جمعا بين الأصالة والمعاصرة ، مؤتمر تربية الأزهر يبحث: التربية وبناء الإنسان لعالم متغير، "رؤية أزهرية استشرافية".
حرص الأزهر في رسالته التعليمية والتثقيفية والتنويرية دوما على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، فلم يكن يوما بعيدا عن علوم العصر ومكتشفاته وتقنياته، وإنما اهتم بكل علم وفكر ومستجدات تخدم بني الإنسان، ويرى أن ذلك ضمن واجباته الشرعية التي تجمع بين المواكبة والإسهام الحضاري الفعال، الذي يحمل ارتباطا بالعصر واتصالا بالأصل ، امتدادا للتوجيه القرآني الأول لنبينا صلى الله عليه وسلم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ). وكما لم يكن العلماء المسلمين الأوائل بعيدين عن الاكتشافات العلمية كأصحاب رسالة قوامها العلم، فالخوارزميات المعقدة التي يديرها الذكاء الاصطناعي الآن ليست سوى تطور حديث للمعادلات المعقدة التي اجتهد بها المسلمين الأوائل؛ مما يحتم علينا الآن الإسهام الفعال في التطورات التقنية الحالية والمستقبلية.
هذا، ولم يقف دور الأزهر في بناء الإنسان على حدود زمانية أو مكانية، انطلاقا من عالمية الإسلام، فالواقع يشهد بأنه كعبة العلم، حيث تتوافد إليه عشرات الجنسيات بآلاف الطلاب من دول العالم المختلفة، ويتلقون تعليمهم به فيرجعون سفراء خير إلى بلادهم يحملون منظومة تربوية معرفية تنعكس آثارها الإصلاحية على دولهم .وللأزهر دوره الذي لا يخفى محليا في ربوع الوطن من خلال مؤسساته المختلفة وعبر منافذه التعليمية والدعوية : تعليما وتثقيفا وتوجيها، فضلا عن دوره الإصلاحي المجتمعي في شؤون الأسرة والمجتمع، تمثلها وحدات ولجان لم الشمل، ولجنة فض المنازعات ورأب الصدع المجتمعي بين المتنازعين .