ads
الجمعة 22 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

مرتبة الشرف الأولي بكلية الدعوة لجهود علماء الكلام في خدمة الدعوة الإسلامية

خلف الحدث

نوقشت اليوم الأحد رسالة علمية بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة جامعة الأزهر، للباحث محمد السيد حنفي صديق إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، لنيل درجة العالمية (الدكتوراه) عنوان(دور علم الكلام في الدعوة الإسلامية )،وأجيزت الرسالة بمرتبة الشرف الأولي.

وقال الباحث: من المعلوم لمن درس دراسة أزهرية شرعية، ووقف على العلوم الإسلامية وتاريخ العلم والعلماء، عرف أن علم الكلام حظي باهتمام كبير من علماء الإسلام، وجعلوه مقدماً على غيره من العلوم؛ لكونه أصلاً لها، وسموه بعلم أصول الدين، لأنه يتناول أصول الإسلام وعقائده- التي ينبني عليها ما وراءها من أحكام شرعية وأخلاقية- بإثباتها والدفاع عنها، ودرَّسه العلماء في بلاد الإسلام ومعاقله العلمية طيلة هذه القرون في ثوبه السني المحكم من بعد الإمام أبي الحسن الأشعري وتلامذته وإلى اليوم، وقالوا بأن تعلمه فرض كفاية، وفرض عين على شخص في كل مسافة قصر حتى يرد على الشبهات ويواجه المشككين بالحجة والبرهان فيرجع له المسلمون في ذلك. 

فلما كانت هذه الأيام التي راجت فيها الشبهات والشكوك على حقائق الإسلام ومعتقداته من كل حدب وصوب، ظهرت الحاجة جلية لهذا العلم الذي عرفوه بأنه: (علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه اعتماداً على العقل والنقل معا).

فترجع أهميته إلى أن قضاياه تشتبك مع الواقع الذي يموج بالمشككين في عصرنا الحاضر؛ حيث إن إثبات العقائد بأدلتها، ورد الشبهات عن هذه العقائد- الذي هو موضوع علم الكلام- من أهم الركائز للدعوة إلى الله على بصيرة، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

فجاءت هذه الدراسة عن دور هذا العلم المشيد والصرح الكبير في الدعوة الإسلامية، تبيينا لما كان لهذا العلم وأهله من فضل كبير في مجال الدعوة ومواجهة المشككين.

وقد قسم الباحث رسالته إلى مقدمة ، وتمهيد، وأربعة أبواب، وخاتمة:

أما المقدمة: فكانت عن دواعي الشروع في هذا البحث وأهميته، والكلام عن الخطة التي توزعت عليها مجموع أبحاثه، والدراسات السابقة، والمناهج المتبعة في ذلك.

أما التمهيد: فيشتمل على التعريف بمصطلحات البحث: علم الكلام، وموضوعه، وغايته، ومكانته بين العلوم الشرعية، والتعريف بعلماء الكلام (المتكلمين)، والدعوة الإسلامية: حقيقتها، وغايتها.

وقد جاءت عناوين أبواب الرسالة الأربعة كالتالي: الباب الأول: نشأة علم الكلام وتطوره. والباب الثاني: طبيعة علم الكلام من حيث الموضوع والمسائل والغاية وعلاقته بالدعوة الإسلامية. والباب الثالث: أساليب ووسائل علماء الكلام في نشر الدعوة الإسلامية. والباب الرابع: جهود علماء الكلام في الردِّ على خصوم الدعوة الإسلامية.

وقد خلصت الدراسة في خاتمتها إلي العديد من النتائج من أهمها:   

** أن الإسلام لم تُـحْم دعوته فقط بقوة عسكرية، بل كانت تحميه كذلك قوة علمية منقطعة النظير، لولاها لأكلت الشبهات الأخضر واليابس وعصفت بعقائد وحقائق الإسلام ريح الفتن، وهذه القوة العلمية تمثلت في علماء الكلام أتم تمثيل، وهو ما يبدو جليًّا للمستقرئ لتاريخهم ومناظراتهم وكتبهم وردودهم بإنصاف وتحقيق. 

** أن وظيفة علم الكلام: هي بيان العقائد الإسلامية، والبرهنة على صدقها بالأدلة العقلية، والرد على الشبهات والشكوك التي توجه إليها من خصومها على اختلاف أديانهم ومذاهبهم. 

** أن علم الكلام من أنجح العلوم في تربية الفرد على التمرس في البحث والنظر العقلي، مع عدم إهمال الجانب النقلي .

** أن علماء الكلام قاموا بنشر عقيدة الإسلام والدفاع عنها وصد الشبهات ضد أي هجوم خارجي، وكان يستدعيهم الخلفاء والملوك لعقد هذه المناظرات، كما حدث مع الباقلاني وغيره .

** أن الدافع لعلماء المسلمين لدراسة علم الكلام– عبر القرون, هو الحرص على الإسلام والدعوة إليه , ورد شبهات الأعداء عنه , وتفنيد حجج الطاعنين من خارج الدولة الإسلامية.

** أن علم الكلام بمثابة الدواء لمرض الشبهات، لا يصلح لكل أحد أن يمارسه أو يدرسه ما لم تكن له أهلية عقلية وافرة، وربما ضر بضعاف العقول والعوام إذا نظروا في أبحاثه الدقيقة مع المخالفين. 

** أن الدعوة ونصرة الإسلام لا تصلح بمجرد العاطفة، بلا علم دقيق، لا سيما لجاهل بأدلة العقائد، غير متمرس في صوغ الأدلة وتنقيحها، ومعرفة شبه الخصوم وكيفية الرد عليها، فمثل هذا يضر أكثر مما ينفع.

** أن علم الكلام في جوهره.. مسلك الأنبياء؛ إذ كانوا يجادلون أقوامهم بالحجج والبراهين العقلية؛ حين لم يسلَّم لهم بوحي ولا رسالة من أقوامهم، كما جرى مع سيدنا × ونوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من سادتنا أنبياء الله، على نبينا وعليهم أفضل 

**علم الكلام يصنع العالم المسلم القادر على بيان أحكام الإسلام الاعتقادية وأصوله الفكرية، بالبرهنة عليها وتمييزها عما يغايرها من عقائد وأصول ورد الشبه عنها . 

** علم الكلام يوصلك لتحصيل السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة، وهي الغاية القصوى للدين كله، ولجهود الإنسان العقلية والعملية .

منهج علماء الكلام يقوم إجمالا على الجمع بين النقل والعقل. 

** علم الكلام يجعلك تترقّى من حضيض التقليد إلى ذِروة الإيقان. 

** علم الكلام يوصلك إلى إرشاد المسترشدين لإيضاح المحجة، وإلزام المعاندين بإقامة الحجة.

** علم الكلام علم يحفظ قواعد الدين عن أن تزلزلها شبه المبطلين، وهو أعلى العوم الإسلامية.

** أن موضوع علم الكلام هو أعم الأمور وهو المعلوم، فكل ما يصلح دليلا قاطعاً مثبتاً لعقيدة هو داخل فيه.

** أنه في كل زمان ومكان يظهر أعداء الإسلام برؤوسهم الخبيثة، وأفكارهم السقيمة، وأقلامهم الزائفة عن الحق، محاولين الطعن والمساس بالدين الإسلامي الحق، فينبري لهم علماء أجلة يردون عن الدين كيدهم، ويدفعونهم على أعقابهم خاسئين خاسرین.

** أن التراث الكلامي والبحث العقدي.. كم هائل، ومفخرة عظيمة في تمثيل العقل الإسلامي والبحث العقدي.

** أن ظهور علم الكلام كان في زمن التابعين وأتباع التابعين، وتم تدوينه بالكتب في مراحل متقدمة في القرن الثاني الهجري، مع غيره من العلوم، وإن بدا قليلا بالنسبة لغيره من العلوم.

** وقد تكونت لجنة المناقشة والحكم على هذه الرسالة من فضيلة الأستاذ الدكتور أبو اليزيد أبوزيد أبو اليزيد العجمي الأستاذ بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة  مناقشا خارجيا، وفضيلة الأستاذ الدكتور صابر أحمد طه محمد، الأستاذ بقسم الأديان والمذاهب وعميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق ، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين بأقسام الدعوة مناقشا داخليا ، وفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد حسين محمد إبراهيم ، الأستاذ بقسم الأديان  والمذاهب وعميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة السابق، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين بأقسام الدعوة مشرفا رئيسا، وفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد حلمي سعيد قطب، الأستاذ المساعد بقسم الأديان والمذاهب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة مشرفا مشاركا.

تم نسخ الرابط