القاضي على عمارة أمام مؤتمر الفضاء الإلكتروني: الشبكة العنكبوتية استفادت منها التنظيمات الإرهابية في نشر فكرها المتطرف
أكد القاضي د. علي عمارة رئيس محكمة جنايات القاهرة، أن التنظيمات الإرهابية استفادت من التقنيات الحديثة التي تستخدمها الشبكة العنكبوتية من أجل نشر أفكارها المتطرفة، وغسل أدمغة الشباب المتلقيين، لتضليهم، وإشاعة الأكاذيب التي من شأنها التأثير عليهم لتجنيدهم لهذا، فقد فتحت هذه التنظيمات والكيانات الإرهابية، العديد من المنابر والمنصات، والمواقع المختلفة، لنشر الآراء المتشددة لترويج خطاب عاطفي، مركز وعنيف تصب مضامينه فيما يؤجج ثقافة التكفير، والتعسف والتشكيك في كل المؤسسات والرموز السياسية والدينية في المجتمع مما تؤدي إلى تضليل الشباب ودفع الكثيرة منهم إلى الاستعداء والتشويه والقتل والتخريب.
طالب القاضي د. علي عمارة رئيس محكمة جنايات القاهرة ، خلال الجلسة العلمية الرابعة لمؤتمر الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، ضرورة التصدي لتلك المواقع والحرص على تصحيح أخطائها وانحرافاتها والرد على شبهاتها التي تضر كثيراً بالجانب الدعوي والأمن القومي،لذلك فإن الأئمة والدعاة والواعظات أيضاً مطالبون بتحسين التزام عامة المسلمين بالإسلام من خلال الوعظ والإرشاد والتعليم الذي يبين للناس محاسن الإسلام من خلال المواقع الإسلامية مما يؤدي إلى تبليغ الدعوة الصحيحة ونشر تعاليم الإسلام الحنيف بمبادئه السمحة إلى الملايين من البشر في كل مكان على سطح الكرة الأرضية في زمن قصير.
الدعوة إلى الله
أكد المستشار د. على عمارة رئيس محكمة جنايات القاهرة، أن الدعوة إلى الله فريضة عظيمة من الفرائض التي خص بها الأنبياء والرسل الكرام، وجعلها من بعدهم مهمة ورسالة التابعين لهم والآخذين بمنهجهم، الذين عليهم أن يبلغوا دين الله تعالى لبني البشر في كل زمان ومكان تحقيقا لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " قل هي سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين".
قال د. عمارة خلال كلمته في المؤتمر المنعقد وعنوانها" الفضاء الإلكتروني.. ضرورة لنشر الدعوة إلى الله ودحض الفكر المتطرف" ، أنه عن طريق الدعوة إلى الله، تحمل الأمة رسالة الإسلام الخالدة إلى مشارق الأرض ومغاربها، صافية، نقية لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولتهديهم طريق الحق وسبيل النجاة.
أكد د. عمارة أن الدعوة إلى الله تمثل عماد الخيرية التي وصف الله بها الأمة المسلمة في قوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" ومن المعروف أن المسجد يعد المؤسسة الأولى التي أدت ومازالت تؤدي أدواراً متميزة ومتعددة في تاريخ حضارة الإسلام وذلك عبر العصور المختلفة.
أوضح رئيس محكمة جنايات القاهرة، أنه على مدى التاريخ ومنذ بدء الدعوة الإسلامية ظل المسجد منارة إشعاع روحي وثقافي وتعليمي واجتماعي ومنتدى للشورى القضاء بين الناس على المستوى المحلي ومع ظهور شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"" بات تأثير التكنولوجيا واضحاً في سائر مجالات الحياة ومن ثم كان لا بد أن تصبح هذه الشبكة الفضائية واحدة من أحدث وأهم وسائل الدعوة إلى الله وذلك لما لها من الأهمية والتأثير على جمهور الزائرين والمشاهدين وما يترتب على تسخيرها من الخير العميم والنفع العظيم متى أحسن استخدامها مما يؤدي إلى تبليغ الدعوة الصحيح إلى الملايين من الناس في كل مكان على أرض البسيطة.
شدد القاضي د. علي عمارة على أنه من المهم بمكان أن نذكر أنه وإن كانت شبكة الإنترنت قد أصبحت الآن نافذة العالم بشعوبه وثقافاته وعلومه، فإنها تعتبر سلاحاً ذو حدين، وسيلة ذات وجهين متعارضين.. ففيها عوامل الهدم والبناء.. وفيها عوامل الإماتة والإحياء، وفيها الهداية والإغواء، ولهذا فقد تنبه أعداء الإسلام إلى أهمية هذه الشبكة في نشر شبهاتهم وبث أباطيلهم، فاستغلوها أبشع استغلال، في بث المفاهيم الخاطئة، ونشر المعلومات غير الصحيحة بين كثير من الناس، الذين لا يعرفون عن الإسلام إلا ما تتحدث به بعض الفرق الضالة والجماعات المنحرفة التي تدعي أنها تدعو إلى نشر الإسلام وهي بعيدة كل البعد عن الدين الحق الذي جاء به رسولنا الكريم.