الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الآن أكتب قصيدة شعر فوق جثيم طفل، في التو يلحق بالسماء .

قصيدتي ليس بها من العربية أحرف هجاء .
القصيدة من أناتٍ وبكاء .
بكاء طفل وأنين رضيع فوق ثدى أم جف لبنها .

لن أحفظ قواعد اللغة .
في قصيدتي أبعثر كل قواعد الصرف هنا تحت الغمام .

لن أترك فرصة لمتفلسف يقول: هذا مرفوع وهذا مجرور وذاك منصوب .
قصيدتي قصيدة جرح .. قصيدة رثاء . 
حروفها مبعثرة ليست مما تقال في جلسات الشعر الهزيلة أو مما تتلى بمحفل رياء .

قصيدتي مليئة بملح البحر وخشونة الملمس وجفوة الحلْق الذى لم يُبلل بقطرات الندى .
ليست هنا أزهار كي تعانق قطرات الندى .
هنا قطرات تنصب حارقة من المقلات .
هنا أحياء في لباس الممات .

تصرخ طفلة فزعًا فأكتبها حرف مكسور .
يئِن رضيع ألمًا فأُجزم الحرف .
يتمزق كبد أم فأكتبه ضمير غائب .

يصوب جندى فوهة سلاحة فأكتبه فعل متعد . 
ينشد طفل كسرة خبز فأكتبها مرثية حزن . 
ترتجف فرائص شيخ يتضرع فأكتبها حرف نداء .

أُعلن أن اللغة قد ماتت وأن حروف الهجاء كانت أكبر أكذوبة وأن نقوش المعابد لم تكن من الحضارة وأن كل قصائد عنترة لم تكن من الجسارة .
وأن كل الحروف المقدسة قد صعدت إلى السماء .

الآن أكتب قصيدة تكتمل آخر حروفها بأداة سكون ... لأن  ضمير العالم قد مات .
😥😥

تم نسخ الرابط