حيثيات حادث القطار الاسباني بسوهاج وسجن قائده ومساعده
أودعت محكمة جنايات سوهاج ، حيثيات حكمها في قضية حادث القطارين بمنطقة طهطا والتي وقعت بين القطار الإسباني والمميز و تسبب في مصرع 21 شخصا وإصابة 227 آخرين والتي عاقبتها فيها المحكمة ابو الحجاج صبرى الشاذلى عبد الحكيم قائد القطار الاسباني وجمال منصور احمد حسانين -مساعده - بالسجن المشدد 15 سنة والزامهما بتعويض لصالح الهيئة القومية للسكك الحديدية بمبلغ وقدرة 28 مليونا 942 الف و 495 جنيها ، ومعاقبة محمد على عبد النبى سليمان بالسجن لمدة خمس سنوات وتغريمة مبلغ عشرة الاف جنيه ومعاقبة عمرو عبد الراضى احمد حسين ومحمد خليفة احمد نجيب بالحبس لمدة سنتين ومعاقبة سامى جميل زكى جرس وكرم يوسف حبيب خله بالحبس لمدة خمس سنوات وانقضاء الدعوى الجنائية بوفاة المتهم السيد صابر توفيق حمدان .
قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة المستشار محمد عبدالحافظ وعضوية المستشارين وليد سيد امير وناجح عبد الحميد بحضور محمد حسن الشويخ وكيل النيابة بأمانة سر ماجد أمين ، أن واقعة الدعوى حسبما استقرت في يقين المحكمة من خلال ما تم فيها من تحقيقات وما ارفق بها من تقارير فنية وهندسية وطبية وتسجيلات مرئية وصوتية ومعاينات تصويرية ومحاكاة لكيفية حدوثها بمعرفة النيابة العامة وما دار بشأنها في جلسات المحاكمة أنه وعندما انتصف يوم الجمعة الموافق 26 مارس 2021 من العام الماضى وبينما كان الناس يرفعون أكف الضراعة في ذلك اليوم الكريم الى المولى عز وجل يلتمسون فضلا من الله وغفرانا سواء في مساجدهم أو كنائسهم ، وكان فريقا منهم قد ساقته الأقدار ممن إقتضت اعمالهم وظروفهم المعيشية والاجتماعيه إلا ان يتواجدوا علي متن قطارين منكوبين متتاليين متجهين الي الوجة البحري من قطارات السكك الحديد باعتبارها من وسائل المواصلات الآمنه فى رحلة لم يكتب لها السلامة بفعل من هم علي غير قدر المسئولية فى خضم كم هائل من اهمال جسيم وتقصير وعدم اكتراث وعدم مراعاة للقوانين والقرارات واللوائح وحينما حلت الساعة الثانية عشر وثلاث دقائق من ظهر ذلك اليوم فزع أهل قرية الصوامعة التابعة لمركز طهطا بسوهاج لصوت الارتطام الشديد الذى ذاع بين أرجائها وصدقته المقاطع المصوره والتسجيلات الموثقة تمثل في تباطئ حركة سير القطار الأمامي الرقيم [157 مميز] لظهور عارض (إنذار بلف هواء) باقرار قائده (المتهم الرابع) عند مروره بمنطقة مزلقان السنوسى بالكيلو439 وقدوم القطار الخلفي الرقيم [2011 اسبانى] في ذات الاتجاه من خلفة متسارعا ليصطدم به من الخلف دون ان يعبأ قائده (المتهم الاول) بأية اشارات ضوئيه او تنبيهات لاسلكيه أو أرضية أو اتصالات هاتفيه او تعليمات وجوبيه - كتشغيل جهاز التحكم الآلىATC - لحمله وبحق على التوقف الجبرى لانشغال الخط الحديدى امامه - وكيف له ذلك- وهو من غير المكلفين أصلا بقيادة القطار مخالفا لدفاتر قيد التشغيل الواردة على النموذج 67 بالهيئه بحسبانه مساعدا لقائد ذلك القطار (المتهم الثانى) المكلف بالقيادة رسميا والذى أمدة بالبيانات والمعلومات التى دونها بالدفتر المنوه عنه وسمح له بذلك باقرار المتهم الاول .. وإزاء إهمال وتراخى المتهمين (السابع والثامن) بحسبانهم من مسئولى مراقبة الحركه وعدم متابعتهم النافذة وموالاة بذل الجهد المتوقع لمنع وقوع الحادث
اكدت المحكمة في حيثياتها تقاعس باقي المتهمين وعدم اتخاذهم اجراءات الوقاية المقرره طبقا للائحة سلامة التشغيل فضلا عن ثبوت تعاطى (المتهم الثالث) لجوهرى الحشيش والترامادول حال آداء أعمال وظيفته وعندما ساهم فى الخطأ الذى نجم عنه الحادث فإذا بالنتيجة الحتميه المنتظرة من وراء سوء أفعالهم إذ تتطاير العربات الثلاث الكائنة بمؤخرة القطار المميز وكذا جرار القطار الاسباني والعربة التاليه له وتنقلب جميعها وتتهشم بينما تحدث الكارثة الكبرى فتتناثر أشلاء الضحايا وتسيل الدماء ويقع العديد من المصابين بين عاجز وجريح وتتعالي الصرخات فتفقد الاسرة عائلها ويفقد الولد أباه والام ولدها ووليدها وتتيتم الاطفال وتترمل النساء وتنكب الجباه ويحل الدمار ويسيطر الحزن على الوجوه و تهرع سيارات الاسعاف فتعج المستشفيات بالقتلي والمصابين وتتحقق الخسائر البشرية والماديه والتلفيات التى قدرت بمبلغ مالياً قدره ( ثمانية وعشرون مليوناً وتسعمائة واثنين وأربعون الف وأربعمائة وخمسة وتسعون جنيهاً مصرياً ) ويتعطل المرفق الحيوى وتتعاظم حصيلة هذة النتيجة بعد وفاة واحد وعشرون شخصا وإصابة مائتين وسبعة وعشرون آخرون من المواطنين الابرياء فباء هؤلاء المتهمين الذين يشغلون تلك الوظائف العموميه بغضب من الله تعالي بما هانت عليهم الارواح والانفس والاموال بما قدمت ايديهم وبإهمالهم وعدم اكتراثهم.