الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

نفتقد كمجتمع العديد من الثقافات ؛ كثقافة الارتباط ؛ ثقافة التعامل مع الطرف الآخر ؛ ثقافة الحب ؛ وثقافة التقرب من المتألم الذي اقتبسته من السفيرة نبيلة مكرم أثناء تحدثها في اليوم العالمي للمرأة فشرحت كيف نفتقد كمجتمع ثقافة التعامل مع المتألم وعند تمعني في هذه الجملة وجدت سبب مشاكلنا وتعبنا النفسي هو عدم معرفة البعض متى يقترب ؛ متى يتحدث ؛ متى يتحدث ؛ اي نفتقد استخدام الظرف الزمني متى ! فلنعيد نظرة على أسباب مشاكلنا في مختلف المجالات ومختلف جوانب الحياة ؛ فمثلا ثقافة الارتباط لا يعلمها الكثير وبالتالي عندما يرغب الشخص في الارتباط وهو مفتقد تلك الثقافة يبدأ في الحيرة من أمره ؛ لا يعلم لماذا يرتبط ؛ وما هو الارتباط ؛ فالارتباط أساسه روحي ووجداني وعاطفي وجسدي بين اثنين يشرعوا في إتمام علاقة زواج واختيار شريك حياة ؛ وليس مجرد ارتباط يؤدي إلى زواج ؛ فثقافة الارتباط تعني أن الشخص يحتاج إلى من يملأ قلبه وعقله وعينه ويشعر معه أنه مكتفي عاطفيا ووجدانيا ونفسيا ومعنويا وعاطفيا وجسديا ؛ فاذا تحقق ذلك فليكمل في تلك العلاقة ؛ ولكن للاسف ما يحدث مع الكثير عكس ذلك فهو يتعامل مع الارتباط بمنظور سطحي واحيانا بمنظور ملأ جانب من تلك الجوانب ويكون نتيجة ذلك يظل طيلة عمره يبحث عن من يملأ الجوانب الاخرى ؛ ننتقل لثقافة التعامل مع الطرف الآخر ؛ فعندما يفهم الشخص ثقافة الارتباط يسهل عليه اختيار شريك الحياة ومن ثم يحتاج إلى معرفة ثقافة التعامل مع الطرف الآخر ؛ وبداية يجب أن يلغي كلا الطرفين فكرة الضمان ؛ حتى يستطيع بذل مجهود كافي للحفاظ على شريك الحياة ومن ثم الحفاظ على تلك العلاقة التي لا تتكرر في العمر ؛ فمحظوظ من وجد توأم روحه الذي يتمثل في شريك الحياة ؛ أختم المقال بثقافة التقرب من المتألم: كم صادفنا أشخاص لديهم فوبيا من الماضي وتلك الفوبيا ليست فقط التي اعتدنا عليها من فوبيا المرتفعات والأدوار العالية ولكن هناك فوبيا الخوف من تكرار ما حدث من الآلام في الماضي ؛ فمن المهم أن يتعامل الشخص بحذر مع الآخرين وخاصة المتألمين منهم ؛ فمن الممكن أن تزيد الألم آلام بسبب افتقاد ثقافة التقرب من المتألم ؛ فنحن نحكم على بعضنا البعض بدون أن نضع أنفسنا محل الآخرين ؛ نستهين بآلام وأوجاع الآخرين ؛ وبدلاً أن نخفف عنهم آلامهم نزيدها ؛ فكلمة قد تميت انسان وكلمة تحيه ؛ فكم من أشخاص حولنا تتألم في صمت ولا يحتاجوا الا الدعم النفسي والمعنوي ويحتاج من يشدد ازرهم ويمنحهم طاقة الحب والحياة ؛ فإذا لم تجيد فن وثقافة التعامل مع الآخرين وخاصة المتألمين منهم فلتبتعد في صمت .

تم نسخ الرابط