هجما عليها كالسباع الضواري.. حيثيات إعدام ميكانيكي وعامل تخلصا من سوسو بالمنصورة
أودعت محكمة جنايات المنصورة حيثيات حكمها بإعدام ميكانيكي وعامل لقيامهما بقتل جارتهما واغتصابها وسرقتها.
قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة القاضي بهاء الدين المري وعضوية القاضيين سعيد عبد الرشيد السمادوني و محمد جلال الزنقلي بحضور أحمد سلامة وكيل النيابة بأمانة سر محمود عبد الرازق، في قضية النيابة رقم 2330 لسنة 2016 قسم أول ، والمُقيَّدة برَقم 96 لسَنة 2016 كُلي ج، ضد احمد عاطف عبد النبي ابو المجد – 28 سنة – ميكانيكي وصديقه كريم خالد كشك – 27 سنة – عامل عادي، حيث اتهمتهما النيابة لأنهما بتاريخ 30 أكتوبر 2015 بدائرة قسم أول المنصورة محافظة الدقهلية :-
**قتلا المجني عليها أسماء رضوان - عمداً مع سبق الإصرار والترصد بأن بيتا النية وعقدا العزم على قتلها وأعدا لذلك السلاح الأبيض موضوع الاتهام الرابع وتتبعا تحركاتها وتربصا لها بالمكان الذي أيقنا سلفاً مرورها منه – بالجوار المباشر لمسكنها – وما أن ظفرا بها إبان دلوفها لمسكنها حتى قام الأول بدفعها إلى داخله أرضاً وأوصد الثاني بابه وكبلا يديها وفيها شارعين في مواقعتها وبمقاومتها كال لها الأول عدة طعنات بسكين استقرت بصدرها وباستمرار مقاومتها رطم رأسها بمنضدة خشبية قاصدين من ذلك إزهاق روحها فأحدثا إصابتها الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها وذلك على النحو المبين بالتحقيقات .
وقد اقترنت بتلك الجناية جناية أخرى هي أنهما في ذات الزمان والمكان.
**واقع المتهم الأول المجني عليها المار بيانها بغير رضاها وذلك بمساعدة المتهم الثاني الذي تواجد على مسرح الجريمة للشد من أزره وتمكينه منها بتكبيلها والحيلولة بينها ومقاومته إبان ارتكاب جريمته وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
وقد ارتبطت بتلك الجناية جريمة أخرى هي أنهما في ذات الزمان والمكان.
**سرقا المنقول والمبلغ المالي المبينين وصفاً وقيمة بالأوراق والمملوكين للمجني عليها آنفة البيان وكان ذلك ليلاً من داخل مسكنهما وذلك علي النحو المبين بالتحقيقات .
**- حازا وأحرزا بغير ترخيص سلاح أبيض " سكين " وأداة " منضدة " مما يستخدم في الإعتداء علي الأشخاص دون أن يوجد لحملها أو إحرازها مسوغاً من الضرورة المهنية أو الشخصية .
و أحــالتـهما إلـي هــذه المحكمــة لمعاقبتـهما طبقـاً لنصــوص مَــواد الاتهـــام الـواردة بأمــــر الإحالـة.
ـ المحكمــــــة ـ
أوضحت المحكمة في حيثيات حكمها أنها بعد تلاوة أمر الإحالة وسماع أقوال المتهمين وطلبات النيابة العامة ومطالعة الأوراق والمرافعة الشفوية والمداولة فإن وقعة الدعوى حسبما استقرت في عقيدة المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من كافة أوراقها، وما تضمنته من استدلالات وتحقيقات وتقارير فنية، وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة، تتحصل في أن المجني عليها - الأربعينية - أسماء رضوان الشهيرة بـــــــ (سوسو) كانت تعيش بمفردها بعد وفاة والديها في شقة بالطابق الأرضي من العقار رقم 30 شارع الجلاء المساكن الشعبية لا أنيس لها ولا جليس، تقضي نهارها وليلها وحيدة لا يتردد عليها أحد، ويعلو شقتها شقة - بالطابق الخامس - يسكنها المتهم الأول أحمد عاطف أبو المجد الذي رأي فيها - على هذه الحال - صَيدًا ثمينا جاهزا للافتراس، فزين له شيطانه سُوءَ عمله فرآه حَسَنًا وراقت له أنثى يشتهيها، فوسوس له بأن يقضي منها وَطرَا، ولسبق علمه بما أتاها الله من بسطة في الجسم فقد استعان بقرين السوء صديقه المتهم الثاني كريم خالد كشك فكشف له عن دخيلة نفسه الشريرة وما يُضمره فيها من شر وشهوة حقيرة، واستثار غرائزه المكبوتة فمَنَّاهُ بنصيب له من مواقعتها، فرحب الأخير بالفكرة الآثمة وبارك رغبته الدنيئة، وعقدا العزم معا على التنفيذ ناسِينَ أن اللهَ ليس بغافل عما يعمل الظالمون، ومنذ أن اتحدت إرادتهما واتجهت وجهة واحدة نحو اغتصاب المجني عليها راحا يَرقبان تحركاتها من شرفة مسكن المتهم الأول لِما يربو على عشرة أيام وفي ليلة الحادث 30/10/2015 وكانت ليلة مَطيرة أرخى الليل فيها سُدولَه على الكون، وخلت الشوارع من المارة، وهجع الناس إلى مساكنهم، أبصراها عائدة إلى مسكنها في هذا الصمت الذي يخيم على البيت وما فيه وما حوله، هُرعا إليها نُزولا من أعلى وما أن أدارت مفتاح بابها حتى هَجمَا عليها كالسباع الضواري دافعين بها إلى الداخل وأغلقا دونهم الباب معلنا الأول عن حقارة نفسه طالبا منها مواقعتها فأبت في عِفة ورَباطة جأش فلكمها في وجهها وطرحها أرضًا وكممَّ فاها بلاصق بلاستيكي أعده سلفا لهذا الغرض ليتوقىَّ استغاثتها ونزع عنها خمار رأسها وأوثق يديها خلف ظهرها يساعده في كل هذا المتهم الثاني، فأخذت الضحية في إطلاق صرخات مكتومة ولكن أنَّى لها بمغيث والكون صامت والسكون شبحٌ يُخيَّم على الأجواء ولما لم تفتَر عزيمتها عن المقاومة ولم تُفرط في صون شرفها أسرع المتهم الأول إلى مطبخها استل منه سكينًا طعنها به طعنتين في الجانب الأيسر من صدرها فأحدث بها جرحين طعنيين نافذين موصوفين بتقرير الصفة التشريحية، فما ضعفت وما استكانت وبدا لهما شراسة مقاومتها فانهال المتهم الثاني على رأسها عدة مرات بمنضدة خشبية صغيرة وُجدت في مكان الحادث قاصدين معا إزهاق روحها ولما خارت لهذا العنف قُواها زحزحاها إلى داخل حجرة نومها وكشف المتهم الأول عن جسمها برفع عباءَتها من أسفل وحسر عنها ملابسها الداخلية وأولج قضيبه في فرجها بغير رضاها وهي تقاوم حتى الرمق الأخير من حياتها ولم يتركها إلا بعد أن قذف ماءه المَهينَ علي جسدها الطاهر والمتهم الثاني واقف يشد من أزره، ثم ألقيا عليها سجادة غرفتها وراحا يواريان آثار جريمتهما وينظفان ما علق من دمائها الزكية بجنبات مسكنها لطمس معالم الجريمة، ولم يراودهما أيُ شعور بالندم فأخذا يصولان ويجولان في البيت باحثين عن مال أو ما يمكن سرقته فوقعت أعينهما على مبلغ ستة آلاف جنيه وقُرطٍ ذهبي صغير (وأنتيكات قديمة) سرقاها واقتسما المال بينما استأثر المتهم الأول بباقي المسروقات لنفسه، ثم برحا المسكن تاركين المجني عليها تشكو إلى المنتقم الجبار غدرهما بها، ودماؤها الطاهرة تنزف مما نتج عنه هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية انتهى بوفاتها. وبمرور بضعة أيام اشتم الجيران انبعاث رائحة الجثة وعلى إثر الإبلاغ وُجدت الجثة على النحو مار البيان وإذ تولت الشرطة استدلالاتها والنيابة تحقيقاتها لم تُمط الإجراءات اللثام عن الفاعل فبات مجهولا في حينه مما أتبعه التقرير في الأوراق بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية لهذا السبب بيدَ أنه لما كان ربنا لبالمرصاد فقد شاء بعد ما يقرب من ثماني سنوات أن يُنطق لسان المتهم الأول بما جرى ففي لحظة قدرها المنتقم الجبار جَل في عُلاه قصدَ الأخير مسكن صديق آخر له - هو محمد عبد الحكم فرغلي - وباح له بتفاصيل الواقعة على نحو ما استخلصته المحكمة على النحو مار البيان وتتجلى القدرة الإلهية في مظهر آخر هو أن صادف هذا الاعتراف مرور زوجة شقيق المتهم الأول -شيماء أشرف- بمسكن محمد عبد الحكم وهي صاعدة سلم العقار فيتناهى إلى سمعها واقعات الجرم التي اعترف بها المتهم الأول فأنهت نبأ ما سمعت إلى زوجها الذي أبى إلا أن يتم إبلاغ الشرطة فهرعت هذه الزوجة - وكذلك محمد عبد الكريم - إلى رئيس المباحث - المقدم أحمد شبانة - الذي أثبت في محضره ما قالاه ولما استوثق من صحته استأذن النيابة العامة في القبض على المتهمين فأذنت له وبتنفيذه ومواجهتهما أقرا له بارتكاب الواقعة على النحو السالف بيانه وبسؤالهما بتحقيقات النيابة العامة اعترفا تفصيلا بارتكابها كما أسلفتها المحكمة في بيانها للواقعة وعلى نحو ما سيرد في بيان اعتراف كل منهما كأحد أدلة الثبوت في الدعوى.