الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

قصد القتل.. والنية وظرف سبق الإصرار في جريمة اشعال نار

القاضي بهاء المري
القاضي بهاء المري

قالت محكمة جنايات العامرية برئاسة القاضي بهاء المري، ردا على الدفاع بعدم توافر نية القتل، أنه لما كان من المقرر أن قصد القتل أمر خفي لا يُدرك بالحس الظاهر وإنما يُدرك بالظروف المحيطة بالدعوى والأمارات والمظاهر الخارجية التي يأتيها الجاني وتنمُّ عما يُضمره في نفسه واستخلاص هذه النية موكول إلى قاضي الموضوع في حدود سلطته التقديرية وأنه لا مانع قانونا من اعتبار نية القتل انما نشأت لدي الجاني اثر مشادة وقتية، وحيث كان ذلك وكانت صورة الواقعة التي استخلصتها المحكمة أنه اثر خلافات بين المتهم وزوجته المجنى عليها نشبت مشادة كلامية هددها خلالها باضرام النار فيها وصغارها واتبع من بعد بتنفيذ تهديده  بسكب مادة معجلة للاشتعال – جازولين – عليها وصغيريها وأضرم النار فيهم فامتدت السنة اللهب إليهم واصابتهم الاصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية التى أودت بحياة الأولى والثانى وأصابت الثالث الإصابات الموصوفه بالتقرير الطبى الصادر عن مستشفى رأس التين العام وفق الصورة المستخلصة للواقعة فإن المحكمة تستخلص من ملابسات الواقعة ،والخلف الحاصل، والتهديد باضرام النار، ومن سكب المادة المعجلة للاشتعال، ومن فعل اشعال النار باستخدام اداة اشعال – قداحة – ان افعاله تلك وبحسب ترتيبها واستقلال كل عن الاخر مع التواصل، انه حين اتى بفعل اضرام النار انما اتاه عامدا الى ازهاق الروح، لاسيما وقد أسبق فعله ذلك بسكب المادة المعجلة للاشتعال، وظاهر ذلك ما ثبت من تقرير قسم الادلة الجنائية من تركز منطقة بداية الحريق بملابس المجنى عليها رجاء الصافى عبدالمنعم حال وجودها بالقرب من نجليها المجنى عليهما الاخرين، بما تستخلص لمحكمة من جماع ما تقدم وتطئن عقيدتها الى  توافر تلك النية الخاصة فى ازهاق الروح لدى المتهم وفي ذلك ما يكفي للرد علي ما أثارة الدفاع من انتفاء نية ازهاق الروح. 

سبق الإصرار

وحيث انه عن الدفع بانتفاء ظرف سبق الإصرار، فإنه لما كان المقرر أن البحث في توافر ظرف سبق الإصرار من إطلاقات قاضي الموضوع، يستنتجه من ظروف الدعوى وعناصرها ما دام موجب هذه الوقائع والظروف لا يتنافي عقلا مع هذا الاستنتاج، وليست العبرة في توافر ظرف سبق الإصرار بمضي الزمن لذاته بين التصميم على الجريمة ووقوعها، طال هذا الزمن أو قصر، بل العبرة هي بما يقع في هذا الزمن من التفكير والتدبير، فما دام الجاني انتهى بتفكيره إلى خطة معينة رسمها لنفسه قبل تنفيذ الجريمة، كان ظرف سبق الإصرار متوفرا، ولما كان قد سبق للمحكمة أن استخلصت من ظروف وملابسات الواقعة، أن نية ازهاق روح المجني عليهم قد نشأت اثر مشادة وقتية لم يسبقها فرصة للتفكير والتدبير في هدوء وروية وتخطيط للتنفيذ، بما مؤداه انتفاء ظرف سبق الإصرار لدى المتهم .والمحكمة من ثم تشاطر الدفاع فى ذلك الشق.

جاء ذلك في أسباب الحكم فى الجناية 26319لسنة2021 العامرية أول، المقيدة برقم 2099لسنة2021 كلى الدخيلة.

تم نسخ الرابط