَتُْهُ هرَْوَلَةً»،  وحس ن   الظ نَ   باللهَ  تعالى ينجي صاح بَهُ في الدنيا والْخرةَ ، ففي سننَ  الترمذَ ي: )عنَْ أَنَسٍ أَ  هن النهبَ هي ﷺ دَخَلَ عَلَى شَابٍ  وَهُوَ فَي الْمَوْتَ فَقَالَ« كَيْفَ تَجَدُكَ .»قَالَ وَ هاللََّ يَا رَسوُلَ هاللََّ إنَ يَ أَرْجُو هاللََّ وَإنَ يَ أخََافُ ذنُوُبيَ. فَقَالَ رَسوُلُ هاللََّ  ﷺ  «لََ يَجْتَمَعَانَ فَي قَلْبَ عَبْدٍ فَي مَثْلَ هَذَا الْمَوْطَنَ إَلَه أَعْطَاهُ هاللَُّ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مَ هما يخََافُ»، وفي مسن دَ  أحم دَ: )عنَْ أنَسََ بنَْ مَالَكٍ أ هنَ رَسوُلَ هاللََّ ﷺ قَالَ « يخَْرُجُ أرَْبعََة  مَنَ النهارَ – قَالَ أبَوُ عَمْرَانَ أرَْبعََة . وَقَالَ ثَابَت  رَجُلَنََ – فيَعُرَْضوُنَ علَىَ هاللََّ ع هزَ وَجَ هل ث همُ يؤُْمَرُ بهََمْ إلَىَ النهارَ. قَالَ فيَلَتَْفَتُ أحََدهُمُْ فيََقوُلُ أيَْ رَبَ  قدَْ كنُْتُ أرَْجُو إذَْ أخَْرَجْتنََي مَنهَْا أنْ لََ تعَُيدنَيَ فيَهَا. فيَُن جََيهَ هاللَُّ مَنهَْا ع هزَ وَجَ هل ». وحس ُنُ الظ نَ  باللهَ تعا لَى مَ ن ركائ زَ الْيمانَ ،  وتاجُ  عبادةَ  القل بَ، ومفتاحُ  سلَمةَ  العقيد ةَ، وس ر  مَ ن أسرارَ السعادةَ  في الدنيا والْخرةَ .  
وعنَُْأَ بيُه رَيرَْةَُ -رضي الله عنه -عنَْ رَسوُلَ اللهَ ﷺ  قَالَ: )أَ هن هاللََّ ع هزَ وَجَ هل، قَالَ: أنََا عَندَْ ظ نََ عبَدَْي بيَ، إنَْ ظ هنَ بيَ خَيرًْا فلََهُ ،وَإنَْ ظ هنَ شرًَّا فلََهُ( . ويقول   ابُنُ  القيمَ : )ولَ ري بَ  أ هن   حسَنَ   الظ نَ   ب هَ إن  مَ ا يكوُنُ   مع الْحسانَ ، فإ هن  المحسَنَ   حسُنُ   الظ نَ   برب هَ ، أ ن هُ  يجازيهَ   على إحسانَ هَ ، ولَ يخلفُ   وعدَ هُ ، ويقبلُ  توبتَهُ(،  فإحساُنُ  الظ نَ   باللهَ  تعالى  مَن أوكدَ   الفرائضَ ، ومَ ن  أجلَ  الواجباتَ ،  وقد أم رَ  اللهُ  تعالى عبا دَهُ   بأنْ  يحُسَنوا الظ ه ن  بهَ  سبحانَه، وذلَكَ  في مواضعَ   عديدةٍ، منهَ ا ما أمرَ   اللهُ  تعا لَى بهَ  في قو لَهَ  تعالَ ى: ﴿وَأنَْفَقوُا فيَ سبَيَلَ هاللََّ وَلََ تلُْقوُا بَأيَدَْيكمُْ إلَىَ الهتهْلكَُةَ وَأحَْسَنوُا إَ هن هاللََّ يحَُبُّ المُْحْسَنيَنَ ﴾البقرة )95(. قال عكرمةُ : معناها: )أحس نوُا الظ هن  باللهَ(. ومَ   ما يدلُّ  على وجوبَ  إحسانَ  الظ نَ  باللهَ تعالى أ هن   اللهَ سبحانَهُ وتعالى توعدَ  الذين أساءُ وا الظ هن  بهَ  أشده وعيٍدٍ، فقالَ   سبحانَهُ: 
﴿وَيعَُذَ بَ المُْنَافَقيَنَ وَالمُْنَافَقَاتَ وَالمُْشْرَكَينَ وَالمُْشْرَكَاتَ الظهان يَنَ بَا هلِلَّ ظ هنَ السهوْءَ ﴾الفتح 
)6(، وعقوبةُ   هؤلَء: ﴿علَيَهَْمْ داَئرََةُ السهوْءَ وَغَضَبَ هاللَُّ علَيَهَْمْ وَلَعنَهَمُْ وَأعَدَه لهَمُْ جَهَنهمَ وَسَاءَتْ مَصَيرًا﴾ الفتح )7( يقولُ  ابُنُ   القيمَ : )لم يأَتَ عقا  ب ولَ عذا ب   ولَ وعيد   في القرآنَ   كما جاءَ   في سو َءَ  الظ نَ   باللهَ  تعالى(. ولذلك قال جماعة    مَ ن أهلَ   العلمَ : )إ هن  أعظمَ  الذنوبَ   عن دَ اللهَ تعا لَى إساءةُ  الظ نَ  بهَ  سبحانَهُ وتعالى( . 
واللهَ  ثُ هم  وَ هاللََّ مَا أحَْسنََ عبَدْ  ظنَههُ برََ بَهَ إَ هلَ كَانَ هاللَُّ عَندَْ حُسْنَ ظنََ هَ، وَفتَحََ هاللَُّ علَيَْهَ مَنْ برََكَاتَهَ فَأحَْسَنُوا الظهه ن برََب كَمُْ، وَاقتْدَوُا بَالْْنَبْيََاءَ؛ فهَمُْ أحَْسَنُ الخَْلقَْ ظنًَّا بَا هلِلَّ ،هذَاَ إبَرَْاهَيمُ  علَيَْهَ ال هسلََمُ ألَْقَاهُ قوَْمُهُ فيَ النهارَ فمََا رَده إ هلََ بَقوَْلَهَ: ﴿ حَسْبنَُا هاللَُّ وَنعَمَْ الوَْكَيلُ  ﴾ ]آلَ عَمْرَانَ:  173[، فَكَانَتَ النهارُ بَرْدًا وَسَلََمًا، بَأمَْرَ هاللََّ: ﴿ قُ لْنَا يَا نَارُ كوُنيَ برَْداً وَسَلََمًا علَىَ إبَرَْاهَيمَ ﴾ ]الْْنَبْيََاءَ:69[، وَمَنْ إحَْسَانَ ظه نَهَ برََ بَهَ، وَاليَْقيَنَ بمََعَيهتَهَ وَنَصْرَهَ ،أنَههُ ل همَا ترََكَ زَوْجَتَهُ وَرَضَيعَهُ بَمَكَانٍ لََ مَاءَ فَيهَ وَلََ حَيَاةَ ،مُوقَنًا  بَحَفظَْ هاللََّ لهَمَُا، قَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ: آ هلِلُّ أمََرَكَ بهََذاَ؟ قَالَ: نعَمَْ. قَالَتْ: إذَاً لََ يُضَي عَنَُا. وَهذَاَ يعَْقوُبُ فَقدََ وَلدََهُ يوُسُفَ علَيَهَْمَا ال هصلََةُ وَالسهلََمُ، فبَكَىَ علَيَْهَ حَتهى ابيَْ هضتْ عيَنَْاهُ مَنَ الحُْزْنَ، فَقَالَ لَهُ أبَنَْاؤُهُ: ﴿ تَا هلِلَّ تَفتَْأُ تذَْكرُُ يوُسُفَ حَتهى تكَوُنَ حَرَضًا أوَْ تكَوُنَ مَنَ الهَْالكََينَ] ﴾ يوُسُفَ: 85[، فرََ هد علَيَهَْمْ بَقَلْبَ المُْؤْمَنَ الهذَي يحُْسَنُ الظه هن برََبَ هَ: ﴿ إنَهمَا أشَْكوُ بثَ يَ وَحُزْنيَ  إلَىَ هاللََّ وَأَعْلمَُ مَنَ هاللََّ مَا لََ تعَلْمَُونَ] ﴾ يوُسُفَ: 86[. 
وَهذَاَ مُوسىَ علَيَْهَ ال هصلََةُ وَال هسلََمُ، ل همَا لحََقَ بَهَ فرَْعوَْنُ وَجُنوُدُهُ فَأصَْبحَُوا مَنْ خَلْفَهَ وَالبْحَْرُ مَنْ أَمَامَهَ، قَالَ لَهُ بنَوُ إسَْرَائيَلَ: ﴿ إنَها لمَُدْرَكوُنَ] ﴾ الشعُّرََاءَ:  61[، فرََده علَيَهَْمْ بَصَوْتَ الْوَاثقََ بَا هلِلَّ: ﴿ كَ هلَ إَ هن مَعَيَ رَبَ ي سيََهْدَينَ ﴾ ]الشُّعَرَاءَ:  62[. فَأنَجَْى هاللَُّ مُوسَى  وَمَنْ مَعَهُ ،وَأغَْرَقَ فرَْعوَْنَ وَمَنْ مَعَهُ. 
وَهذَاَ الحَْبيَبُ  ﷺ  لَ هما كَانَ فَي الْغَارَ مَعَ صَاحَبَهَ، قَالَ أبَوُ بكَْرٍ رضي اللهُ   عنه: «يَا رَسوُلَ هاللََّ ،لوَْ أ هنَ أحََدهَمُْ نظَرََ مَوْضَعَ قدَمََهَ لَْبَْصَرَنَا، فَقَالَ ﷺ: مَا ظنَُّكَ بَاثنْيَنَْ هاللَُّ ثَالثَهُمَُا» رَوَاهُ البْخَُارَيُّ  وَمُسْل مَ. 
فيَا عبَدَْ هاللََّ: إذَاَ دعَوَْتَ فَأحَْسَنْ ظنَهكَ بَاه لِلَّ أنَههُ يجَُيبُ دعَْوَتَكَ ،وَإذَاَ تَصَدهقْتَ فظَ هنُ بَا هلِلَّ خَيرًْا أنَههُ سيَخُْلَفُ علَيَْكَ أَضْعَافَ مَا أنَْفَقْتَ ،وَإذَاَ ترََكْتَ شيَْئًا هلَِلَّ فظَ هنُ بَا هلِلَّ أنَههُ سيَ عَُ وَضُكَ خَيرًْا مَ هما ترََكْتَ ،وَإذََا اسْتَغْفَرْتَ هاللََّ فظَ هنُ بَا هلِلَّ أنَههُ سيَغَْفرَُ لَكَ. 
وَإنَ يَ لَْدَْعوُ هاللََّ حَتهى كَأهنَنيَ  ********أرََى بجََمَيلَ الظهنَ مَا هاللَُّ فَاعَلُهْ
وَأَقرَْعُ أبَوَْابَ السهمَاوَاتَ رَاجَيًا *****عطََاءَ كرََيمٍ قطَُّ مَا خَابَ سَائلَُهْ 
والمتأملُ فيمَا تمرُّ بهَ أمةُ الْسلَمَ، واستهزاءٍ بالنب يَ الكريمَ، وسخريةٍ بالقرآنَ العظيمَ،  ومحاربةٍ لك لَ مظهرٍ مَن مظاهرَ الدينَ ، وما ذاك إ لَ ليعلمَ اللهُ الذين صدقوُا ويعلمَ الكاذبين  ،وكونوُا  على أملٍ بوعدَ اللهَ وصدقَ نبيَ هَ  ﷺ  في أ هن اللهَ ناص ر دينَهُ ومع ز أولياءَهُ، وأ هن مَن تمسكَ بهذا الدينَ لَبدُه لهُ مَن النصرَ والتمكينَ، وصدقَ اللهُ العظيمُ  القائلُ }وَعدََ هاللَُّ اهلذَينَ آمَنوُا مَنكْمُْ وَعمََلوُا ال هصالحََاتَ ليَسَْتخَْ لَفنَههمُ  فيَ الَْرْضَ كمََا اسْتخَْلَفَ اهلذَينَ مَنْ قبَ لَْهَمْ وَليَمَُكَ ن هنَ لهَمُْ دَينهَمُْ الهذَي ارْتَضَى لهَمُْ وَليَبُدََ لنَههمُْ مَنْ بعَدَْ خَوْفهََمْ أمَْناً يعَبْدُوُننَيَ لَ يشُْرَكوُنَ بيَ شيَئْاً وَمَنْ كَفرََ بعَدَْ ذلََكَ فَأوُْ لَئَكَ  همُْ الْفَاسَقوُنَ){النور:55(.   
وللهَ درُّ الشافعي: 
وَلرَُ هب  نازَلَةٍ يَضيقُ لهَا الفتَى***ذرَعاً وَعَندَ اللَََّ مَنها المَخرَجُ  
ضاقَت فلََ ما اسَتحَكمََت حَلَقاتهُا***فرَُجَت وَكنُتُ أظَنُهُّا لَ تُفرَجُ  
ًثانيًا: حَطَ مُوا اليَأسَْ بسَيَْفَ الْمََلَ  
أيُُّّها السادةُ الْخيارُ: إه نَ اليَأسَْ داَ ء قَاتَل ، إذَاَ أَصَابَ قلَْبَ الْ همُةَ أرَْداَهَا كَأنَههَا ميتة  لََ حَيَاةَ فَيهَا، وإن اليَأسَْ يوُرَثُ في الْ همُةَ مَوْتَ الرُّوحَ المَعنْوََيهةَ ، وإ هنَ اليَأسَْ داَ ء عُضَال  للفرَْدَ وَللمُجْتمََعَ، وَهوَُ  أشَْبَهُ مَا يكَوُنُ بَالسهرَطَانَ، وَإذَاَ أَصَابَ اليَأسُْ غيَرَْ المُؤْمَنيَنَ فَلََ غرََابَةَ في ذلََكَ ،أَ هما أنَْ يُصَيبَ الَْنسَْانَ المُؤْمَنَ بَاللهَ وَبَقدَرََهَ ،وَالْ همُةَ المُؤْمَنَةَ بَاللهَ وَبَقدَرََهَ ،فَ هَذاَ أمَْ ر عجََيب . كيَْفَ   تَيْأسَُ يَا أيَهَُّا المُؤْمَنُ وَاللهُ تعالى يَقوُلُ:﴿ لََ تَقنْطَوُا مَنْ رَحْمَةَ اللهَ ﴾كيَْفَ تيَْأسَُ يَا أيَهَُّا المُؤْمَنُ وَاللهُ تعالى يَقوُلُ في الحَدَيثَ القدُْسَ يَ كما في حديث  أبََي هرَُيرَْةَ« أنََا عَندَْ ظ نََ عبَدَْي بيَ، وَأنََا مَ عَهُ حَينَ يذَكْرُُنيَ، إنَْ ذكَرََنيَ فيَ نَفسَْهَ، ذكَرَْتُهُ فَي نَفسَْي، وَإنَْ ذكَرََنيَ فيَ مَلإٍَ، ذكَرَْتُهُ فيَ مَلإٍَ همُْ خَي رْ مَنهْمُْ، وَإنَْ تَق هرَبَ مَن يَ شَبرًْا، تَق هرَبْتُ إلَيَْهَ ذَرَاعًا، وَإنَْ تَق هرَبَ إلَ هيَ ذَرَاعًا، تَقَ ه ربُْتُ   مَنْهُ بَاعًا، وَإنَْ أتََانيَ يمَْشَي أتَيَتُْهُ هرَْوَلَةً» رواه مسلم ،عَا ر علَىَ الْ همُةَ أنَْ تيَْأسََ، وَهَيَ تَقرَْأُ قوَْلَ اللهَ تعالى: ﴿إ هنَ الهذَينَ جَاءوُا بَالَْْفْكَ عُصْبَة  مَنكْمُْ لََ تحَْسبَوُهُ شرًَّا لكَمُْ بَلْ هوَُ خَي رْ  لكَ مُْ  لكَُ لَ امْرَئٍ مَنهْمُْ مَا اكْتسََبَ مَنَ الَْْثمَْ وَالهذَي توََلهى كَبرَْهُ مَنهْمُْ لَهُ عذَاَب  عظََي م﴾. وَقوَْلَ اللهَ تعالى: ﴿إ هنَ اللهَ يدُاَفعَُ عنََ الهذَينَ آمَنوُا﴾. وَقوَْلَ اللهَ تعالى: ﴿ذلََكَ بَأ هنَ اللهَ مَوْلىَ الهذَينَ آ مَنُ وا  وَأ هنَ الكَْافرََينَ  لََ مَوْلىَ لهَمُْ﴾؟ عَا ر علَىَ الْ همُةَ أنَْ تيَْأسََ وَهَيَ تَقرَْأُ قوَْلَ اللهَ ع هزَ وَجَ هل: ﴿وَأوَْحَينَْا إلَىَ أ مَُ  مُوسىَ أنَْ أرَْضَعَيهَ فَإذَاَ خَفْتَ علَيَْهَ فَألَْقيَهَ فيَ اليْ مََ وَلََ تخََافيَ وَلََ تحَْزَ نيَ  إنَها رَادوُّهُ إلَيَْكَ وَجَاعَلوُهُ مَنَ المُْرْسلَيَنَ .﴾حَطَ مُوا اليَأسَْ بسَيَْفَ الْمََلَ، حَطَ مُوهُ بَقوَْلَهَ تعالى: ﴿وَمَنْ يَتهقَ اللهَ يجَْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيرَْزُقْهُ مَنْ حَيْثُ لََ يحَْتسََبُ﴾. حَطَ مُوهُ بَقوَْلَهَ تعالى حَكَا يَ ةً عنَْ س يَدََنَا نوُحٍ علَيَْهَ ال هصلََةُ وَال هسلََمُ: ﴿فَقلُْتُ اسْتغَْفرَُوا رَبهكمُْ إنَههُ كَانَ غَفهارًا * يرُْسَلَ ال هسمَاءَ علَيَكْمُْ مَدْرَارًا * وَيُمْدَدْكمُْ بَأمَْوَالٍ وَبنَيَنَ وَيجَْعَلْ لكَُمْ جَنهاتٍ وَيجَْعَلْ لكَمُْ أنَهَْارًا﴾.  حَطَ مُوهُ بَقوَْلَهَ تعالى: ﴿قُلْ لنَْ يُصَيبنََا إ هلََ مَا كتََبَ اللهُ لنََا هوَُ مَوْلََنَا وَعلَىَ اللهَ فلَيْتَوََكهلَ المُْؤْمَ نوُنَ  .﴾بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا الَْيمَانُ بَالقَضَاءَ وَالقدَرََ، بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا عَلمُْنَا بَقوَْلَ اللهَ تعالى:  ﴿مَا أَصَابَ مَنْ مُصَيبَةٍ فَي الْْرَْضَ وَلََ فيَ أنَْفسَُكُمْ إ هلََ فيَ كَتَابٍ مَنْ قبَْلَ أنَْ نبَرَْأهََا إ هنَ ذلََكَ علَىَ اللهَ يسََي ر * لكَيَْلََ تَأسْوَْا علَىَ مَا فَاتكَمُْ وَلََ تَفرَْحُوا بمََا آتَاكمُْ وَاللهُ لََ يحَُبُّ كُ هل مُخْتَالٍ  فخَُورٍ﴾. بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا قوَْلُ ربنا ﴿وَلوَْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فعَلَوُهُ﴾. بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا قوَْلُ ربنا ﴿وَمَا تشََاءوُنَ إ هلََ أنَْ يشََاءَ اللهُ رَبُّ العَْالمََينَ .﴾بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا عَلمُْنَا عَلمًْا يَقيَنيًَّا أ هنَ مَا شَاءَ اللهُ  كَانَ وَمَا لمَْ يشََأْ لمَْ يكَنُْ، هكَذَاَ فهََمْنَا مَنْ كَتَابَ اللهَ ع هزَ وَجَ هل. بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا  قوَْلُ سيَ دََنَا رَسوُلَ اللهَ ﷺ كما في الحديثَ عنََ ابنَْ عبَهاسٍ رَضَيَ اللهُ عنَهْمَُا قال: «وَاعْلمَْ أ هنَ الْ همُةَ لوََ اجْتمََعَ تْ   علَىَ أنَْ ينَْفعَوُكَ بشَيَْءٍ لمَْ ينَْفعَوُكَ إلََه بشَيَْءٍ قدَْ كتَبََهُ اللهُ لَكَ ،وَلوََ اجْتمََعوُا علَىَ أنَْ يَضرُُّوكَ بشَيَْءٍ لمَْ يَضرُُّوكَ إلََه بشَيَْءٍ قدَْ كتَبََهُ اللهُ علَيَْكَ ،رُفعََتَ الَْقْلَمَُ وَجَفهتْ الصُّحُفُ» رواه الترمذي،  بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا قوَْلُ سيَ دََنَا رَسوُلَ اللهَ ﷺ عنَْ صهَُيْبٍ رَضَيَ اللهُ عنَْهُ:« عجََبًا لَْمَْرَ المُْؤْمَنَ، إ هنَ أمَْرَهُ كلُههُ خَي رْ، وَليَسَْ ذاَكَ لَْحََدٍ إ هلََ للَمُْؤْمَنَ، إنَْ أَصَابتَْهُ س هرَاءُ شكَرََ، فكََانَ خَيرًْا  لَهُ، وَإَنْ أَصَابتَْهُ ضَ هراءُ صَبرََ، فكََانَ خَيرًْا لَهُ »رواه الْمام مسلم، بلَسْمَُ جَرَاحَاتَنَا قوَْلُ سيَ دََنَا رَسوُلَ اللهَ  ﷺ  عَنْ زَيدَْ بنَْ ثَابَتٍ رَضَيَ اللهُ عنَْهُ:« وَتعَلْمََ أ هنَ مَا أَصَابَكَ لمَْ يكَنُْ ليَخُْطَئَكَ ،وَأ هنَ مَا  أَخْطَأكََ  لَمْ يكَنُْ ليَُصَيبَكَ، وَأنَهكَ إَنْ مَ هت علَىَ غيَرَْ هذَاَ، دخََلْتَ النهارَ» رواه أحمد، بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا  في المصائَب  والمُْل همَاتَ  ،قَوْلُ ربنا: }أمَْ حَسَبتْمُْ أنَ تدَْخُلوُا الجَْنهةَ وَل همَا يَأتْكَمُ همثَلُ الهذَينَ خَلوَْا  مَن قَبلْكَمُ همسهتهْمُُ البَْأسَْاءُ وَال هض هراءُ وَزُلزَْلوُا حَتهى يَقوُلَ ال هرسوُلُ وَالهذَينَ آمَنوُا مَعَهُ مَتىَ نَصْرُ هاللََّ ألَََ إ هنَ نَصْرَ هاللََّ قرََيب { البقرة.[412] : بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا عند التوبة، يوُقنُ التهائَبُ أ هن اللهَ ع هز وج هل يقبَلُ توبتََهُ ،ويغفرَُ ذنَبَْهُ ،متى صَدقََ في توَْبتََهَ، قال ﷺ: )أذَنَْبَ عبَدَْي ذنَبًْا، فعَلَمََ أ هن له رَبًّا يغَْفرَُ الذهنْبَ، وَيَأخُْذُ بالذهنْبَ، اعْمَلْ ما شَئْتَ فقدَْ غَفرَْتُ لَكَ( أخرجه مسلم  بلَسْمَُ جَرَاحَاتنََا  عند ضيق الرزقَ، وكدر اَلعيشَ،  قال ﷺ: )من نزَلَت بهَ فاقَة  فأنَزَلهَا بالناسَ لم تسُدَه فاقتَُهُ .ومَن نزَلتْ به فاقَة  فأنزَلهَا باللهَ فيوشَكُ اللهُ لهُ برزْقٍ عاجَلٍ أو آجَلٍ( أخرجه أبو داود                                                                     
يا صاحبَ الهمَ  إن اله هم منفرج  *** أبشر بخيرٍ فإ ن الفارجَ الله ُ إذا بُليتَ فثق بالله وَارضَ به*** إ ن الذي يكشفُ البلوى هو  اللهُ اليأسُ  يقطعُ أحيانًا بصاحبه َ ***لَ تيأس هن فإ ن الفارجَ الله ُ   اللهُ يحُدثُ بعد العسرَ ميسرةً*** لَ تجزع هن فإ ن الكافيَ  اللهُ 
واللهَ مالك غير اللهَ من أحدٍ ***  فحسبكَ الله ُ في ك لٍ لك  اللهُ 
أقولُ  قوليَ هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ ليَ ولكمُ 
الخطبةُ   الثانية الحمدُ للهَ ولَ حمدَ إ هلَ لهُ وبسمَ اللهَ ولَ يستعانُ إ هلَ بهَ وَأشَْهَدُ أنَْ لَ إلََهَ إَلَ هاللَُّ وَحْدَهُ لَ شرََيكَ لَه وَأه نَ مُحَ همداً عبَدُْهُ وَرَسوُلُهُ ………… وبعدُ ثالثــــًا  وأخيرًا:  رسالة   إلى أكلةَ   المواريثَ . 
أيُُّّها  السادةُ:  أكلةُ   المواريثَ   سوءُ   ظ نٍ   بالرزاقَ   ج هل  شأنهُ، وإ هن   مَ ن المواضيعَ   الهامةَ   التي يشتكَ ي منهَ ا كثي ر   مَ ن المسلميَنَ   والمسلماتَ   ونشاهدُهَا في كثيرٍ   مَ ن المجتمعاَتَ   قضيةَ  الحرمانَ  أو التحايلَ  على أكلَ  الميراثَ ،  فكم مَ ن امرأةٍ  حُ رمتْ  مَ ن ميرا ثَهَ ا عيا نًا بيا نًا  ولَ حو لَ  ولَ قوةَ  إ لَ  باللهَ، واعلمْ   أ هن   أكلَكَ   للميراثَ   فيهَ   تعٍدٍ  لحدودَ   اللهَ  تعا لَى، وانتها ك   لحرما تَهَ   فاللهُ   سبحانَهُ  بعدَ   أ نْ  بي َنَ   الْنصبةَ   قال :﴿ فَلََ تعَتْدَوُهَا ﴾،  ولَ تجُاوزُ وهَا، ولهذا قال :﴿ وَمَنْ يطَُعَ هاللََّ وَرَسوُلَهُ ﴾؛ أي: فيها، فلم يزَ دْ بع ض   الورثةَ ،  ولمَ ينق صْ بعًضًا بحيلةٍ  ووسيلةٍ ، بل ترَكَ همُ على حُكمَ  اللهَ وفريض تَهَ  وقسَم تَهَ ، ﴿ يدُْخَلْهُ جَنهاتٍ تجَْرَي مَنْ تحَْتهََا الْْنَهَْارُ خَالدََينَ فيَهَا وَذلََكَ الْفوَْزُ العْظََيمُ   *وَمَنْ يعَصَْ هاللََّ وَرَسوُلَهُ وَيتَعَدَه حُدوُدَهُ يدُْخَلْهُ نَارًا خَالدَاً فيَهَا وَلَهُ عذَاَب  مُهَي ن  ﴾ ]النساء:  13، 14[ ؛ واعلمْ  أ هن  التع دَ ي على المواريثَ   جُر م عظي م  وإث م  مبي ن ، قالَ   اللهُتعا لىَ: ﴿ وَآتوُاْ اليْتََامَى  أمَْوَالهَمُْ، وَلََ تتَبَدَهلوُاْ الخَْبيَثَ بَالطهيَ بَ، وَلََ تَأكْلُوُاْ أمَْوَالهَمُْ إلَىَ أمَْوَالكَمُْ إنَههُ كَانَ  حُوبًا كبَيَرًا ﴾ ]النساء: 2[. واعلمْ  أ هن  أكلةَ  الميراثَ  أكل ةُ النارَ  يومَ  القيامةَ  يومَ  الحسرةَ  والندامةَ ،   فالذيَنَ   يأكلوَنَ   الميراثَ   هم الذيَنَ   وصفهَُ م اللهُ   تعا لَى  بقو لَه: ﴿ إ هنَ الهذَينَ يَأكْلُوُنَ أمَْوَالَ اليْتََامَى ظلُمًْا إهنَمَا يَأكْلُوُنَ فيَ بطُوُنهََمْ نَارًا وَسيََصْلوَْنَ سعََيرًا ﴾ ]النساء: 10[. واعلمْ  أ هن  أكلَ   المواري ثَ  هو  الحج بُُُوالحرما نُُُ مُنُدخو لُُُُالجنا نُ:  فالجنةُ   هي صلةُ   اللهَ  التي  جعلَ هَ ا لْهلَ   كرام تَ هَ  ولْهلَ   طاع تَهَ ، فإذا قط عََ  المسلمُ   رحمَ هُ  حج بَهُ  اللهُ  مَ ن جن تَهَ ،  عنََ مُحَ همدَ بنَْ جُبيَرَْ بنَْ مُطْعَمٍ، عنَْ أَبَيهَ، عنََ النهب يََ  ﷺ قَالَ:« لََ يدَْخُلُ الجَْنهةَ قَاطَ ع»؛ يعني قاطعُ   رحمٍ   )مسلم(، ولفظ أبي داود: ))لَ يدخلُ   الجن ةَ  قاطعُ رح مٍ(،  واعلمْ   أ هن   أكَلَ  المواري ثَ  هو الفضيحةُ ُالكبرَُىىُيومَُُالقيام ةُ: أ لََ فلتعل مْ أ ه ن  ما أكلتَ مَ ن ح قَ   أخ تَ َكَ -  مَن مالٍ  وعقا رٍ - ستطُوقهُ  يومَ القيامة بإذن اللهَ، لو ظلمتهَ ا جنيهًا سيأ تَي عليك نارًا، ولو ظلمتهَ ا شبرًا مَ ن  أرضَ، فسيأ تَي حولَ   عن قََكَ  يومَ القيامة نارًا  مَن سب عَ  أرضين، قال الصادقُ   المصدوقُ   الذي لَ ينط قُ  عن الهوى: "مَنْ ظلَمََ قيَدَ شَبرٍْ مَنْ الْرْضَ،  ط وَُقَهُ مَنْ سبَعَْ أرََضَينَ (،  واعل مْ  أ ه ن  أكلَ   الميراثَ   هو الْفلَسُ   يومُ   القيام ةَ:  يا آكلًَ للميراثَ ، لَ تظ هنُ أ هن  ذل َكَ فيهَ  الغن ىَ، كلَ بل فيهَ  الْفلَ سُ، ﴿ يوَْمَ لََ ينَْفعَُ مَال  وَلََ بنَوُنَ )88( إ هلََ مَنْ أتَىَ هاللََّ بَقلَْبٍ سلَيَمٍ  ﴾ ]الشعراء:  88، 89.[توههم نفس كَ وقد بعُث رَ  ما في القبورَ ، وحُ صَلَ   ما في الصدورَ ، وقد أوُتيتَ بصلَةٍ وزكاةٍ  وصو مٍ  وح جٍ ، ولكن َكَ  قد أكلَتَ  المواري ثَ، انظ رْ إلى نفسَ َكَ  في عرصاتَ  يومَ  القيام ةَ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ  عنه عن النب ي َ  ﷺ قال: "ما تعدون المفل سَ  فيكُ م؟ قالوا: المفل سُ فينَا  مَن لَ درهمَ  لهُ ولَ دينار، قال: المفلسُ  مَ ن يأ تَي يو مَ القيام ةَ ولهُ حسنا ت  أمثالَ  الجبالَ ، فيأ تَي وقد شتمَ  هذا، وأخ ذَ ما لَ هذا وسف َكَ د مَ هذا، وقذفَ  هذا، وضر بَ هذا، فيقت صُّ هذا مَ ن حسنا تَ هَ، وهذا مَ ن حسنا تَ هَ، فإذا فنيَت حسنا تُه  قب لَ أنْ  يُق ضَى ما علي هَ، أخُذَ  مَ ن خطاياهمُ فطرُحتْ  عليهَ  ثُ  م  طُ رحَ  في النا رَ"،  فت بْ إلى اللهَ يا ظال م  قبلَ  فوا تَ الْوا نَ  ورده المواريثَ   لْهلَ  هَا قبلَ  فواتَ  الْوا نَ .فبي تُكَ  الحقيق يُّ ليس هنَا إن  مَ ا بيتُ  َكَ الحقيقيُّ  هناَكَ  في القبرَ . 
النفسُتـَبْ كي عـَلىَْ الـدنُـيْـَا وَقـَدَْ عـَلمََتْ ***  أنََ السهــلَمَة فـيَهََــا تـَرْكُ مَــا فـَيهَْــا 
لَ دار لَلـمَــرْءَ بعـْــدَ المَـــوْتَ يسَْــكـنُـهُـا***  إ  لَ التي كان قبلَ  الموتَ   يبنيهَ ا فإ نْ بناهَا بخيرٍ  طابَ  مسك نُه ******  وإنْ  بناهَا بش  رٍ خا بَ بانيهَ ا 
حف ظَ  اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مَن كيدَ الكائدين، وش رَ الفاسدين وحقدَ الحاقدين، ومكرَ الـماكرين،  واعتداءَ الـمعتدين،  وإرجافَ الـمُرجفين،  وخيانةَ الخائنين.  وحفظَ   اللهُ  فلسطيَنَ   مَن ك لَ  سوٍءٍ  وش رٍ . 
 

تم نسخ الرابط