لم يَمُر على البشرية منذ محياها وحتي يومنا هذا مثل وسائل التواصل الاجتماعي في السرعة والتواصل و تداول الكلمات ؛ تقول فيها الكلمة الصالحة فتنال الأجر والمثوبة من الله ، وَتَقول فيها الكلمة الآثمة فَـتَتَتابَع عليكَ الآثام إلى يوم القيامة ، وتفعل الفِعلَ المحرم فيشتغل عـَـدَّادُ السيئات ، وتفعل صالحًا فتمتلئ صفحاتك بالحسنات .
إنَّها بِحار الحسنات وبحار السيئات، فَاختَر لِنفسِكَ ما تُحِب أن تراه فى دنياك وأخراك ، وضع نصب عينيك دائمًا قول الحق سبحانه وتعالى { ۚلَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْۗ} البقرة - آية 286. فالجهاز جهازك والرسائل رسائلك والنشر نشرك والقبر قبرك والصحيفة صحيفة أعمالك، فاختر لنفسك ما تريد،خيرٌ جارٍ لكأو شرٌّ جارٍ عليك . فليس بعد الموت توبة وما نشرته سيدون في صحيفة أعمالك ، وقد تغيب عن أقاربك وأصدقائك أياماً، فلا تجد منهم اتصالاً أو رسالة إلا ما ندر من بعضهم ، هذا في حال حياتك وأنت بينهم وراجع إليهم !! فكيف إذا كنت قد انتقلت إلى قبرك وأصبحت ذكرى! ستُنسى ، والله ستُنسى !
إلا من دعوات عابرة تُحرّكها الذكريات ، وصدقات جارية تأتي مما تركته من حسنات ، فاحرص على دينك ، فلن ينفعك في هذه الحياة الدنيا إلا توحيد الله واتباع سنة نبينا ورسولنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وما عملت من عمل صالح خالص ترجو به وجه الله {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} فصلت-آية 46 . فلتكُنْ الجنة عزاءك يا صاحبي مما عانيت منه فى دنياك ، فالجنة هي الفوز الذي يجعل كل الخسارات السابقة تافهة ، والنار هي الخسارة التي تجعل كل الملذات والانتصارات السابقة تافهة ، فإن خسرتَ في الدنيا معركتكَ، فشمِّر ففي الجنة عزاءٌ يُرمّم شرخ الأسي فى قلبك، ولتعلم أن الصور والمنشورات المنحرفة لاتمثل الرومانسية بأي شكل من الأشكال ، بل تمثل ذنوباً ستشهد عليها الأصابع يوم القيامة - فكفانا اِستِهانة - ولنسترها عن عيون الناس فإن المُحب لمن أحبّ غيور ، وليكن شعارنا فى هذه الدنيا وفى مسيرتنا إلى ربنا جل فى علاه لَسْنَا مُعَقَّدين وإِنَّما مصلحون﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ هود: 117، وبدَاخِلنَا : لا الأَمْرُ أَمْرِي ولا التّدبير تدبيري ، ولا الأُمُورُ التي تجري بتقديري . لي خالقٌ رَازِقٌ ما شاء يفعل بي . أحاط بي عِلْمُهُ من قبل تصويري. كن بلسما فالجارحون كثيرُ . ومواسيا إنّ الزمانَ مريرُ .
كن طيِّبَ الآثارِ إنك راحلٌ.
فلعلها يومَ النشور تجير