أبو الغيط: لابد من ردع اسرائيل وإلزامه بالانصياع للإرادة الدولية
عقد أمس بمقر الجامعة العربية إجتماعا للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
واستهل الاجتماع الذي يعقد بالتنسيق بين المغرب رئيس الدورة الحالية ودولة فلسطين والأمانة العامة، بدقيقة صمت على أرواح الشهداء الفلسطينيين.
وقال نائب السفير المغربي في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية، إن ما يتعرض له قطاع غزة من حصار شامل يعد وصمة عار.
وأضاف خلال كلمته أن المغرب يؤمن بتحقيق السلام، إلا أن ما يتعرض له شعب فلسطين منافي للقانون الدولي والقيم الأخلاقية الدولية.
وتابع: "لم يعد مقبولا ان يستمر المجتمع الدولي في تجاهل ما يحدث بحق الشعب الفلسطيني، كما أن عليه أن يتحمل مسؤوليته تجاه ما يحدث".
كما ثمن التحرك الذي تقوم به المغرب ومصر وقطر من أجل تنفيذ الهدنة، مؤكداً أن هذه الجهود يجب البناء عليها لتحقيق السلام وتحقيق الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع أن "الطريق للسلام العادل شاق ولكنه يظل السبيل الوحيد للسلام، موضحا أن هذه هي عقيدة المملكة المغربية، التي تظل تؤكد دعمها التام لدولة فلسطين وأيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومساعيه لتحقيق السلم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، باعتزام الحكومة الإسبانية الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، مطالبا جميع الدول التي لم تتخذ بعد هذه الخطوة بسرعة اتخاذِها التزاماً بحل الدولتين وتعزيزاً لفرص تحقيق السلام في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة أبو الغيط، التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبوعلي،
وشدد أبو الغيط، على ضرورة ردع الاحتلال الإسرائيلي وإلزامه بالانصياع للإرادة الدولية في تحقيق وقف فوري ومستدام لإطلاق النار وبدء عملية سلام جادة وحقيقية تفضي لإنهاء هذا الاحتلال العنصرى البغيض، سبيلاً وحيداً لأمن واستقرار المنطقة.
كما رحب أبو الغيط بالشكاوى الرسمية التي قدمتها عديد الدول إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هذه الجرائم، مطالباً بضرورة الإسراع في إجراءات التحقيق ومحاسبة كافة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم.
وأضاف أبو الغيط "لقد حذرنا مراراً وتكراراً من عدم تنفيذ الحل العادل للقضية الفلسطينية على مدار ما يزيد عن 76 عاماً وعدم التصدي لجرائم الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي وسياساته الممنهجة لتقويض حلّ الدولتين، فضلاً عن دعم بعض الأطراف غير المشروط للاحتلال الاسرائيلي وتحصينه من المسائلة".
ونوه الأمين العام للجامعة العربية بأن تجاهل هذه التحذيرات هو الذي أدى إلى تدهور الوضع بصورةٍ خطيرة، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني الخطير في قطاع غزة يتطلب تضافر كافة الجهود من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية لأهالي القطاع.
وأشار إلى جهود الدول العربية وكذلك الأمانة العامة للجامعة في تقديم الدعم الإنساني والصحي والإغاثي إلى الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، مشيدا بجهود كافة الدول والهيئات الإغاثية والفعاليات الشعبية لتقديم الدعم الإغاثي للقطاع وبشكلٍ خاص جهود مصر في استقبال قوافل المساعدات وإدخالها للقطاع، مؤكدا على ضرورة استمرار وزيادة حجم المساعدات المقدمة لتلبية احتياجات أهالي القطاع الإنسانية.
ووجه أبو الغيط تحية اعتزاز وتقدير إلى جميع المتضامنين مع الشعب الفلسطيني حول العالم، دولاً وشعوباً، الذين صدحت أصواتهم انتصاراً لقيم الحق والعدل ومطالبةً بوقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني، وبضرورة استعادة الشعب الفلسطيني لحقه في الحرية والاستقلال، فكان لجهودِهم تأثير في مواقف دولِهم، وستبقى أصواتهم أصواتاً للحق
أكد مندوب فلسطين الدائم لدي الجامعة العربية مهند العكلوك أنه علي مدار 48 يومًا من العدوان، إسرائيل ارتكبت وما تزال، جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان، على أسس قومية وعقائدية وعنصرية، وذلك من خلال قتل المدنيين بالآلاف، والتدمير الممنهج للمباني والبنى التحتية، والتهجير القسري والتطهير العرقي، وإخضاع 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة لحصار قاتل، شمل قطع كل أشكال الحياة، من ماء وكهرباء ودواء وغذاء ووقود
وقد أدت هذه المذبحة المستمرة حتى الآن إلى استشهاد 15000 من المدنيين الفلسطينين، بينهم 6150 طفلًا، 4000 امرأة، 1000 مسن، وتنفيذ حوالي 1400 مجزرة، بمعني قصف عائلات بعضها استشهدت بالكامل: الأب والأم والأبناء والأحفاد، كل منهم له قصة وله عائلة وله أحباء، وكلهم قتلهم العدو الإسرائيلي، عدو الحياة والإنسانية والقيم والقانون والأخلاق، قوة الشر العنصرية الهمجية المنفلتة، نظام الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وأكد أنه ما يزال 7000 تحت الأنقاض، منهم 4700 طفل وامرأة.
كما أدى هذا التدمير الممنهج الذي يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إلى تدمير 50 ألف بيت، تدميراً كلياً، و240 ألف جزئياً، وهو ما يعادل 60% من بيوت قطاع غزة.
واستهدفت إسرائيل تدمير 266 مدرسة هي الآن مأوى لعشرات آلاف النازحين قسراً، منها 67 مدرسة خرجت عن الخدمة.
واستهدف 174 مسجد و3 كنائس، 88 مسجداً تم تدميرها كلياً. و26 مستشفى و55 مركزا صحيا، خرج عن الخدمة.
واستهدفت إسرائيل في تدميرها المنهجي الجامعات والمراكز الثقافية ودمرت وحرقت المكتبات التي تحتوي على كتب ومخطوطات تاريخية يعودها عمرها إلى مئات السنين، وهو تكرار لتاريخ النكبة ١٩٤٨ حين خصصت فرقا في العصابات الصهيونية لنهب وسرقة الكتب، هذه الجرائم التي تذكرنا بالمغول – التتار الذي حرقوا ودمروا مكتبة بغداد العظيمة تماماً مثل الغرباء الغزاة الذين ليس لهم تاريخ أو حضارة أو ثقافة.
وما تزال إسرائيل تسعى لتكرار سيناريو نكبة فلسطيني لعام 1948، من خلال التطهير العرقي وتهجير الشعب الفلسطيني مرة أخرى من بلادهم، وقد أدى العدوان الإسرائيلي حتى الآن إلى تهجير 1.7 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة، وهنا نحذر من نوايا ومخططات إسرائيل المستمرة للتهجير القسري أو النقل الجبري.
وأكد أن الحال في الضفة الغربية المحتلة ليس أفضل مما عليه الحال في قطاع غزة، فكل يوم يقتحم جيش الاحتلال ومستوطنوه بحملات إرهابية بشعة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ويقتل ويصيب ويعتقل المئات، ويهدم البنى التحتية ويحق الأشجار والممتلكات، ويزيد وتير الضم والاستيطان الاستعماري، ويعمق نظام الفصل العنصري الإجرامي.
وفي القدس، تستمر حملات التهويد والتهجير والقمع والقتل الرهيبة بلا هوادة، ويستمر حصار المسجد الأقصى المبارك ومنع وصول المسلمين إليه ممن تقل أعمارهم عن 60 عاماً، ويستمر اقتحامه اليومي بمئات المستوطنين الإرهابيين، ومحاولات تقسيمه زمانية ومكانياً.
وتقدم بالشكر لكل الأشقاء العرب والأصدقاء حول العالم، كل الدول والشعوب، الذين سعوا لوقف العدوان وكسر الحصار، وخاصة الدولة المصرية لتسهيل إجراءات ادخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ونؤكد أن هذه التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني لن تذهب أدراج الرياح، بدعم أشقائنا وأصدقائنا حول العالم، وأن الشعب الفلسطيني العظيم سيتمكن من فك حصاره في كل مرة، وسيكافح عدوه في كل مرة.