الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

( مرجليوث)  اسم يطلق على إحدى المستعمرات الإسرائلية التي تقع في شمال أرضنا المحتلة قرب حدود لبنان، والتي تتعرض هذه الأيام لهجمات من المقاومة اللبنانية.

وقد سميت هذه المستعمرة باسم المستشرق اليهودي الإنجليزي (دافيد صمويل مرجليوث) وهو إنجليزى يهودى، من كبار المستشرقين، وكان من أشدهم تعصبا ضد الإسلام والمسلمين، له عدة كتب عن الإسلام والمسلمين، لم يكن فيها مخلصاً للعلم، فقد ثبت عدم موضوعيته وتلفيقه لكل شيء يسيء للعرب والإسلام، ومع الأسف الشديد فإنه كان عضواً بالمجمع اللغوى المصرى، والمجمع العلمى فى دمشق.

ومن أخطر بحوثه، ماكتبه في مجلة الجمعية الملكية الأسيوية عن (الانتحال في الشعر الجاهلي)، وفيه نفى وجود شعر جاهلي، وذكر: أن ما يُدَّعى بأنه شعر جاهلي هو منتحل على الجاهليين وأنه قيل في العصر الإسلامي ثم نسب إليهم لأهداف ذكرها في بحثه، وللأسف- أيضا- فإن طه حسين تلقف أقواله وصاغها بأسلوبه المعهود، فجزأ أدلة مرجليوث، وعدد فيها وأطال، وأضاف عليها من أقوال الأقدمين التي زورها عليهم، فحذف منها ما طوع به بعض النصوص لتتفق مع رأيه الذي انتهى فيه إلى آراء هي أشد اتهاما للشعر الجاهلي مما اتهمه به (مرجليوث)، وذلك في كتابه المعروف المشهور: ( في الشعر الجاهلي).

وكان مقصد (مرجليوث) من هذا البحث الطعن في صحة الشعر الجاهلي، ليصل منه إلى الطعن في إعجاز القرآن الكريم، ولو أن علماءنا في ذلك الوقت سلموا له ولتابعه بما قالا؛ لأصبح النص الذي نزل القرآن ليتحداه في بلاغته وفصاحته لا وجود له، وسيترتب على ذلك أن يظل القرآن الكريم كلاما كأي كلام بشري إلى أن نأتي لهما بنص جاهلي صحيح في نسبته إلى الجاهليين؛ ليعقدا بينه وبين القرآن الكريم موازنة يتم من خلالها إثبات أن القرآن الكريم فعلا معجز أو غير معجز، وبهذا يكون قد تم طعن الإسلام في أقدس مقدساته.

ونظرا لما قدمه هذا المستشرق من خدمات جليلة لليهود من خلال مؤلفاته التي تتعصب ضد الإسلام والمسلمين ومنها هذا البحث.

 فلم ينسوا أن يكرموا ابنهم البار، فسموا إحدى المستعمرات المقامة على أرضنا المحتلة باسمه ليخلدوا ذكره، أما نحن فقد خدعنا- كعادتنا- فخلدنا ذكره وكرمناه بعضويته في أكبر مجامعنا اللغوية وهو- للأسف العميق- الحاقد علينا والكاره لنا ولديننا.

تم نسخ الرابط