الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

في جريمة قاتل ابنته..المحكمة: الظروف الاقتصادية قصفت بالعديد من الأسر نحو الهاوية

جنايات القاهرة برئاسة
جنايات القاهرة برئاسة القاضي محمد حسني العالم

قضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة المتهم بقتل طفلته سما بالسجن المشدد 15  سنة.

صدر الحكم برئاسة القاضي محمد حسني العالم وعضوية القاضيين محمد فهمي عبد الكريم ومحمد سامي عصر  بحضور أحمد عصام فاروق وكيل النيابة بأمانة سر ممدوح غريب في قضية النيابة العامة رقم 374 لسنة 2023 جنايات قسم الخليفة والمقيدة برقم 1912 لسنة  2023 كلى جنوب القاهرة،   ضد وائل محمد حنفي ـحيث اتهمت النيابة العامه المتهم المذكور لأنه في يوم 10  يناير 2023، بدائرة قسم شرطة الخليفة محافظة القاهرة

**قتل المجنى عليها الطفلة ابنته سما وائل محمد حنفى عمداً مع سبق الإصرار المصمم على ذلك بأن بيت النية و عقد العزم على إزهاق روحها بأن ضاق حاله فوسوس له شيطانه بالقتل مخرجاً متنصلاً من دوره أماناً و سكينة لسليلته ليكون خطراً محدقاً و ذعراً ، مستقراً ذهنه لصغرها وقلة حيلتها، فاغتنم وحدته بصغيرته غدراً منفذاً لمقصده الأثيم فرطم رأسها بخشب سرير بمحل الواقعة جاحداً رعيته، فتشكك فى إتمامه مقصده فتهافت فى ضلالته مستطرداً لمقصده قاذفاً إياها بحائط بمحل الواقعة فإرتطمت به و سقطت أرضاً متمماً لمقصده المريع فأحدث إصاباتها الموصوفة بتقرير مصلحة الطب الشرعى حتى تيقن من حتمية بلوغه مقصده بإزهاقه روح المجنى عليها وخارت قواها ولفظت أنفاسها و فارقت الحياة على إثر إصابتها قاصداً من ذلك قتلها حال كون المجنى عليها طفلة لم تبلغ الثامنة عشر من عمرها على النحو المبين بالتحقيقات وأحَالتهُ إلى هذهِ المَحكمة لمُعاقبتهُ طبقاً لمَواد الأتهام .

بعد تلاوة أمر الإحالة وسماع طلبات النيابة العامة والمرافعه ومطالعة الاوراق والمداولة قانوناً :-

تفاصيل الدعوى

قالت المحكمة ان واقعات الدعوى حسبما استقرت فى يقين المحكمة واطمئن إليها وجدانها وإرتاح لها ضميرها إستخلاصاً من سائر الاوراق وما دار بجلسة المحاكمة تتحصل فى أن الحالة الإقتصادية الصعبة التى آلت إليها البلاد وضيق المعيشة قصفت بالعديد من الأسر نحو الهاوية و خاصة ضعاف العزيمة و أصحاب النفوس المريضة فمنهم من تنكب طريق الصواب ومنهم من تخير طريق الضلال ومنهم من استسلم بسلبية للواقع الصعب مفضلاً عدم مواجهة الظروف وتعاطى المواد المخدرة ليهرب من مسؤلياته وذلك كله فى ظل تربية لم تنشأ على رواسخ ثابتة من القيم والمبادئ والتمسك بأبسط تعاليم الدين فأضحى المجتمع يستيقظ على جرائم ترتكب تشيب لها الوجدان و من أشخاص لا يصنفوا من معتادى الإجرام ولأسباب واهية فتارة نرى مشاجرات نشبت لخلافات بسيطة بسبب أولوية المرور أو خلافات بسبب الأطفال تتطور إلى القتل وتارة نرى جرائم قتل ترتكب لسرقة أموال بسيطة وغيرها وكأنه مجتمع غريب عن البيئة المصرية التى طالما شهد لها الجميع بطيبة أهلها وسماحتهم وصبرهم.

وقد كان المتهم الماثل من هذة النوعية التى انساقت إلى السلبية وتحميل الظروف كل ما آل إليه من ضيق فى المعيشة أو فقدانه لعمله دون أن ينظر للسبب الأهم وهو ضعفه وسلبيته فى مواجهة الظروف والصعاب كغيره من أفراد المجتمع من الشرفاء رغم أن المولى سبحانه وتعالى قد أنعم عليه فيما مضى من حياته بزوجة ورزق منها بطفلين إلا أنه إعتاد الهروب من مسؤلياته فطلق زوجته وترك أطفاله يواجهون مصاعب الحياة دون سند وترك مسكنه حتى لا تلاحقه نفقات أطفاله و تزوج بأخرى تدعى أفنان و طلب منها عدم الإنجاب و اتخذا من حجرة سكنية بدورة مياه مشتركة مسكناً لهم بدائرة قسم الخليفة إلا أنه رزق بالطفلة سما ـ-المجنى عليها- وبدلا من أن يتولد فى قلبه الرحمه وحنان الأبوة ويفرح بما أتاه الله من فضله إزداد هما وكمدا و إستشعر أعباء نفقات الصغيرة وصورت له نفسه المريضة أنها ستزيد من أعبائه وستثقل كاهله رغم أنه لو أوتى وازعا من دين لعلم أن خالقهم هو من يرزقهم ويكفلهم .. وفى ظل تركه لعمله وأضحى عاطلا وجد ضالته فى تعاطى المواد المخدرة لتذهب بالمتبقى من عقله أدراج الرياح وتغيبه عن واقعه المتمرد عليه وفى يوم الواقعة استشعرت والدة المجنى عليها مرضها وقد بلغ عمرها سبعة وعشرون يوما فطلبت من المتهم أن يتوجها بها إلى المشفى أو طبيب يداويها فأثارت فى نفسه الضيق واستشعر أعباء نفقتها فصور له شيطانه وهو تحت تأثير المخدر أن أفضل الحلول هو إزهاق روحها وانتهز فرصة دلوف الأم لدورة المياه وانفراده بالمجنى عليها فسولت نفسه إرتكاب جريمته بأسلوب اعتقد أنه لن يكشف سوء عمله فأمسك برأس الطفلة المسكينة دون وازع من رحمه أوشفقة وضربها فى خشب الفراش عدة مرات ثم دفعها بقوة نحو الحائط لتصطدم رأسها به وتسقط صريعة على الأرض مدرجة فى دمائها وتفيض روحها البريئة إلى خالقها لتسأل بأى ذنب قتلت وحال عودة الأم أبصرت المجنى عليها ملقاة على الأرض وتسيل الدماء منها فقامت بالصراخ فتصنع المتهم انزعاجه وحمل طفلته وتوجه بها إلى مستشفى أطفال مصر زاعما سقوطها من أعلى الفراش إلا أن مظاهر الإصابات التى بالمجنى عليها أثارت الشك لدى الطاقم الطبى فأبلغ الشرطة وحضر الرائد محمود محجوب رئيس مباحث قسم شرطة الخليفة وبمناقشته للمتهم أقر له بإرتكاب جريمته وأكدت ذلك تحرياته فألقى القبض عليه وأقر بإرتكاب جريمته بتحقيقات النيابة العامة وجاء تقرير الصفة التشريحية لينتهى إلى أن إصابة المجنى عليها هى إصابة رضية حدثت من المصادمة بجسم أو أجسام صلبة راضة أيا كان نوعها  وتعزى الوفاة للإصابة الرضية وما أحدثته من شروخ فى العظم القذالى للجمجمة مما أدى إلى حدوث نزيف دماغى إصابى وما ترتب عليه من صدمة إنتهت بالوفاة  .

تم نسخ الرابط