الإثنين 01 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

عاملت  أَنَاسِيّ كثيرين في حياتي فما وجدت أصعب ولا أشد من معالجة  أن تغير طبع من تريد منهم إلي الأحسن والأفضل ، ومن ثم كان لقول القائل " الطبع يغلب التطبع" وجه من الصواب ،
يقول المتنبي:
يُرادُ مِنَ القَلبِ نِسيانُكُمْ

                            وَتَأبى الطِباعُ عَلى الناقِل

يقول العاذل : يريد من قلبي أن ينساكم ويسلو عنكم وأنا مطبوع على حبكم فكيف انتقل عن شيء طبعت عليه والطبع لا يقبل النقل وإن نقل إلى شيء آخر لم يصبر عليه .                       
والناس منذ خلقهم الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -"الناس مَعادِنُ»، أي: أُصولٌ مُختلِفةٌ ما بيْن نَفِيسٍ وخَسيسٍ، كما أنَّ المَعدِنَ كذلك، وكَذا كُلُّ إنسانٍ يَظهَرُ مِنه ما في أصْلِه مِن شَرَفٍ أو خِسَّةٍ.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخلق

تم نسخ الرابط