في هذه السلسلة من المقالات نلقي الضوء على بعض الأعياد القومية الإفريقية والعربية وذلك بغرض التعريف بها، لما في ذلك إرتباط وثيق بأحداث تاريخية وسياسية عديدة، تشكل وتشارك بكل تأكيد هوية هذه الشعوب.
اليوم حديثنا عن دولة كينيا، والتي تحتفل بعيدها القومي، في أجواء شهر ديسمبر من كل عام.
أولاً: نبذة عن دولة كينيا
كينيا رسمياً جمهورية كينيا (بالسواحلية: Jamhuri ya Kenya) دولة في أفريقيا، تقع في شرق أفريقيا، تمر بها الدائرة الاستوائية، تمتد على مساحة 580 367 كيلومتر مربع. يحدها جنوب السودان من الشمال الغربي وإثيوبيا من الشمال والصومال من الشرق وأوغندا من الغرب وتنزانيا من الجنوب والمحيط الهندي من الجنوب الشرقي.
يبلغ عدد سكانها أكثر من 47.6 مليون في تعداد 2019. عاصمة كينيا وأكبر مدنها هي نيروبي، في حين أن أقدم مدنها، وثاني أكبر مدنها حاليًا، وأول عاصمة لها هي مدينة مومباسا الساحلية. مدينة كيسومو هي ثالث أكبر مدينة وأيضًا ميناء داخلي على بحيرة فيكتوريا.
اللغة الرسمية في هذه الدولة هي اللغة السواحلية وكذلك اللغة الإنجليزية، علماً بأن، معظم المجموعات العرقية في كينيا لها لغاتها أو لهجاتها الخاصة. وبالنسبة للديانة، يدين أكثر من 65% من الكينيين بالمسيحية. وينتمي نحو ثلثي هؤلاء إلى المذهب البروتستانتي، ونحو ثلثهم إلى المذهب الكاثوليكي. ويدين حوالي 25% من السكان، بالديانات الإفريقية التي تؤمن بوجود كائن أعلى، وتؤمن كذلك بوجود العديد من الأرواح التي يعتقدون أنها تستطيع التأثير على الأحداث. أما المسلمون فيبلغ عددهم نحو 11% من السكان.
وليام روتو هو الرئيس المنتخب لكينيا بعد إعلان فوزه في انتخابات عام 2022 في 15 أغسطس 2022، على أن تبدأ فترته الرئاسية في 30 أغسطس 2022. وكان في السابق يشغل منصب نائب رئيس كينيا منذ سبتمبر 2013
اعتبارًا من عام 2020، تعد كينيا ثالث أكبر اقتصاد في إفريقيا جنوب الصحراء بعد نيجيريا وجنوب إفريقيا. علماً بأن الناتة المحلي الإجمالي للفرد يصل إلى 3,292.404 دولار، وفقاً لآخر الإحصائيات. ومعدل البطالة يبلغ 9% وفقاً لإحصائيات 2014، ومعدل تضخم حوالي 6,3% في 2016.
ثانياً: تاريخياً والعيد القومي
منذ حوالي 3000 سنة بدأت مجموعات مختلفة من الناس في النزوح إلى منطقة كينيا من أجزاء مختلفة من إفريقيا. وهذه المجموعات الأولى هم أسلاف الكينيين الحاليين، وكانوا يمارسون الزراعة والرعي والصيد.
احتلتها بريطانيا عقب توقيع معاهدة مع ألمانيا لاقتسام شرق أفريقيا في سنة 1888م، وقام هذا الاحتلال على أنقاض تمزيق حكم آل بو سعيد، فأخذت ألمانيا القسم الجنوبي أي تنجانيقا (حالياً جزء من تنزانيا) وأخذت بريطانيا كنيا والقسم الأكبر من الصومال. وبدأ النفوذ البريطاني مسستتراً خلف شركة شرقي أفريقيا البريطانية وتوجت أعمال الشركة البريطانية بمعاهدة مع سلطان زنجبار صاحب السلطة الشرعية على شرقي أفريقيا، وقعت تلك المعاهدة في سنة 1304هـ - 1887 م وبمقتضاها تدفع الشركة 20%. وحددت مناطق النفوذ بين الاستعمار الألماني والبريطاني وامتد الخط الفا صل بينهما من شمالي بنجاني على ساحل المحيط الهندي إلى بلدة شيراني على بحيرة فكتوريا، ثم تنازلت الشركة للحكومة البريطانية عن حقها، وهكذا كانت البداية الاستعمارية شركة ومن خلفها نفوذ بريطاني.
حصلت كينيا على الاستقلال من إنجلترا في 12 ديسمبر عام 1963م، ونص الدستور الجديد على قيام ملكية دستورية. وفي الانتخابات التي أجريت بعد الاستقلال، فاز حزب كانو وأصبح كينياتا رئيسـًا للوزراء. وفي عام 1964م، تحولت كينيا إلى جمهورية وأصبح جومو كينياتا رئيسًا للجمهورية.
ثالثاً: العلاقات المصرية الكينية
فضلاً عن ارتباط مصر وكينيا بشريان حياة واحد هو نهر النيل، فقد بدأت العلاقات بين مصر وكينيا منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني حيث قامت مصر خلال عهد الرئيس جمال عبد الناصر بمساندة حركة "الماو ماو" الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاستعمار البريطانى لكينيا، وتم تخصيص إذاعة موجهة من مصر للشعب الكيني لمساندته فى نضاله لتحرير بلده باسم "صوت أفريقيا"، وهى أول إذاعة باللغة السواحيلية تبث من دولة أفريقية لدعم كينيا فى الحصول على استقلالها. وتعد العلاقات مستمرة طوال السنوات بمخلتف الأنشطة، الاتفاقيات وغيرها. ومؤخراً، وتحت رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، تم انعقاد القمة التنسيقية الأفريقية، والتي شارك فيها رؤساء الدول الإفريقية ومن ضمنها مصر.
وأخيراً وليس آخراً، تجدر الإشارة إلى أن، تجارياً يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالى 378.3 مليون دولار، حيث تصدر مصر إلى كينيا السكر والمولاس، منتجات الحديد والصلب، إطارات وبطاريات السيارات، المنتجات الورقية، الكيماويات والمنظفات الصناعية، كابلات وموصلات، المحولات الكهربائية، الأدوية ، المعدات الهندسية، مواد العزل، الأرز، أجهزة منزلية، الموكيت والسجاد، زيوت بترولية، شمع البرافين، أجهزة تكييف، مفروشات، سنترالات، لدائن صناعية ودهانات، السيراميك، دقيق، شيكولاته وحلويات، عصائر ومربات، أدوات صحية، أجهزة تلفزيون، اسمنت، صابون، أسمدة. كما يعد الشاي الكيني من أهم صادرات كينيا إلي مصر.
مدرس القانون- كلية الحقوق- جامعة عين شمس