الجمعة 05 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الحقيقة الدامغة  التي يتغافل عنها الكثير ان جوهر الصراع الأزلي مابين الأمة الإسلامية وخصومها  هو  بالأساس خصومة عقيدة ، ولو كانت معركة اقتصادية أو سياسية لهان أمرها وسَهُل إيقافها ، والمتأمل في الحملات الصليبية علي بلاد المسلمين  قديماً وحديثاً التي حصدت معها أرواح خيرة علمائها، يدرك أنه لم  تحركها إلا شهوة  الحقد الدفين تجاه الإسلام ومحاولة القضاء عليه ، وأن الصهيونية العالمية والإستعمار الأوروبي وجدا في ضمان البقاء  بمنطقة نفوذهم الغنية  -الشرق الاوسط  - مهد الحضارات والأديان دون قلاقل هو نزع اليقظة الإسلامية من صدور المسلمين ، وبخاصة أن العرب هم  دماغ الإسلام ،  فتم  التمهيد من انجلترا و بريطانيا بوعد" بلفور" في إنشاء وطن قومي لليهود بأرض فلسطين يلملم شتاتهم ، وقد سبق ذلك معارك و تدابير ثقافية وسياسية ، أسهمت جميعها  في تقسيم الأمة العربية إلي نحو عشرين دولة وإمارة ، لكل منها قومية خاصة وعلماً ملوناً فصارت أوزاعاً وفرقاً  وقبائل تستحيل معها وحدتهم ، واللافت أن هذا المخطط تم بوازع ديني محض  ، فكان الدين بمثابة المطرقة الضاربة ، حتي أن حاييم وايزمان أول رئيس للكيان يقول في  مذكراته " وينسبون إلي الفضل في الحصول علي وعد "بلفور " ولكن في الحقيقة السبب الرئيسي في فوز اليهود والموافقة علي إنشاء وطن قومي في فلسطين يجمع شتاتهم هو إيمان الإنجليز بالعهد القديم وتأثرهم بتعاليمه وإن رجالاً من أمثال بلفور وتشرشل كانوا متدينين من أعماق قلوبهم بما ورد في هذا الكتاب.." ( حصاد الغرور- محمدالغزالي) ".هذه هي معتقدات الذين يحاربوننا حتي اليوم: الإنصياع لتعاليم العهد القديم  ، فهل حافظ ساستنا علي مقدساتنا الإسلامية ووقروها حق توقيرها.؟!  ووعوا أن أعداءنا ما نقموا منا إلا الإيمان ذلك المارد الذي يؤرق مضاجعهم  ويهز عروشهم ، من هنا نذر رجال المقاومة الفلسطينية أنفسهم لحمل لواء الجهاد يحدوهم تحقيق هدف واحد هو تحرير المقدسات الإسلامية من دنس اليهود وجلاؤهم من الأراضي العربية المغتصبة، فبذلوا الغالي والنفيس وتوكلوا علي الله حق توكله، بعد إيمانهم بغيابالدور العربي والإسلامي  أو بالأحرى تغييبه ،وكانت أولي ترسانتهم من العتاد " هي الحجارة "  واليوم وبفضل الله عز وجل تضرب سواعد المقاومة عمقه الإستراتيجي  بصواريخها  وتدك حشوده وآلياته بمدافعها وبنادقها نداً بند في أشرف وأعظم ملحمة، ملحمة الطوفان التي كانت لها فيها يد المبادأة ، بينما العرب بجيوشها الجرارة آثرت الخنوع  والدعة  وسارعت  إلي التطبيع ، والذين  ينتقدون ضعف دعم الحليف الفارسي والحوثيين الظهير الأوحد للمقاومة علي الأرض في معركته ، أقول ماذا قدم الشارع العربي والإسلامي والمحسوب علي أهل السنة ؟ رغم ما يمتلكه من أوراق ضغط فاعلة وحاسمة !!  لاشئ غير الشجب والإعراب عن القلق !! يكفي ما قدمه الظهير الفارسي والشيعي أياً كانت النوايا والمكاسب السياسية له ، فلن يرحم التاريخ أولئك الراكعين أمام البيت الأبيض ، كلما أستدعي عظم حجم الإمدادات العسكرية المتدفقة للكيان والتي ربما تكفي لشن حرب عالمية ، والذي يقابله صمت عربي مطبق  ، بينما خرجت الإحتجاجات والمظاهرات  الحاشدة والمنددة  من  شعوب الأعاجم ، لعل المخجل من الحديث  هو اللغو عن غزة ما بعد الحرب وإدارتها والسكوت عن مغادرة المحتل للأراضي المغتصبة .

لقد أثبتت المقاومة أن الإسلام لن يموت  وأن قوة الردع هي الضامن الوحيد في ترجيح موازيين القوة في معادلة الصراع ، هل تعلم أن رجال المقاومة الأفذاذ لم يتخرجوا في كليات عسكرية أو إلتحقوا بأكاديميات أركان حرب رفيعة المستوي؟!!! كل التحية والإجلال والإكبار لتلك الجباه المخضبة بالدماء العالية والمرفوعة هاماتها، من رجال المقاومة وشعبها الأبي الشجاع و" سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ "

تم نسخ الرابط