الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

استطاع العدوان الإسرائيلي المتواصل لما يزيد على ثمانين يوماً أن يحدث كثير من التغيرات الكاشفة والمهمة في كثير من المناحي العسكرية والجيوسياسية والإنسانية والاجتماعية والقانونية المرتبطة بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلاً عن كثير من الشعارات الرنانة، والنظريات السياسية، والترابطات الأيديولوجية، وحسابات المصالح الدولية، والفصائلية، وكثير من الروابط والمنظمات والمؤسسات الأممية، وأضحت توجب خيارات وقرارات جديدة يمكننا أن نؤرخ لعالم ما قبل السابع من أكتوبر، وما بعد السابع من أكتوبر، أو إن شئت فأرخ لعالم ما قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وما بعده، فأزمة العدوان على غزة وما تركته من آثار، وما سببته من تداعيات كاشفة للعورات، عورات المجتمع الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والمؤسسات الأممية، وقيمة وحجم الترابط بين الجماعات والفصائل والأمم والدول المختلفة.
ولعل من أهم العورات التي كشفتها حرب غزة أولا أنها كشفت عورة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم أجمع، وفضحت حقيقته أنه جيش لا يستطيع مواجهة الأبطال، ولا يقوى إلا على قتل واستهداف المدنيين، والعزل، وأنه جيش يتفنن في اقتحام المستشفيات، وقتل النساء والأطفال، وهدم البيوت على رؤوس قاطنيها، وأنه لم يكن، ولم يعد يمتلك القدرة على مواجهة أبطال المقاومة الفلسطينية، وأن هزيمة السابع من أكتوبر بعد 50 عاما من نصر أكتوبر المجيد، تذكير بأن مصر وفلسطين قضيتهم واحدة، وأن أن النصر آت لا محالة.
غزة كشفت عورات الدول والحكومات العربية والإقليمية والدولية، وكيف أن كل دولة كان لها ردة فعل مختلفة على أزمة غزة، وكل يبكي فقط على مصالح دولته وحدود مصالحها.
غزة كشفت عورات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن والمجتمع الدولي والقانون الدولي الإنساني، إذ سقطت كافة المنظمات الأممية ومجلس الأمن في اختبار الإنسانية ، وبدى جليا أن القانون الدولي فقط يطبق على الضعفاء، بينما لإسرائيل غطاء أمريكي يحميها ويكفل لها مواصلة ارتكاب الجرائم التي سحقت فيها كافة القوانين بل لم تسلم الأمم المتحدة ولا مدارسها " الأونروا" ولا موظفيها من جرائم الاحتلال من سحق واغتيال وتنكيل وقتل .
وتبقى غزة كاشفة لعورات الجميع إما أن تنصرها أو راجع ضميرك وإنسانيتك.

تم نسخ الرابط