عاجل
الإثنين 08 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

كلما هل يوم 6 أكتوبر على وجه الحياة يوم أن أخرجنا الله من ظلمات المذلة والهزيمة النكراء إلى نور الكبرياء والنصـر العظيم تصـطف في خاطرى ذكريات الحزن والفرح.. ذكريات
الهزيمة والنصـر كان عمرى وقت الهزيمة والمهانة تسـع سنوات.. لم أكن أعى معنى الهزيمة بكامل ملامحها ، ولكن عرفت معناها الحقيقي في ملامح الطفل عادل الذي ترك بلدته السويس مهاجراً كرهاً عنه بفعل هزيمة 1967 ووقع الاختيار أن يعيش معنا في بيتنا بقرية فرشـوط
محافظة قنا ولا يعلم شيئاً عن مصير أهله وبيته وأصحابه.. عرفت معنى الهزيمة من ملامحه عتيقة الحزن رغم طفولته لا مكان للابتســامه بها طوال الوقت.. وكان حزنه يتفجر مع أغنية
المطرب الرائع محمد حمام يا بلاد السويس كانت دموعة الملتهبة تختلط بصـوت محمد حمام وكلمات وألحان الأغنية لترسم سيمفونية قاسية الحزن تقاسمه أسرتي أحزانه ودموعه التي
جعلتني أكره يوم 5 يونيه ومع مرور الأيام والسنين يكبر فينا حزن الهزيمة وكنت أجد جدتى لوالدتي تنصت لنشرة الأخبار ولكن لا تكملها في الغالب حزينة ولم أفهم ذلك ومع اقتراب يوم 6 أكتوبر 1973 رأيت بصيصاً من الفرح بملامحها لم أفهمه وفي يوم 6 أكتوبر 1973 ظهراً
هللت جدتي فرحه وهي تسـمع نشرة الأخبار قائلة عبرنا القناة انتصرنا وقد فهمت ساعتها معنى الانتصار من فرط فرحتها العارمة وفرحة أهل قريتنا وانطلقت أبحث عن عادل أزف إليه
فرحه النصـر ولما وجدته شـاهدت في ملامحه فرحة خضراء لا توصـف لم تترك اثراً لأحزان 1967 وفي خضـم هذه الفرحة كنا ننتظر جميعاً مكالمة زوج اختى اللواء عبد الستار أبو سـحلى من أبطال أكتوبر من الجبهة العطرة يطمئننا عليه ويزف لنا أخباراً جديدة عن النصـر العظيم وبعد أن استقام النصر واستعدنا سيناء الحبيبة أستعد عادل للعودة إلى بلدته السويس
وكنت أشـاركـه خواطره عندما يعود إلى بيته وأهله وأصحابه.. فهل سيجدهم على قيد الحياة أم أودت بحياتهم قذائف وهزيمة 67 .
وسافر عادل إلى السويس تسبقه فرحته وفرحتنا وحتى الآن وبعد مرور
50 عاماً على ملحمة أكتوبر، فلم أرى عادل من وقتها ولكن مازلت أراه كلما هل علينا يوم 6 أكتوبر العظيم في فرحة كل المصريين.
وعدت مرة أخرى أبحث عنه عندما سـافرت من زمن لأداء العمرة من السـويس بالباخرة كنت أخترق كل الوجوه والملامح لعلني أجده منتصراً ولكن وجدته في جمال السويس وفرحتها في ثوب الانتصار العظيم الذي قاده الرئيس المؤمن السادات والذي احسبه مع النبيين والصديقين
والشهداء في جنات النعيم، النصـر الذي صنعه جيش عظیم حول مرارة الهزيمة إلى حلاوة النصر وسيظل لنا درعاً وسيفاً في كل زمان ومكان، تعيش يا جيش بلادى وتحيا مصر.

تم نسخ الرابط