عزيزتي الصبية الحلوة إليك هذه النصيحة الغالية يا حبذا لو سمعتيها وفي بروتوكولك الاجتماعي وضعتيها
غاليتي إذا كنت قد تخطيت الخمس والعشرين عاما ودخلت عش الزوجية ودعيت إلى مناسبة اجتماعية وجلست بجانب سيدة ثلاثينية او أربعينية فسالتك:
كيف حالك يا صبية؟
فأجبت الحمد لله يا (خالة ) سلمت.
فأنت هنا مشكلة على الأغلب قد سببت
لان الخالة التي خاطبت ليست عنك ببعيد
فهي من جيل عدنان ولينا وحكايات عالمية والكابتن ماجد
وهذا الجيل في معظمه لم يكن ليتزوج قبل العشرين وصبية في مثل عمرك من الصعب أن ينجب لذلك ليتك ( الخالة) ما أحزنت.
وبعيدا عن الهزل وعبارات السجع فإن هذه المواقف كثيرا ما تتكرر في مجالس النساء حيث نرى إحداهن تخاطب الأخرى قائلة يا (خالة ) رغم أن الفارق العمري بينهن لا يبدو كبيرا مما يسبب احراجا في بعض الأحيان لإحداهن فتبغض الأخرى. ولكل هنا أسبابه:
فأما السيدة التي خوطبت بالخالة فهي لا تشعر حقا بأنها تقدمت في العمر فهي تنتمي إلى عصر البوتكس وهوليود سمايل والطاقة الإيجابية وتبدو في عز شبابها بل أصغر سنا .
فكيف لهذه الصبية التي تشاركها مجلسها ان تضرب بعرض الحائط كل هذا وتقول لها يا (خالة) في اشارة واضحة منها انها في عمر والدتها لتترك هذه السيدة فريسة لأفكارها تحاول ان تجد اجابات سريعة لأسئلة كثيرة اجتازت مخيلتها كالبرق
هل أبدو حقا كأمها ؟
هل تقصدت احراجي؟ …..
في حين أن الصبية أو السيدة الاصغر عمرا في معظم الأحيان لا تقصد الاحراج او الازعاج وإنما هي مجرد كلمة او عبارة حملتها معها من سنوات طفولتها التي ودعتها حديثا واعتادت أن تخاطب بها من هن أكبر سنا دون النظر إلى أعمارهن او أشكالهن.. ولكنها في أحيان أخرى
تكون بالفعل مقصودة من قبل بعض الفتيات اللواتي يحاولن تصغير أعمارهن على حساب السيدات الأخريات .
ولأن موضوع العمر بالنسبة للمرأة هو من أسرارها الشخصية غير قابلة للإعلان وان كان الجميع يعرفه او يتوقعه ولكن مع ذلك لا يحق لأي كان الإشارة إليه من قريب أو بعيد من هنا تحديدا
يأتي أهمية تعلم بروتوكول الخالة :
والتي تتضمن أولى أبجدياته أن اي صبية قد دخلت عش الزوجية او تجاوزت اوائل العشرينات ان تتخلى عن مفردات الطفولة وتخاطب السيدات اللاتي تجتمع بهن في المجالس الاجتماعية العامة بأسمائهن أو ألقابهن حتى لا يفسر تصرفها بأنها تتعمد احراج إحداهن او انها تحاول إخفاء عمرها او تصغيره على حساب الأخريات.
وقد يكون هذا أسلم للجميع وخصوصا ان هذه الصبية لن تسمح لسيدة تكبرها ب عشر سنوات او حتى عشرين سنة ان تتحلى بأي من المزايا الإضافية إذا ما اجتمعن في مضمار عمل واحد بل على العكس سنراها تطالب بالعدل والمساواة
وان يجري تقييمها على اساس المهارات وليس السنوات الفائتات من الاعمار. .
ان تطبيق بروتوكول الخالة سيكون حلا عادلا لكل هذه التفاهات التي ربما تتطور إلى خلافات .
واخيرا وليس أخرا
ان عقدة العمر هي فكرة دخيلة على ثقافتنا العربية الأصيلة التي كرمت المرأة في جميع مراحل حياتها فهي ابنة بارة وزوجة مصانة وام مطاعة وجدة كريمة وإذا كنا في زمن التفاهات وهناك من يسوق المرأة كسلعة جميلة بل ويختزل قيمتها فقط في جمالها وصغر عمرها فيجعلها حبيسة سنواتها تحاول إخفاء عمرها عن نفسها وعن محيطها مما يجعلها فريسة سهلة لاي موقف عابر او كلمة غير مقصودة تشير إلى تقدمها في العمر .
ان نظرة المرأة إلى زيادة العمر يحب ان تتغير كليا كي تستمتع بجمال كل مرحلة عمرية ستعيشها فهي جميلة في العشرين ، مكتملة الأنوثة في الثلاثين، ناضجة في الأربعين، حكيمة في الخمسين ، وهي الجدة المطاعة وبركة الآباء والأحفاد في بقية مراحل حياتها.
أما بعد يا أيتها الصبايا اليافعات والسيدات الفاضلات والجدات المسنات
ان ايامنا التي نحياها ما هي إلا عطايا من الرحمن
وما أعمارنا إلا أرزاق قد ساقها لنا رب الأكوان
وكيف لا ونحن ندعو الله بطول الآجال
أيكون شكر الرزق أن نخفي أعمارنا ونتجاهل أيامنا؟
وقد رسمها الخالق في تعابير الانسان
فناديني يا سيدتي ما شئت
ولا تتعجلي فإنه كأس دائر على مر الزمان
فأنا الصبية وانا الام وانا الخالة والجدة
وإني والله ممتنة لسنوات الزمان
فيا ربي نسألك طول عمر في طاعة وسلام.