الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

مقاربات للأدب الفلسطيني بالأعلى للثقافة

خلال الندوة
خلال الندوة

  تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وبإشراف الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، عقدت لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس ومقررها منير عتيبة ندوة تحت عنوان: "مقاربات الأدب الفلسطيني"، وأدارت الندوة عضوة اللجنة الكاتبة سلوى بكر، وشارك بها كل من: الدكتور حسين حمودة؛ أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة القاهرة، وعضو اللجنة، والروائي الدكتور السيد نجم؛ العضو بلجنة السرد القصصي، والروائية الدكتورة عزة بدر؛ الكاتبة الصحفية بمجلة صباح الخير ومؤسسة روزاليوسف ونائبة مقرر لجنة السرد القصصي والروائي، والروائية هالة البدري؛ العضوة باللجنة.
قالت الكاتبة سلوى بكر إن الأدب الفلسطيني بحاجة إلى إعادة قراءة وإعادة نظر في سياق ما يحدث حاليًّا في غزة، مقدمة التحية لكل الأدباء الفلسطينيين الذين استطاعوا أن يجعلوا القضية الفلسطينية هي القاسم المشترك في كل أعمالهم الأدبية أيًّا كان جنسها.
وقدمت الكاتبة هالة البدري قراءة في رواية "سمار وسبعة بحور" لناجي الناجي، والذي اكتشفت أنه فلسطيني وأجبر على الهجرة، وفي روايته يحكي عن فلسطين التي زارها فرآها بعد أن كانت كل ذكرياته عنها سماعية، وداعية لتأمل الربط الذي قدمه لوقائه ما بعد الاحتلال والتفكير في دوافع اختياره لتلك الأماكن بالذات والتوثيق لها ولتاريخها الفلسطيني الحافل قبل الاحتلال. وأشارت أن عودة ناجي الناجي اختلفت عن عودة من سواه من الأدباء، واتسمت روايته بأنها رواية الإطار العام، ولم تظهر أي شخصية سلبية أو انهزامية بين أحداثها وكأنه يؤصل لفكرة أن المقاومة لا تغيب ولا تقل.
واستعرض الدكتور سيد نجم قطاعًا رأسيًّا، على حد قوله، في القضية الفلسطينية، وبحث كيف عبرت الكتابات عن القضية في مراحل مختلفة منذ عام 1923، والذي يعد أكبر عام من الهجرة إلى فلسطين، حيث بلغ عدد اليهود الذين وصلوا إلى فلسطين 175 ألف يهودي.
وقسم نجم الأدب الفلسطيني إلى مراحل؛ تبدأ بمرحلة ما قبل 1948، ومرحلة بين 1948 و1967، ومرحلة ما بين 1967، و1973، ثم مرحلة ما بعد 1973، والتي شملت الانتفاضتين الأولى والثانية.
وأوضح نجم أن أدب المقاومة أعم وأشمل من حصره في عدد من الشعراء أو الكتاب، وأوضح أن هناك روايات كثيرة ظهرت بالتزامن مثل روايتي غسان كنفاني "رجال في الشمس"، و"عائد إلى حيفا"، ورواية سحر خليفة "الصبار"، ورواية "يحيى يخلف "راكب الريح"، ورواية فدوى فؤاد "غواية الحرب".
وتحدث الدكتور حسين حمودة عن تجربة غسان كنفاني في رواية "رجال في الشمس"، وأشار إلى فكرة المقاومة عند غسان كنفاني، وهي فكرة تأسيسية وملازمة لتجربته من أولها إلى آخرها، وقد تمثلت في أعماله الأدبية وممارساته التأسيسية حتى المصير المروع الذي آل إليه، إذ استشهد بطريقة وحشية.
وتحدث عن التصورات النظرية الخاصة بغسان ووعيه النظري، وتماثلات المقاومة في إبداع غسان كنفاني والذي تنوع بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية. كما بيّن أمثولة المقاومة التي يمكن استخلاصها من تجربة غسان كنفاني، مشيرًا إلى أن أدب المقاومة الفلسطيني اتسم بأنه يؤصل للتاريخ الفلسطيني للمدن، داعيًا إلى إعادة النظر في البطل الذي تمت صياغته من قبل. إذ يمكن استكشاف مواطن للمقاومة الفلسطينية سواء في الداخل أو في المنافي الواسعة.
وأوضح حمودة أن غسان كنفاني كان يعيد النظر في مفهوم البطل الإيجابي، بما يجعلنا نتعامل مع أبعاد القضية الفلسطينية كما هي في الحياة وليس بشكل نظري، وما يمكن استخلاصه من تجربة غسان كنفاني هو تماهي الكاتب مع ما كان يكتبه، فقد كان يكتب مثلما كان يعيش.
وتحدثت الدكتورة عزة بدر عن روح المكان في الرواية الفلسطينية المعاصرة، إذ تقوم بالاحتفاظ بالذاكرة الوطنية والهوية الفلسطينية، وتستخدم التراث اللامادي، ومنها رواية "جنة ونار" ليحيى يخلف، والذي جعل بطلته تبحث عن أمها التي فقدتها في العدوان من خلال فستانها!
وقالت بدر إن المكان في الرواية الفلسطينية يعد تأريخًا لما درس وتعرض للاحتلال، وهذا دأب أدباء المقاومة الذين يحاولون صنع ذاكرة بإبداعهم لما يحاول الاحتلال محو معالمه الأصيلة.

تم نسخ الرابط