الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

في هذه السلسلة من المقالات نلقي الضوء على بعض الأعياد القومية الإفريقية والعربية وذلك بغرض التعريف بها، لما في ذلك ارتباط وثيق بأحداث تاريخية وسياسية عديدة، تشكل وتشارك بكل تأكيد هوية هذه الشعوب.  

اليوم حديثنا عن دولة جامبيا، والتي تحتفل بعيدها القومي، في الثامن عشر من فبراير من كل عام.

أولاً: نبذة عن دولة جامبيا

جمهورية غامبيا هي إحدى دول الغرب الأفريقي، وهي أصغر دولة في البر الرئيسي لقارة أفريقيا ويحدها من الشمال والشرق والجنوب دولة "السنغال"، ويخترقها نهر غامبيا الذي يصب في المحيط الأطلسي الذي يحد البلاد من ناحية الغرب.

عاصمة جاميا هي بانجول، والتي تم تصنيفها بأنها مدينة. وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية للبلاد.

وإنه لجدير بالذكر أنهفي عام ٢٠١٢ كان تقدير الناتج المحلي الإجمالي ٣.٤٠٣$ مليار، وللفرد $ ١.٨٦٤.

هي من أفقر الدول في العالم. وتقع في المرتبة الأولى بين الدول المنتشر بها مرض الملاريا. يكاد الفول السوداني أن يكون أحد أهم مصادر الاقتصاد في هذا البلد، ويمثل نحو ٨٠% من صادراتها الخارجية، كما يوجد محاصيل أخرى مثل القطن ونخيل الزيت والأرز، بالإضافة إلى صناعات بسيطة كصناعة الزيوت النباتية.

وتعد السياحة رافداً مهما للدخل حيث تشكل ٧١% من دخل البلاد كما تعتبر الأسماك، التيتانيوم والقصدير من أهم مصادر الثروة الطبيعية في جمهورية جامبيا.

تنقسم جامبيا إدارياً إلى خمسة أقسام رئيسة هي: القسم الغربي، وعاصمته "بريكاما"، قسم أدنى النهر، وعاصمته "مانسا كونكو"، قسم مكارتي أيلند، وعاصمته "جورج تاون"، قسم أعالي النهر وعاصمته "باسر"، قسم الضفة الشمالية وعاصمته "كيرام"، وأخيراً قسم المنطقة العمرانية والذي يضم منطقتين عمرانيتين هما: مقاطعة كاتفنج العمرانية ومدينة البغال جزيرة سنت ميري.

تتبع جامبيا سياسة عدم الانحياز بصفة رسمية منذ فترة حكم الرئيس السابق داودا جاوارا. ومنذ عام ١٩٩٥، أقام الرئيس جاميه علاقات دبلوماسية مع عدة بلدان أخرى، بما فيها ليبيا، تايوان وكوبا.

ثانياً: تاريخياً والعيد القومي

دخلتها قبائل الألوف والمالينكي والفولاني في القرن الثالث عشر لتستقر في سهولها وعلى ضفاف النهر. وفي القرن الرابع عشر أصبحت غامبيا جزءا من إمبراطورية مالي الإسلامية التي كانت تتمركز في شمال شرق البلاد.

وفي القرن السابع عشر أنشأ البريطانيون والفرنسيون مستوطنات صغيرة على النهر، وبعد أن احتدم التنافس البريطاني الفرنسي على المنطقة، سيطرة بريطانيا بمقتضى معاهدة فرساي (١٧٨٣) على الموقع. وفي عام ١٨٤٣ أصبحت غامبيا مستعمرة للتاج البريطاني. لكنهانالت استقلالها من المملكة المتحدة عام ١٩٦٥. وتولّي داودا جاوارا من حزب الشعب التقدمي رئاسة الوزارة على رأس نظام ديمقراطي يطبق التعددية الحزبية، وفي عام ١٩٧٠ تحول نظام البلاد إلى "جمهورية".

ثم تلى ذلك عدة انقلابات، وكان من أهمها: انقلاب عام ١٩٨١ و انقلاب عام ١٩٩٤. وبفضل معاهدة الصداقة والتعاون بين السنغال وجامبيا، استطاعت هذه الأخيرة إحباط هذه المحاولات الانقلابية. وبتاريخ ١١ ديسمبر ٢٠١٥ أعلن الرئيس يحيى جامع تحويل دولته إلى جمهورية إسلامية في خطوة قال إنها تهدف إلى تخلص بلاده بشكل أكبر من ماضيها الاستعماري، معتبراً أنه طالما المسلمون يمثلون الأغلبية في البلد (٩٠٪). وتجدر الإشارة إلى أنه تنص المادة ٢٥ من الدستور الجامبيعلى حماية حق مواطنيها بممارسة أي ديانة يختارونها.

حصلت جمهورية جامبيا على استقلالها عن المملكة المتحدة في ١٨ فبراير ١٩٦٥. تم اعتماد دستور جمهورية جامبيا في استفتاء وطني في ٨ أبريل ١٩٩٦ ، وألغى دستور عام ١٩٧٠ ودخل حيز التنفيذ في ١٦ يناير ١٩٩٧. ينص دستور جامبيا على نظام حكم رئاسي مكون من مجلس تشريعي من غرفة واحدة  وسلطة قضائية مستقلة .

يستند النظام القانوني في جامبيا على نظام ثلاثي: القانون الإنجليزي، بما في ذلك القانون العام ومبادئ العدالة، والقانون العرفي، والشريعة الإسلامية (القانون الإسلامي). 
ولا ينطبق هذان النظامان الأخيران إلا على سكان جامبيا الأصليين و/ أو المسلمين كما تنص المادة ٧ من الدستور.

ثالثاً: العلاقات بين مصر وجامبيا

يعود أول تواصل سجله التاريخ بين مصر وشعب جامبيا، خلال فترة الإمبراطوريات الإسلامية في غرب افريقيا التي كانت جامبيا جزءاً منها، خصوصاً امبراطورية مالي، حيث كانت قوافل الحجاج من غرب أفريقيا تعبر من خلال الأراضي المصرية برياً إلى الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وفي العصر الحديث، تابعت مصر بزعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر جهود شعب جامبيا بقيادة الزعيم "داوودا جاوارا" للاستقلال عن الاستعمار البريطاني، وكانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بجامبيا المستقلة عام ١٩٦٥ في إطار قيادة مصر لجهود التحرر الأفريقي آنذاك.

وسجل عام ١٩٧٦ زيارة هامة للرئيس "داوودا جاوارا" إلى مصر حيث عقد مباحثات مع الرئيس محمد أنور السادات الذي وجه له التحية على موقف جامبيا إلى جانب الحق العربي والفلسطيني خاصة خلال حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣، وأعرب البلدان عن رغبتهما في تعزيز العلاقات الثنائية خاصة في مجالات التنمية والاقتصاد.

وتعد العلاقات المصرية الجامبية دائمة ومستمرة وتشهد التواجد في كافة المواقف وكافة المجالات سواء أكانت سياسية، رياضية، ثقافية، صحية، الخ...

نذكر علي سبيل المثال وليس الحصر٬ 

**في يناير ٢٠٢٣ التقي سامح شكري وزير الخارجية مع  الدكتور مامادو تانجارا وزير خارجية جامبيا، للإعداد لقمة التعاون الإسلامي بجامبيا .

وفى ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢ اجتمع سامح شكري وزير الخارجية مع "مامادو تنجارا" وزير الخارجية والتعاون الدولي والجامبيين في الخارج بجمهورية جامبيا، خلال زيارته إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر وزراء التعليم العالي والبحث العلمي للفرانكوفونية.

وفي يونيه ٢٠١٤ في أول قمة أفريقية يحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي في "مالابو" عاصمة غينيا الاستوائية ، عقد على هامش القمة لقاء جمع الرئيس السيسي برئيس جامبيا حيث تمت مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات.

لكن على الرغم من العلاقات السياسية الإيجابية بين مصر وجامبيا، ورغم وجود العديد من السلع المصرية التي تحتاجها السوق الجامبية، والسلع الجامبية التي تستورد مصر الكثير منها من مناطق عديدة من العالم، إلا أن حجم التبادل التجاري لا يزال محدوداً إلى درجة كبيرة، ويكاد ينحصر في مجال الأدوية وبعض السلع الاستهلاكية الأخرى.

يوجد العديد من الأطر الإقليمية التي تجمع البلدين مثل "المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا" (ايكواس)، والاتحاد الأفريقي بمؤسساته المتعددة. 

حيث وقعت حكومتا مصر وجامبيا العديد من الاتفاقيات الثنائية من بينها:

**اتفاقية بشأن تصدير الدواء المصري إلى جامبيا، مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الزراعي، مذكرة تفاهم في مجال التنمية الإدارية والتدريب بين مصر وجامبيا، اتفاقية للتعاون الثقافي والفني وتبادل الخبراء جاءت بعد فترة وجيزة من إعلان استقلال جامبيا، اتفاقية تتعلق بالتعاون في مجال الشباب وتبادل زيارات الوفود الشبابية بين البلدين. وأخيراً وليس آخراً، في ٣٠ مارس ٢٠٠٧ وقعت مصر وجامبيا مذكرة تفاهم للاستعانة بالخبرات المصرية لتقديم الدعم الفني اللازم من أجل تنفيذ مشروعات خاصة بجامبيا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. 

مدرس القانون- كلية الحقوق- جامعة عين شمس

[email protected]

تم نسخ الرابط