جاوزت ملحمة الطوفان التي تقودها المقاومة بجثارة السبعين يوماً ، وهي لاتزال صامدة ، تترس بعقيدة إيمانية صادقة ، يحدوها اليقين بالله عز وجل ، وقد أثرت على نفسها أن تحمل لواء الدفاع عن مقدسات الأمة بأسرها، و هي تعلم أنها تجابه الإحتلال وجيوش جرارة تتزعمها امريكا ، التي أعلنت إدارتها عقب السابع من أكتوبر عن دعمها اللامحدود عسكرياً وامنياً لإسرائيل ، حتي حضرت بحاملة طائراتها العملاقة " جيرالدآل فورد ، و أيزنهاور" ترافقهما اكبر غواصة نووية من طراز " يو اس اس اوهايو" ، ولم يفت ذلك في عضدها قيد انمله بل زادها إيماناً ومثابرة ، لقد كشفت ملحمة الطوفان عن حقائق تتعاظم يوماً بعد يوم ، لعل أبرزها عندي تحطيم إكذوبة الجيش الذي لا يقهر التي صدرها الإعلام الصهيوني ، وذلك على ايد الثلة المؤمنة من المجاهدين في رقعة جغرافية محاصرة تداعى عليها العدو والصديق ،إستطاعت أن تستبيح جنوده ما بين صريع وجريح وأسير، ولم تشفع لهم ترسانتهم الأمريكية التي تكفي لمحاربة دولة عظمى ، وجبنوا على المواجهه في الميدان ، ولم يتحقق لهم اي هدف إستراتيجي ، فسارعوا إلي تجميل صورتهم القمئية بضرب المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ ، واجهزوا علي بنيته التحتية ، ففاجئهم ذلكم الصمود البطولي للمقاومة وشعبها المحاصر ، ما يجعلنا بحاجة إلي الثورة علي الشعوب الغافلة قبل الثورة علي روؤس أنظمتها ،عطفاً علي إعادة تدويل شرعية القضية الفلسطينية كقضية عادلة فرضتها بقوة الردع ووضعتها في صدارة طاولة المفاوضات بصورة مغايرة عما قبل السابع من أكتوبر ، ثم إزدياد حجم التعاطف غير المسبوق من الشارع الأوروبي مع الشعب الفلسطيني وقضيته ، الذي جسدته مظاهراتهم الحاشدة التي طالت العاصمة واشنطن ، وهو ماجعل دولاً محورية في قلب العمق الأوروبي تندد رسمياً بجرائم الإحتلال مثل أسبانياً وبلجيكا ، كما غيرت ملحمة الطوفان فكرة خارطة شرق اوسط جديد يحكمه الإحتلال بالتطبيع والبطش ، وأفشلت خطط ومصافقات التهجير ، وبدا مدى التنسيق مابين المقاومة في الميدان وساستها المحترفة في التفاوض في منظومة متناغمة ، المقاومة منحت الساسة الشموخ في أروقة غرف المفاوضات ، والأخر منحها الثبات على الأرض، وقد تفوقت المقاومة في سابقة ربما الفريدة من نوعها في تاريخ الحروب الحديثة بتوظيف الآلة الإعلامية كسلاح فعال في توثيق ضرباتها وعملياتها النوعية ، التي اسهمت في كسر كبرياء الإحتلال ، وهو ما أثمر عن حرب نفسية قادها الداخل المحتل على قيادته السياسية والعسكرية ، أضافت للمقاومة مكاسب لا تقل عن المكاسب التي يحققها المدفع والصاروخ وأعطى المصداقية لأبوعبيدة - حفظه الله - عن نظيره الرسمي الإسرائيلي ، كما كشف الطوفان أيضاً عن مدى ضعف الموقف العربي والإسلامي وإن جاز التعبير قل عجز، لأن إمكانات العرب والمسلمين أكبر وأعظم من هذا التخاذل ، فلم يكن على الساحة من ظهير للمقاومة غير الحليف الفارسي واذرعه ، الحقيقة الأخيرة والأعظم شأناً في تقديري هو ذلك الإقبال من الشباب والفتيات الأمريكان و الأوروبيين على المصحف الكريم للبحث في سر عظمة وصمود وقوة إيمان الشعب الفلسطيني ، ليتبوؤا بذلك منزلة السفراء للتعريف بتعاليم الإسلام