ads
الإثنين 25 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

العلماء هداة الناس وبوصلة الشعوب ومرجعيتها في الخطوب والنوازل ، يحملون علي عاتقهم مشاعل النور في دياجير الظلماء  ، ومن فرط منزلتهم الرفيعة عند الله عز وجل كانوا ورثة الأنبياء، إجتهادهم إمتداداً لرسالة الانبياء في العباد , بيد أن هناك طائفتين من العلماء، علماء الحق وعلماء السوء ،رغم ان كلهم آخذ من مشرب واحد

 علماء الحق يفكرون ويتدبرون في كتب الشريعة وهم في معية صاحب الشريعة، بينما علماء السوء يفكرون في كتب الشريعة بمعزل عن صاحبها فيسهل عليهم التأويل والإحتيال والتغير والتبديل , وعلماء الحق هم الحصن الأمن الذي يلوذ به المستضعفون من بطش وجبروت الطغاه ، ولطالما يبقي علماء الحق هم سدنة العدل وحراسه الذين يصدعون بكلمة الحق في وجه السلطان الجائر ،ويحدثنا أحد تلاميذ شيخ الإسلام العز  بن عبدالسلام أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عنده شيء تصنعه طبيعته ، فهو مثل الدم في القلب لا يبالي هلك فيه أم عاش

 حتى أن الظاهر بيبرس وقد رأى جنازته المهيبة  وهي تمر  تحت القلعة قال الآن استقر أمري في الملك فلو أن هذا الشيخ دعا الناس للخروج علي لانتزع مني ملكي

 وَلي الشيخ العز بن عبدالسلام قضاء مصر في سنة ٦٣٩ هجرية، وكان سلطان مصر آنذاك نجم الدين أيوب والذي كان شديد البأس قوي الشكيمة، فلما كان يوم عيد صعد إليه الشيخ وهو يعرض الجند ويُظهر ملكه و سطوته والأمراء يقبلون الأرض بين يديه فناداه الشيخ بأعلى صوته على الملأ " يا أيوب " ثم أمره بإبطال منكر انتهى إلى علمه أن حانة يُباع فيها الخمر فرسم السلطان لفوره بإبطال الحانة واعتذر إليه ,يقول تلميذه بعد أن شاع الخبر : " يا سيدي  كيف كان الحال؟ أما خفته ؟! " فقال له الشيخ : " يابني لقد استحضرت هيبة الله سبحانه تعالى فكان السلطان أمامي كالقط ولو أن لي  بالدنيا حاجة لرأيته الدنيا كلها ولكني نظرت إلى الآخرة فلا عظمة ولاسلطان إلا لله "  ، وهذا الإمام أحمد بن حنبل في محنته مع المأمون في مسألة خلق القرآن، وقد أشار عليه عمه إسحاق بن حنبل رأفةً وشفقةً عليه من ثقل الضمير أن ينطق بالتُقية، فكان جوابه..ياعم..إذا أجاب العالم تُقيةً، والجاهل بجهلٍ..متى يتبين الحق؟

هذة الثلة من العلماء رحمهم الله سقطت من قاموسها كل مفردات الشجب والإستنكار أو الإسقاط ومصمصة الشفاه ، إنهم يصدعون بالحق وبالحق وحده  ولو كان الثمن حياتهم.

تم نسخ الرابط