عاملت أَنَاسِيّ كثيرين في حياتي فما وجدت أصعب ولا أشد من معالجة أن تغير طبع من تريد منهم إلي الأحسن والأفضل ، ومن ثم كان لقول القائل " الطبع يغلب التطبع" وجه من الصواب ،
يقول المتنبي:
يُرادُ مِنَ القَلبِ نِسيانُكُمْ
وَتَأبى الطِباعُ عَلى الناقِل
يقول العاذل : يريد من قلبي أن ينساكم ويسلو عنكم وأنا مطبوع على حبكم فكيف انتقل عن شيء طبعت عليه والطبع لا يقبل النقل وإن نقل إلى شيء آخر لم يصبر عليه .
والناس منذ خلقهم الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -"الناس مَعادِنُ»، أي: أُصولٌ مُختلِفةٌ ما بيْن نَفِيسٍ وخَسيسٍ، كما أنَّ المَعدِنَ كذلك، وكَذا كُلُّ إنسانٍ يَظهَرُ مِنه ما في أصْلِه مِن شَرَفٍ أو خِسَّةٍ.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخلق