الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

محمد صبحي يفتح صندوق ذكرياته وأفكاره في صالون الحداد الثقافي

محمد صبحي وايات الحداد
محمد صبحي وايات الحداد

استضافت الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب الفنان الكبير محمد صبحي وذلك للحديث عن دور الفن والدراما في تغيير فكر وثقافة المجتمع بحضور  من العديد من نجوم المجتمع والشخصيات العامة.

وأكدت "الحداد" أنها كانت حريصة على محاورة الفنان محمد صبحي لما يمثله من مكانة كبيرة في مصر والعالم العربي ليس فقط على المستوى الفني ولكن على المستوى الأخلاقي والتربوي، لأن أعماله كانت بمثابة المعلم والمرشد لجيل الشباب خاصة مسلسل عائلة ونيس، وفارس بلا جواد في الدراما، والعديد من الأعمال المسرحية ذات الطابع السياسي والمجتمعي والتنويري.

وامتدحت "الحداد" أعمال الفنان محمد صبحي التي غيرت القوانين والأوضاع المجتمعية مثل مسلسل سنبل ورحلة المليون الذي كان سببا في لفت الانتباه إلى الصحراء وضرورة تعميرها باستغلال طاقات الشباب، إلى جانب عائلة ونيس ذلك المسلسل العامر بالأخلاقيات والذي كان سببا في منح الزوجة المصرية المتزوجة من أجنبي، الحق في منح أطفالها الجنسية المصرية.


ووجهت الدكتورة آيات الحداد، سؤالا للفنان محمد صبحي عن دستور حياته، فابتسم وكأنه عاد إلى المرحلة الثانوية قائلا :
(انطلق في طريق الشوك... شامخ الرأس، عالي الجبهة، مضموم القبضة، لا تتقهقر. احترق أملا ورغبة وتعذب، احترق طموحا وكبرياء وتغلب، احترق كفاحا ونضالا وعش هذه الحياة.. لن تمتهن إلا إذا تلهفت، ولن تحتقر إلا إذا توسلت، ولن تموت إلا إذا انبطحت على الأرض وزحفت.. فكن جريئا ولكن لا تتهور!!، كن شجاعا ولكن لا تتجبر!!، كن صبورا ولكن لا تتململ!!، كن كل شيء.. ولكن تذكر دائما أنك إنسان احترق، قوةً وضعفاً، مرضاً وصحةً وتغلب احترق، أملاً ولَذةً وعش هذه الحياة قد تجد الدودة في كسرة الخبز.. فلا تحفل وقد تجد السم في شربة الماء.. فلا تغفل وقد تجد الخائن في صديق.. فلا تحزن).
وقال الفنان "محمد صبحي" أن الفن من وجهة نظري معولا، إما للبناء أو للهدم. وأنني اتخذت قرار أن لا أهدم أسرتي وعشيرتي ولا الحي ولا وطني، فهي ثوابت لا رجعة فيها مهما اختلفت طريقة التقديم وطريقة الفن ولا يوجد شيء خجلان منه"، لافتا إلى أنه إذا أردت أن تبني أمة عظيمة فعليك أن تبني طفلاً عظيماً بالعلم وبالأخلاق، لأن طفل ذات 6 سنوات بعد 20 سنة، إما أن يبني أمة أو يهدم أمة.

وأشار إلى أنه لم يندم مطلقًا على أي عمل أو أي شيء في حياته، قائلا: لم أندم على أي شيء في حياتي الشخصية أو في الناحية العملية والفنية، وأنا حساباتي دقيقة جدًا قبل كل خطوة وممكن يكون فيه أخطاء لكن لم أندم على شيء اتفقت مع نفسي أن أقدمه".

وأكد: "قيل عني أني أحب السيطرة، وفي ناس من الوسط أطلقوا عليا لفظ لا يعونه ولا يفهمونه وهو أني ديكتاتوري على الرغم من أني عشقت هذا اللفظ، فأنا ديمقراطي في الاتفاق وديكتاتوري في التنفيذ، يعني لو اتفقنا أن الجمهور يلبس بدل بيضة ولقيت عشرة آلاف لابسين لون تاني مش هيدخلوا، لأني أنا اللي بنفذ ده لأني ديمقراطي في الاتفاق وديكتاتوري في التنفيذ ومفيش مركب ليها ريسين.

وتابع: "أنا عادة لا أفصل المجتمع عن الإنسان، والروافد التى تبنى الإنسان هي في المقام الأول التعليم ثم الفن والثقافة ثم الوعاء الذى يعرض الفن، ثم الأسرة، فلو الأسرة مفككة أو منحلة لا تنتظر من الأولاد أن يكونوا أسوياء، أرى أن الفن لا بد أن يكون منضبطا ولا يتعارض مع الضحك، دائما أقول لو المشاهد خرج من المسرح ولم يتحدث عن المسرحية لمدة أسبوع فهذا يعني أن المسرحية والرسالة لم تصله، ورسالتى دائماً أن المثقف والأمى عندما يتجاوران يخرجان بوعى واحد.

وانطلاقًا من مسرحيته: "عائلة اتعملها بلوك"، تحدث "صبحي" عن عالم السوشيال ميديا والفضاء الإلكتروني، مؤكدًا أن السوشيال ميديا أصبحت مجزرة لفظية؛ بسبب ما تشهده من تلاسنات وسجالات وشتائم متبادلة على مدار الساعة، حول أمور غير مهمة من الأساس، موضحا أن السوشيال ميديا أفقدتنا نقاءنا، وأكسبتنا غلظة في التعامل، وفوضى في الحوار، وقسوة في الحديث، منوهًا إلى إنها أخرجت أسوأ ما فينا من سلوكيات وأخلاقيات.
وتابع "صبحي": مواقع التواصل الاجتماعي آلة فاعلة في ترويح الانحرافات الأخلاقية والدينية مثل: الشذوذ والإلحاد وبيع الأوطان، داعيًا أولياء الأمور إلى الاهتمام بتربية أبنائهم وترشيد استخدامهم الهواتف المحمولة وارتياد الفضاء الإلكتروني.

وأوضح: «إحنا عملنا بلوك لأجمل ما فينا.. التليفون بيعطلك عن الصلاة 16 ساعة ماسك التليفون، بشوف مين عملي لايك ومين شتم أدخل أشتمه والسوشيال ميديا أصبحت مجزرة لفظية، وقتلا معنويا، بقت بتروج لشبابنا وأطفالنا كارتون يعملهم المثلية وده المشروع القادم للعالم.. ويعلموك أفكار توصلك للإلحاد وتدريب ممنهج على بيع وطنك وميبقاش عندك وطن ويبقى وطنك هو السوشيال ميديا الوطن الخيالي اللي عايش فيه.


قال الفنان محمد صبحي، إن مهمته في الفن، هي قضية ذوي الهمم أو ذوي القدرات الفائقة، مشددا على ضرورة دعمهم «مفيش حاجة اسمها ذوي الاحتياجات، لأنهم كلهم عايزين يشتغلوا باللي اتعلموه»، مؤكداً أن الدولة مؤمنة بدورهم، مؤكدا أن الفترة الحالية هي أكثر حقبة بها اهتمام لذوي القدرات الفائقة، قائلا: «فيه ناس سافروا بره وأصبحوا علماء»، موضحا اهتمام الدولة بهم، والتعليم العالي يمنح الفرصة لذوي القدرات في الإبداع، وهي جهود لا بد أن تثمر وتستمر، مطالبا ذوي القدرات بعمل مسرحية وعرضها على مسرحه بمدينة سنبل.

تم نسخ الرابط