اللغوي المبهر، أعجوبة الزمان، ودرة الفصاحة والبيان، سيبويه العصر بدون منازع الشيخ سيدي فوزي كوناتي، الذي جاء من دولته ساحل العاج ليطلب العلم في الأزهر الشريف، فوجد فيه المنهل الصافي للعلوم الشرعية واللغوية فارتوى واغتبق حتى الثمالة، وعشق العربية فانتسب إلى دارها ودرتها( كلية اللغة بالقاهرة)، فتلقى العلم من كبار علمائها وشيوخها، ثم تخصص في الدراسات العليا في اللغويات، ( النحو والصرف)، فحصل على الماجستير مصحوبا بإشادات وشهادات من شيوخه الذين تتلمذ عليهم، وهو الآن يعد رسالته للدكتوراه، وقد اتخذ من مصر وطنا ومستقرا، فأحبته مصر كما أحبها، واحتضنته كما تحتضن أبناءها، وفيها تحول من مقعد التلميذ إلى منصة التدريس، فكشف عن ملكاته وقدراته العلمية التي جذبت إليه كثيرا من الطلاب والباحثين في الأزهر وخارجه، وأصبحت له مجالسه العلمية التي تكتظ بمئات الطلاب والباحثين، ثم انضم إلى ثلة المصطفين من العلماء أصحاب مجالس العلم في الجامع الأزهر، فصار هناك مقصدا لكل من يريد أن يتشرب النحو والصرف كما يشرب الماء العذب السلسبيل، وسارت له مدرسة في النحو لها تلاميذ يأخذون منه، ويقتدون بمنهجه المتميز في الأداء.
إن هذا العالم المبرز في تخصصه قصة تحتاج إلى أن تحكى، وتاريخ مضيء في صفحات الأزهر الخالدة الذي يفتح أبوابه لكل من يقصده طالب علم، أو معلما يعلم العلم.
وأنا أرشح سيرته ومسيرته لتكون مشروع تخرج لمجموعة من أبنائنا من طلاب كلية الإعلام، ليقدموه كنموذج يحتذى للطالب الوافد الذي جاء ليتعلم العربية في عرينها فإذا به- بجده واجتهاده- يسير شيخا لها فيقوم بتعليمها في حصنها الحصين (جامع الأزهر) ليعيد إلينا صورة شيخ العمود الذي كان هو نظام التعليم في الأزهر الشريف قديما.