ads
الجمعة 22 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

يقول العلماء:  للإنسان عمران: عمر بيولوجي ،وعمر ميلادي يبدأ من تاريخ ميلاده.
ومن معاني كلمة شيخ في اللغة :من تقدمت به السن ، وليس بالضرورة أن يكون ضعيفا لا يقوي على فعل ما كان يفعله من قبل ،فقد يكون متقدما في السن إلا أنه يستطيع فعل ما يعجز عنه الشاب.
ومن ثم وصفت ابنتا شعيب أباهما بأنه شيخ و كبير أي بصفتين لتؤكدا ضعفه ، ولم تكتفيا  بوصفه  شيخا،  وإنما قالتا : شيخ كبير ،لأن لفظ كبير من معانيه الطاعن في السن الضعيف.
وعليه فليس كل شيخ  تقدم به العمر ضعيفا، وليس كل شاب صغير السن قوياً، فقد يتمتع بعض المسنين بصحة جيدة ومظهر شاب في حين يبدو بعض الشباب أكبر من عمرهم الحقيقي بعشرة أعوام، وهو أمر يحدده العمر البيولوجي للإنسان.
فهل توجد طريقة للتأثير على هذا الأمر والحد من سرعة العجز؟

إن ظهور الشعر الأبيض والتجاعيد كلها من علامات التقدم في العمر الزمني، أما العمر البيولوجي للإنسان فيتأثر بعوامل أخرى ولا يرتبط بالضرورة بالعمر الزمني، وهو ما يظهر عند رؤية شخص في السبعينيات من عمره يتمتع بصحة جيدة وقدرة على ممارسة الرياضة بشكل أكبر من شخص ثلاثيني أو أربعيني وهكذا.

وبينما تهتم الدراسات غالبا ببحث أعراض التقدم في العمر وأثره  عند المسنين، ركز باحثون أمريكيون على دراسة العمر البيولوجي لمجموعة كبيرة من الأشخاص في الفئات العمرية المختلفة. واعتمدت الدراسة التي نشرتها دورية "بروسيدينجز" العلمية، على فحص الحالة الصحية والنفسية بشكل منتظم لـ 1937 شخصا في إحدى مدن نيوزيلندا منذ ولادتهم وحتى بلوغهم 38 عاما.

وطور الباحثون آلية لقياس سرعة العجز في أعضاء الجسم المختلفة من الكلى والرئة والكبد وجهاز المناعة كما ركزوا على التغيرات في معدل الكوليسترول وصحة الأسنان ووضع شرايين الدم خلف العين والتي تعد مؤشرا على حالة الشرايين الدموية في المخ. وبناء على هذه المعايير قام الباحثون بتحديد العمر البيولوجي للخاضعين للتجربة والذي تراوح بين 28 و 61 عاما، وقال المشرف على هذه الدراسة دان بيلسكي من جامعة ديوك الأمريكية: "علينا البدء في دراسة التقدم في العمر عند الشباب، إذا كانت لدينا رغبة في الحد من الأمراض المرتبطة بالعمر".

عوامل جينية وبيئية

وخلصت النتيجة إلى أن معظم المشاركين في الدراسة تقدم عمرهم البيولوجي مرة كل سنة، في حين أن بعضهم  كان يكبر بمعدل 3 سنوات بيولوجية في كل عام زمني. ولاحظ الباحثون أن سرعة التقدم في العمر البيولوجي تزيد لدى الأشخاص الذين تتجاوز سنهم الـ 38 عاما. وأظهرت اختبارات قياس نسبة الذكاء تراجعا لدى هذه الفئة وهو ما يشير إلى مخاطر الإصابة بالزهايمر والسكتات الدماغية. 

واعتمد الباحثون في تحديد العمر البيولوجي أيضا على أقوال الخاضعين للدراسة أنفسهم حول معاناتهم من صعود الدرج مثلا أو شعورهم بتغير في صحتهم العامة. وأوضح مشرف الدراسة بيلكسي، أن آثار التقدم في العمر بدأت في الظهور من سن الـ 26.

ويأمل الباحثون أن تؤدي هذه الدراسة إلى إدراك أبعاد عملية التقدم في العمر بشكل مجمل، كبديل لعلاج كل مرض مرتبط بالتقدم في السن بشكل منفصل.
وفي هذا الصدد قال بيلسكي: "تزيد مخاطر تعرضنا لأمراض مختلفة كلما تقدم بنا  العمر فيجب أن يكون التقدم في العمر نفسه هو هدف بحثنا حتى نتمكن من الحيلولة دون وقوع العديد من الأمراض في الوقت نفسه.

وخلاصة الأمر أن القرآن الكريم كان من الدقة والبلاغة في الإشارة إلي هذا المعني العلمي الذي عرفه العلماء متأخرا ، وهو العمر البيولوجي للإنسان ،  وسيبقى القرآن كذلك يعطي كل جيل علي قدر إخلاصه في النظر فيه ،وعطاء القرآن باق لا ينفد حتي يرث الله الأرض ومن عليها.
وسبحان من كان هذا كلامه

تم نسخ الرابط