النيابة تكشف تفاصيل مخطط طبيب الساحل: المحامية استدرجته لمسرح الجريمة.. فخدراه ووضعاه في الحفرة
شرحت النيابة العامة، وقائع الدعوى في القضية المعروفة إعلاميا بالتخلص من طبيب الساحل، بأن الوقائع بدأت حينما عين المتهم الأول أحمد شحته في مطلع عام 2019 طبيبا بشريا بمستشفي معهد ناصر، ومن الله عليه بثلاث عيادات طبية، ومنها نشأت علاقته بالمتهم الثاني أحمد فرج الذي عمل معه، وفي مطلع عام 2022، عين المجني عليه كطبيب بذات المستشفى الذي كان يعمل به المتهم الأول وتحولت العلاقة فيما بينهما إلى صداقة وتوطدت حتى علم المتهم الأول أن المجني عليه ميسور الحال، وأنه شاب مجد ومخلص، نقى السريرة، أجمع زملاؤه على دماثة خلقه.
أوضح أحمد خضر وكيل نيابة حوادث شمال القاهرة الكلية في مرافعته أمام محكمة الجنايات، أن المجني عليه تلمس خطواته الأولى في مهنة الطب، اعتمادا على مساعدة شقيقه الأكبر، الذي كان عوضا له عن أبيه المتوفى، في الوقت الذي كان فيه المتهم الأول غارقا في ديونه وملذاته، متعثرا، وأصابه الفقر فلم يجد أمامه سبيلا للتخلص من ديونه وتعثره إلا بالقتل والخطف والسرقة والتعذيب، هداه شيطانه إلى استدراج المجني عليه وابعاده وقطع صلته بأهله وذويه، من خلال عشيقته المتهمة إيمان، بعد أن حفر له قبرا ليلقى فيه صديقه، بعد قتله، وخطط للإفلات من العدالة.
أكد ممثل النيابة، أن المتهم الرئيسي في القضية طبيب العظام أحمد شحته، عرض مخططه على المتهمين الثاني والثالثة، فوافقا على مخططه، وقام المتهم الثاني باستئجار وحدة سكنية باسم مستعار لاستدراج المجني عليه إليها، بينما تولت المتهمة الثالثة، توفير المواد المخدرة المستخدمة في تعذيب المجني عليه وشل مقاومته، وتسلمت من المتهم الأول هاتف محمول، اتصلت منه على الضحية، واستدرجته إلى حيث لقاء المتهم الثاني الذي اصطحبه إلى الشقة- مسرح الجريمة-، وجلس طبيب العظام أحمد شحته ملثم الوجه، مختبئا كالئب خلف باب الشقة، منتظرا دخول المجني عليه لينقض عليه.
وصف ممثل النيابة، هذا المشهد بأنه تفوح منه الخسة والوضاعة والدناءة، وحينما مثلوا جريمتهم بالتحقيقات، اشتمت رائحة الغدر والخيانة، وكادت الأوراق تنطق وتردد.. تغيرت المودة والاخاء، وقل الصدق وانقطع الرجاء، وأسلمني الزمان إلى صديق، كثير الغدر ليس له رعاء، ورب أخ وفيت له بحق، ولكن لا يدوم له الوفاء.
وعندما دخل المجني عليه الشقة، انقضا عليه فقيداه وصعقاه وسددا له لكمات في وجهه، وحقناه بمادة مخدرة، حتى خارت قواه، وسقط مغشيا عليه، واستوليا على منقولاته، فكانت لهم كالصاعقة التي صدمتهم، فأربكتهم حيث لم يكن بحوزته الأموال، فقرروا استكمال جريمتهم بقتله.
استأجر طبيب العظام أحمد شحته كرسي طبي وأجلسا الضحية عليه ووضعا نظارة شمسية على عينيه وتسللا ليلا كالجرذان، متجهين لعيادة المتهم الأول وما أن دخلاها حتى قيدا يديه وقدميه وكمما فمه وسدا أذنيه، وألقيا به في غيابات الجب، وتركاه حتى صباح اليوم التالي 5 يونيو 2023 وحينما بدأ المجني عليه في الاستفاقة توجها إليه وفتحا باب المقبرة، فظهر عليه الذعر، وبدأ في الاستغاثة والصراخ، فخدره صديقه مرة أخرى، فأغشي عليه للمرة الثالثة، ولم يشعر بندمه على فعلته، ولم يتراجع عن مخططه، ولم يستعطفه مشاهدته لصديقه المجني عليه، في حالة ضعف ووهن.
أغلق طبيب العظام أحمد شحته، باب المقبرة، على صديقه، وتركه في حالة ضعف شديدة، وقطع عنه كل سبل الحياة.. ظل الضحية محبوسا داخل مقبرة مظلمة، رديئة التهوية مرتفعة درجة حرارتها، منعوا عنه الطعام والشراب، يقضي حاجته في مكانه 32 ساعة كاملة، صراع داخلي لدى المجني عليه، تراوده فيها أفكار البقاء وخواطر النهاية، حتى بدأت حالته الصحية في التدهور، وارتفعت حرارته وتسارعت ضربات قلبه، وبدأت سكرات الموت، وشاهده الجناة، فأسعفه المتهم الأول بإنعاش قلبي رئوي، حقنه بجرعة من عقار الادرينالين حفاظا على حياته وقتيا، فقتل من أجل حفنة من المال، تخلصوا منه وأحرقوا قلب والدته عليه.
وجه ممثل النيابة حديثه لأم الطبيب الضحية قائلا " يا أماه لا تحزني فاصبري واحتسبي.. فقد التقت روحه بروح أبيه في أعلى علييين، وردد قوله تعالى " فلا تعجل عليهم، إنما نعد لهم عدا، يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا، ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا"، وأنهى رسالته قائلا " نبشرك بأننا سنسوقهم لتنفيذ حكم الإعدام قريبا.
قرار المحكمة
يذكر أن محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالعباسية قررت باجماع الآراء إحالة أوراق المتهمين الثلاثة دكتور العظام زميل المجني عليه والممرض و المحامية إلي فضيلة المفتي، وذلك لإبداء الرأي الشرعي فيهم على خلفية ارتكابهم جريمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد بقصد السرقة، وحددت جلسة 6 نوفمبر للنطق بالحكم.
صدر القرار برئاسة المستشار عبد الغفار جاد الله ، وعضوية المستشارين علاء روؤف وهشام ممدوح عبد الظاهر.