الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

على الرغم من أن منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تبنت فى 18 أكتوبر 2016 قرارًا يؤكد أن المسجد الأقصى فى القدس تراث إسلامى مقدس وأن ساحة البراق وباب الرحمة وطريق باب المغاربة أجزاء لا تتجزأمنه، وطالب القرار إسرائيل بوقف الانتهاكات ضد المسجد الأقصى والعودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائمًا قبل عام 1967، إلا أن إسرائيل قد احتجت على هذا القرار لأنه ينفى وجود رابط تاريخي بين اليهود والمدينة القديمة، بل إنها قد ضربت بالقرار عرض الحائط واستمرت فى حفرياتها التى تقيمها تحت المسجد الأقصى وفى مدينة القدس بحجة بحثها عن دليل مادي يثبت أحقية اليهود فى المكان، بما يهدد بانهيار المسجد الأقصى وما حوله من مبانٍ أثرية  مقدسة سواء كانت إسلامية أو مسيحية، بل إنها عملت على تغيير التاريخ ومحو هوية المدينة وتهويدها ببناء المستوطنات اليهودية فيها وحول المقدسات الإسلامية، والتهجير القسري للمقدسيين، وتغيير الخرائط وتبديل المسميات بمسميات يهودية وتلمودية .

قرارات تصدر عن الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ولكنها قرارات لا توضع موضع التطبيق لأنها قرارات لم تنص على آليات محددة واجبة التنفيذ، بل إن الأمم المتحدة تعمل على الإطاحة بما يصدر عنها من قرارات حينما تعترف فى القرار بالمسجد الأقصى وما حوله على أنه تراث إسلامي وفي ذات الوقت تدعم إسرائيل فى عملها على تلفيق التاريخ وتغيير المسميات وتزييف الحقائق حينما تسمح للمنظمات اليهودية ومن يدعمونهم من الصهاينة بإقامة معرض في مكان إستراتيجي في بهو المدخل الرئيسي لمبنى الأمم المتحدة يتم فيه عرض بعض الصور التاريخية والخرائط لسرد التاريخ المزور وفقاً للرواية الصهيونية، وكأن الأمم المتحدة تعتذر عن القرار الذي أصدرته وتتراجع عنه إذ تخاطب جميع  الساسة وصناع القرار على مستوى العالم في أكثر من ١٩٣ دولة هم عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالرؤية التي تؤيدها لإقناعهم – بطريق غير مباشر- بتبنى رؤية الصهاينة وبأحقية إسرائيل في الاحتلال وفى محو الهوية الإسلامية والتاريخية لمدينة القدس، وكأن منظمة الأمم المتحدة قد صارت ملكية خاصة لليهود والصهيونية العالمية إذ جعلت نجمة إسرائيل هي النور الذي يضيء ليسير في فلكها العالم أجمع.

وإزاء كل هذا لا يمكن أن يكون كافيًا ما يتم نقله وتداوله من بوستات وفيديوهات ومقالات لنصرة القضية الفلسطينية وكسب معركة الوعي على المستوى الدولى وبخاصة فى ظل الإعلام العالمى المتواطئ مع الصهاينة والذي يحجب ويحذف كل ما يُنشر من حقائق تصب فى صالح القضية الفلسطينية ولا ينشر إلا الأكاذيب التى يدعيها الإسرائليون ومن يدعمونهم.

 بل إن أقل رد فعل لهذا الكذب هو ضرورة تكاتف جميع الدول الإسلامية وقيامها بتنظيم معرض مقابل لما هو قائم بذات الشكل والعدد في ذات القاعة من الناحية المقابلة للرد على كل هذا الكذب والافتراء بسرد للحقائق مشفوعة ببعض الأدلة والوثائق لما تعرض له الشعب الفلسطيني من نكبة وما تلاها من استهداف ممنهج لإبادته والقضاء عليه. معرض يتم الاستعانة فيه بالمتخصصين في التاريخ والوثائق وفن الدعاية والإعلان في ذات الوقت لترك الأثر المناسب في أذهان من يتطلع لمحتواه، لكشف حقيقة الكيان الصهيونى المحتل للأراضي الفلسطينية العربية منذ نشأته وحتى وقتنا هذا، وذلك أقل ما يمكن أن تقدمه الدول الإسلامية فى الأمم المتحدة دفاعًا عن القضية الفلسطينية وتفنيدًا لادعاءات هذا الكيان المحتل.

 هذا إلى وجوب اهتمام المنظمات الثقافية الإسلامية كمنظة الإيسيسكو بعرض ونشر الأفلام الفنية الوثائقية والتاريخية التى ترسخ فى النفوس الحقائق التاريخية والهوية الثقافية بدلاً من الفنون الهابطة والتقليد الأعمى للقيم الغربية التى لا تناسب الهوية الثقافية الإسلامية.

تم نسخ الرابط