ads
الأحد 24 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الأمم المتحدة تحث السودانيين على وقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان

أنطونيو غوتيريش
أنطونيو غوتيريش

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الخميس، طرفي الصراع في السودان، على وقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان، محذرا من أن الصراع المتواصل منذ عام تقريبا يهدد وحدة البلاد و”وقد يؤدي إلى عدم استقرار إقليمي بأبعاد مأساوية”.

جاءت مناشدة الأمين العام قبل تصويت متوقع في مجلس الأمن الدولي على قرار صاغته بريطانيا يدعو إلى ”وقف فوري للأعمال العدائية قبل شهر رمضان”.

ويعبر القرار عن ”القلق البالغ بشأن انتشار العنف والوضع الإنساني الكارثي والمتدهور، بما في ذلك مستويات خطيرة لانعدام الأمن الغذائي الحاد، لاسيما في دارفور”.

انزلق السودان في الفوضى في أبريل/ نيسان الماضي، عندما تحولت التوترات المحتدمة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه النظامية بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، إلى حرب شوارع في العاصمة الخرطوم.

وامتد القتال إلى مناطق أخرى من البلاد، لكنه أخذ شكلا مختلفا في إقليم دارفور غربي البلاد، حيث شنت قوات الدعم السريع التي يهيمن عليها مسلحون من أصول عربية، هجمات وحشية على المدنيين من أصول أفريقية.

قبل عقدين، أصبحت منطقة دارفور معروفة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، التي شنتها ميليشيا الجنجويد ذات الأصول العربية على السكان الذين يصنفون على أنهم من وسط أو شرق أفريقيا.

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، في يناير/ كانون ثان، إنه هناك أسباب للاعتقاد بأن طرفي الصراع الحالي تورطا في ارتكاب جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية أو جرائم إبادة في دارفور.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في السودان، أشار غوتيريش إلى تجدد الهجمات العسكرية والمخاوف المتزايدة من توسع الأعمال العدائية في شرق البلاد، والدعوات إلى تسليح المدنيين في مختلف الولايات، ومشاركة جماعات مسلحة في القتال بغرب دارفور وجنوب كردفان.

وقال غوتيريش إن ”كل هذه التطورات الخطيرة تصب الزيت على النار في سبيل تقسيم أكثر خطورة للبلاد، وتعميق التوترات الطائفية محليا، والمزيد من العنف العرقي...إن وقف الأعمال العدائية في شهر رمضان يمكن أن يسهم في وقف المعاناة ويمهد الطريق نحو السلام المستدام”.

بدوره، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، إن الحكومة “مسرورة للغاية” بما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، وأخبر مجلس الأمن الدولي بأنه سمع للتو تعليقا من البرهان موضحا أن الأخير ”يشيد بالأمين العام على مناشدته لوقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان”.

وأضاف ”لكنه يتساءل عن كيفية القيام بذلك”، مؤكدا أن قوات الدعم السريع مستمرة في هجماتها.

وتابع قائلا ”كل أولئك الذين يرغبون في رؤية هذا النداء يتحول إلى عمل...إذا كانوا يرغبون في تقديم آلية لتنفيذه، فنحن نرحب بهم”.

المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عندما سئل عما إذا كانت هناك آلية تابعة للأمم المتحدة في هذا الصدد، أجاب قائلا "أولا وقبل كل شيء، بإمكان الطرفين وقف القتال".

وأضاف دوجاريك للصحفيين قائلا "أعتقد أن الجميع مستعدون للمساعدة ويرغبون في ذلك...الأهم هو أن يقوم من يضعون أصابعهم على الزناد بإسكات بنادقهم".

مع استمرار الصراع دون نهاية في الأفق، حذر غوتيريش من أن العواقب الإنسانية للصراع تصل إلى ”أبعاد هائلة”.

وقال غوتيريش إن نصف سكان السودان – 25 مليون نسمة – يحتاجون إلى مساعدات منقذة للحياة، فيما يعاني حوالي 18 مليونا بسبب ”انعدام الأمن الغذائي الحاد”، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تتلقى تقارير عن وفاة أطفال بسبب سوء التغذية.

وأضاف الأمين العام أن السودان يعاني أيضا أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث فر 6.3 مليون شخص من ديارهم وبقوا في البلاد بحثا عن الأمان. كما تم تدمير البنية التحتية المدنية، وخرجت 70 بالمائة من المرافق الصحية في مناطق النزاع من الخدمة، ولا يستطيع ملايين الأطفال الذهاب إلى مدارسهم.

وتتلقي الأمم المتحدة أيضا تقارير عن عنف جنسي ممنهج، بما فيه الاغتصاب الفردي والجماعي، فضلا عن الاختطاف والاتجار ”لغرض الاستغلال الجنسي”، على حد قول غوتيريش.

ومع بقاء أيام فقط على حلول شهر رمضان، قال نائب مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، إنه يأمل في تصويت مجلس الأمن الدولي على وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، يوم الجمعة.

وقال للمجلس أيضا ”إن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تتحمل المسؤولية عن الوضع المروع في السودان...إن القصف والهجمات من كلا الجانبين في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان وفي جميع أنحاء المنطقة الغربية من السودان لا تزال تقتل وتروع المدنيين”.

وكرر كاريوكي دعوة الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وحث الحكومة على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية من تشاد المجاورة إلى دارفور التي مزقتها الصراعات، كما حث الجانبين على السماح بإيصال المساعدات عبر خطوط الصراع.

وقال كاريوكي أيضا ”لا ينبغي للقيادة العسكرية لكل من القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع تحديد المستقبل السياسي للسودان...ندعوهم إلى إفساح المجال أمام حكومة انتقالية مدنية تحترم حقوق الإنسان الأساسية للشعب السوداني بشكل كامل”.

تم نسخ الرابط