يوم أن ارتدي الشيطان الأمريكي مسوح الكرادلة وأطلق تصريحاً لذر الرماد ومغازلة ناخبيه ، جاء فيه أن ردة الفعل الإسرائيلي جاوزت الحد ، تلقفت هذا التصريح الفئة الغافلة الذلول على أنه حدث وتحول في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ، وأفردت لهم القنوات الإخبارية مساحة واسعة للحوار كمادة خصبة شارك فيه بالراي والتحليل من أطلقوا على أنفسهم الباحثين بالشأن السياسي ، حتى أسرف الكثير منهم في تفاؤله بأن هناك إنفراجة نحو وقف العدوان على غزة ، وأكبر الظن عندي أن كل الذين تفاعلوا مع هذا التصريح هم من الواهمين والمتأملين أن للثعلب ديناً ، فهو بالكاد لا يرقى إلى أكثر من كونه شجب ربما يشفع بين متخاصمين على ميراث ، فأي حدود يقصدها هذا الأخرف ؟! ومجازر الكيان الغاصب فاقت كل الحدود والجرائم ضد الإنسانية بصورة بشعة وغير مسبوقة ، يمارس قتل العزل من الأطفال والنساء والشيوخ حتى المرضى على أسرة العلاج في دور المشافي لم تسلم من نيرانهم الباردة غدراً وخسة وها هم ماضون في بحر إبادة ومحرقة لكل ما هو حي على أرض غزة و فلسطين بسلاح وعتاد أمريكي ، أي حدود ؟! وهم يضربون بشرعية كل القرارات التي تصدرها المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان عرض الحائط ، فقط لأن هناك حق الفيتو الأمريكي الذي تهون عنده آية تجاوزات يرتكبونها ولو كانت أبشع جرائم القتل والإبادة ، ولطالما تقف أمامه قرارات مجلس الأمن عاجزة وحبراً على ورق ، فالشاهد للسياسة الأمريكية تجاه الإحتلال يراها متجذرة وقديمة لا تتغير بتعاقب الأنظمة أو إختلاف الساسة سطرت بوعد بلفور ، وهذه مواقفهم التي لن تمحى من ذاكرة التاريخ حينما ظهر بايدن مرتبكاً عقب صدمة الطوفان ليعلن عن الدعم اللامحدود عسكريا وأمنياً وبشكل فوري من أكتوبر الماضي وحتى الآن عبر البر والبحر والجو مايكفي بحسب المراقبين لشن حرب على دولة عظمى ، فضلاً عن تبني مجلس النواب الأمريكي حزمة إمدادات عسكرية تقدر بحوالي ١٤ مليار دولار وإرسال قنابل ذكية موجهة تقدر بحوالي٣٢٠ مليون دولار ، ولعل هذا جزء من بعض تلك الإمدادات لايسع المقام لسرد بقيتها حصراً ، .أما هذا المتباكي على آلاف الأطفال الذين قتلوا ويؤرقون مضجعه فهو نفسه الذي قال في زيارته للكيان لم آت إليكم بصفتي وزيراً للخارجية الأمريكية فقط بل كيهودي ، فهذه أيديكم ملطخة بدمائهم الذكية التي أسبتيحت بسلاح وعتاد أنتم أصحابه ومن صدقتم على صك إرساله إلى غزة لقتلهم غيلة ووحشية ، لم تخدعنا تصريحاتكم فتلك صفات القتلة الفجرة على مر العصور يتعطشون للدماء ويعيشون بأكثر من وجه وقناع غابت ضمائرهم وماتت قلوبهم ، ، حسبنا نؤمن الأن بأن الكفر ملة واحدة وأن إسرائيل تظل ربيبة امريكا الأولى ، فهي من قالت إن إسرائيل خُلقت لتبقى ، والحديث عن إمتعاض الإدارة الأمريكية لسياسة نتنياهو وأنها ضاقت به ذرعاً هو ضربٌ من الإستهلاك الإعلامي الخادع والممنهج ، وطالما يتم الترويج له فهو يعرب عن حقيقة واحدة أن الطُعْم مازال فعالاً وتلوكه أفواه المغيبين ، إن لم يستيقظ العرب والمسلمون من سباتهم المقيت فالموت المحقق لامحال والخزي في الدنيا للأبد .