الإثنين 08 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

وصف الهي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم واذا كان الخُلق هو حالّ للنفْس رَاسِخَةٌ تصدر عنها الأفعالُ من خيرٍ أو شرٍّ من غير حاجةٍ إلى فكرٍ ورويَّةٍ

واذا كان لفظ عظيم يعني "قدر كبير"
وهنا يصفه الله (وانك لعلى خلق عظيم)

 فهنا يصف الله حال نفس النبي صلى الله عليه وسلم ، وسلوكه القويم بعظمة مكانتة الاخلاقية من الحرمة والوقار والرفعة والنقاوة والفطرة الأبية والكرامة والصدق والامانة والشجاعة والتواضع…. الخ ما يُعجز ذوي الالباب ومنظري القيم والمُثل!

ومن سيرته العطرة  نستلهم موقفين ، الاول عن شجاعته  والثاني عن تواضعه!!!    

أما الشجاعة  في الحق 

 ما جاء في سيرة ابن هشام أن رجلاً من إراش جاء إلى مكة ومعه إبل يريد أن يتاجر بها، فاشتراها منه أبو جهل، ثم ماطله في دفع ثمنها، ولما طال الوقت ولم يدفع أبوجهل المال، استغاث الرجل بأهل مكة ليردّوا له مظلمته، فلم يغيثه أحد، فالكل يخشى بطش أبوجهل وقوّته، ثم أشار بعض رجال قريش على الرجل بأن يستغيث بمحمد صلى الله عليه وسلم، وما فعلوا ذلك إلا استهزاءً، حيث إنهم يعلمون العداوة التي بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي جهل.
فذهب الرجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: (يا عبد الله، إنَّ أبا الحكم بن هشام قد غَلَبَني على حقٍّ لي قِبَلَه، وأنا رجل غريب، ابن سبيل، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤدِّيني عليه، يأخذ لي حَقِّي منه، فأشاروا لي إليك، فَخُذ لي حَقِّي منه)، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه الرجل وتوجّه إلى دار أبي جهل وطرق عليه الباب، فقال: من هذا؟ فأجابه، ثم طلب منه الخروج إليه، فخرج أبو جهل مسرعاً قد انتقع لونه من الخوف، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يعيد للرجل حقه، فقال: (نعم، لا تبرح حتى أعطيه الذي له)، فدخل مسرعاً وخرج بحق الرجل، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحق الإراشي بقومه.

والثاني في تواضعه فقد كان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الكبر والبطر، خافضا جناحه لأصحابه رضي الله عنهم، ويجلس بينهم كواحدٍ منهم، حتى كان يأتي الرجل الغريب فلا يميّزه من بينهم حتى يسأل عنه، 
-كيف لا وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم في مجتمع عرف بالتمييز والعصبية والتفاخر ليفيقهم بمكارم الاخلاق
(كُلُّكُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ)-
فقد رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بينَ ظهرَيْ أصحابِه، فيجيءُ الغريبُ، فلا يدري أيُّهم هو، حتى يسألَ، فطلَبْنا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أن نَجْعَلَ له مجلسًا يَعْرِفُه الغريبُ إذا أتاه)!!!!
وهو القائل لرجل اشتد عليه هيبة وقار النبي صلى الله عليه وسلم (هَوِّن عليك ، فإني لستُ بملِكٍ ، إنما أنا ابنُ امرأةٍ من قريش كانت تأكل القَديدَ)   
وفي أحد الأيام ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل في قطع الطريق نحو المبالغة في مكانته -وهو احق واجدر من كل ملوك وعظماء الدنيا بتقدير مكانته واجلالها ، ولكنه النموذج رحمة الله للعالمين-
فقد جاء رجل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له: (يا محمَّدُ، يا سيِّدَنا وابنَ سيِّدِنا، وخيرَنا وابنَ خيرِنا)، فقال عليه الصلاة والسلام: (يا أيُّها النَّاسُ، عليكم بِتَقْواكم، لا يَستَهْويَنَّكمُ الشَّيطانُ، أنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، عبدُ اللهِ ورسولُه، واللهِ ما أُحِبُّ أنْ تَرفعوني فوقَ مَنزلتي التي أنزَلَني اللهُ).
صلوات ربي وسلامه عليه.

تم نسخ الرابط