الجمعة 05 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

لك قلبي في هذا العام وفي كل عام

خلف الحدث

ربما أضاعتنا الأيام لكن مشاعرنا لم تفترق يوما ؛ أتذكر تلك الليلة كانت إحدى ليالي ديسمبر الباردة المدينة مزدحمة مع اقتراب بداية العام الجديد وأضاءت الكريسماس تملأ شوارع المدينة البيضاء، المقهى مزدحم نقدم الطلبات هنا وهناك أنتقل من طاولة لأخرى أقدم أكواب القهوة والمشروبات الساخنة ، اتذكرك بين تلك الأجواء المحببة إلى قلبي ربما تذكرتك مرة في وجه أحدهم واثنتين وأنا أقدم الطلبات لأخرين، ربما لا يسعني إلا أن انتظر أن ينتهي دوامي وتاتي لنخرج وحدنا نجوب الشوارع كأننا فقط من نسكن مدينة الأحلام أوأجدك أحد الحاضرين وهذا أملي كلما دخل أحدهم للمقهى، دقات جرس الباب الرئيسي ومازال الكثيرين يتوافدون ارفع رأسي لإستكشاف الزائرين ولست أحدهم ، محادثات تجوب القلب بين عاشقين عن عن قضاء عطلة عيد الميلاد، أطفال يتمنون هدايا هذا العام، احاديث عن السفر والهدايا والحب ممتزجة برائحة القهوة وبسكويت القرفة تزينها ابتسامات وضحكات لا تنتهي، الثانية عشر عندما انتهى الدوام لهذا اليوم انتظرك أمام المقهى المغلق ارى الثلوج تتساقط الان لا يسعنى إلا الابتسامة بشكل كبير عندما رأيتك قادما من بعيد هل عليا أن أعد الخطوات حتى أجدك أمامي مباشرة أم أركض نحوك والعدل اني اخترت الخيار الثاني وبدأت بالركض حتى التقتطني ذراعيك هنا تنتهي الحروب هنا ملجَئي من كل الأشياء السيئة هنا أنت وطني وكان أملي أن ينتهي العمر عند تلك اللحظة فلا أظنني من بعد الجنة سادخل الجحيم، اليد التى وضعتها أسفل ذقني ترفع وجهي إليك كانت اناملك باردة بفعل الجو حتى أحسست بها على بشرتي لتتشكل عقدة عند حاجبي لكنها لم تمنع اللألئ التي ارتسمت بعيني تعبيرا عن سعادتي، يمكنني أيضا أن ارى السعادة بعينيك تٌفصح عن شعور متقد داخلك يريد أن يضمني إليه أكثر بعيدا عن العالم من حولنا، كرات الثلج تطير بالهواء صخب وضحك كنت اركض لعلك لن تمسكني وأنا أعلم أني الفائزة بالنهاية لاني هنا بين ذراعيك، اوقَفت نوبة الضحك كلماتك عندما طَلبت منى أن اتبعك كانت إبتسامة زاهية مع عينان كنجمان يسطعان تلك التي تناظرني بهما وانت تأخذ بيدي وأنا أتبعك فلم أستطع إلا أن ابادلك وقتها، أسفل أحد المصابيح بالشارع الرئيسي وقفنا مباشرة هنا لا أعلم ماذا ستفعل أو لما تنظرلي بحب هكذا تتبعت نظراتك ليدك التي امتدت إلى جيب داخلى في المعطف الخاص بك ثم أمسكت يدي بيدك الاخرى لتضع ما اخرجته براحة يدي وتغلقها عليه و تعيدها لي، إمَأت حصلت عليها منك ونظرات تحُسني على فتح يدي المتيبسة وتفقد ما بداخلها املت راسي للأمام قليلا وأنا افتح يدي ببطء كان سلسال ذهبي مع قلب صغير يتدلي منه يبدو أنه صنع من حجر الياقوت الأحمر لم يكن بالشئ الكثير لكنك جعلته كثيرا جدا عندما اهديتنى إياه هل يهدي احدهم قلبه! وأنا التي ظننتي عرفت كل المشاعر الغالية حتى احسست بهذا الآن، ماذا بعيني لتعلم ما احدثت داخلي هل تصلك دقات قلبي او حرارة وجنتي أم ترى بعيني نجوم السماء ارويها بمدمعي، احتضن وجهي براحتيه ينظر لعيناي مباشرة كان يخبرني باشياء كثيرة دون كلمة واحدة لا اذكر عدد الدقائق التي مرت وقتها بينما اخذ يقترب حتى شعرت به يلثم شفتي بشكل رقيق يعتذر نيابة عن العالم وعن كل الحروب التي شهدتها إلى الآن وقعت في هذا مرات من قبل وأن تناله من قلب أحدهم يقصده بكل هذا الحب هذا مختلف حقا…هذا العام أيضا مختلف وأنا أقف هنا للعام الثاني على التوالي انتظر لعلك أحد الزبائن هذة الليلة هل أخرج لاستقبالك ربما لا تشعر بالراحة لتدخل وحدك لابد أن تأتي لإستعادة قلبك فمن يترك قلبه ويغادر هكذا أم أنك اكتفيت بقلبي حياة فأخذته وغادرت خرجت من المقهى الأجواء هى الأضواء لامعة في كل مكان البرودة شديدة ورائحة البسكويت والقهوة تعطر المقهى الطريق خالي المقهى مزدحم الأحاديث مثيرة وجميلة الأُمنيات كثيرة وأنت…أنت أُمنيتي لهذا العام ولكل عام.
𝚃.𝙼
#ديسمبر
#ليلة_مليئة_بالنجوم

تم نسخ الرابط