"كلنا فلسطين".. هتاف الآلاف في ساحة "الجمهورية" بباريس تضامنا مع الشعب الفلسطيني
"كلنا فلسطين .. كلنا فلسطين "، هكذا كان الهتاف في ساحة "الجمهورية" وسط العاصمة الفرنسية باريس الذي اكتظ بالآلاف من المتظاهرين مساء أمس الأحد لدعم الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في أول مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين تسمح بها الشرطة في العاصمة الفرنسية، في ظل استمرار الحرب الدموية والقصف المستمر على قطاع غزة.
فقد احتشدت أعداد كبيرة من المواطنين والعائلات في ساحة الجمهورية وغالبيتهم من أبناء الجاليات العربية المقيمة في باريس، في مظاهرات دعت إليها منظمات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، للمطالبة بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة وتحرير فلسطين وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية في أسرع وقت، منددين بـ"اغتيال الإنسانية" عند رؤية مشاهد الاعتداءات الإسرائيلية جراء استمرار القصف.
وأكدت "بثينة" من أصل مغربي ومقيمة في باريس، أهمية مشاركتها في التظاهرة للدفاع عن القضية الفلسطينية، قضية الحرية والإنسانية.
وقالت لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس: "لسنا بحاجة إلى أن نكون مسلمين أو عربا لندافع عن القضية الفلسطينية، نحتاج فقط أن نكون بشرا، فرؤية كل هذه الصور للأطفال الذين قتلوا في هذه المجازر في غزة تدمي القلب ، فهو شيء مخز أن نرى العالم أجمع لا يتفاعل مع ذلك، بل يصمت في وجه ما يحدث وهو أمر غير إنساني".
أما "مايا" من أصل جزائري، فقالت إنها جاءت إلى المظاهرة لأنها "تتشارك قيم فرنسا وهي الحرية والمساواة والإخاء، وللأسف هذا ليس ما نراه بالنسبة للشعب الفلسطيني، فهو لا يعيش بحرية ولا يتم معاملته بشكل عادل ويحتاج إلى الإخاء والمساندة ودعم قضيته القضية الفلسطينية"، مشددة على أهمية التحرك وبذل كل جهد ليس فقط من الشعوب العربية أو الاسلامية ولكن أيضا جميع الأشخاص الذين لديهم الحد الأدنى من الضمير الإنساني .. يجب أن يتحركوا لفعل شيء".
ووسط الهتاف بـ"إسرائيل قاتلة" ، قال حسين من أصل مغربي "جئت هنا لأني ضد هذه الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين والأطفال، كما أحضرت أطفالي إلى المظاهرة لمساندة أطفال غزة الذين يتعرضون للقصف ويموتون".
أما "جيهان" من مصر ، فقالت "وجودنا هنا لمساندة إخواننا في فلسطين والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وأن يعيش الشعب الفلسطيني في سلم وأمان فهو يحتاج إلى ذلك".
وهذا ما أكدته أيضا "فابيان" مواطنة فرنسية، قائلة "من المهم دعم الفلسطينيين اليوم ، فهم يعيشون في رعب، ويتعرضون للحصار والقصف وكل هذا بحجة هجوم حماس، ولكن ذلك لم يبدأ في 7 أكتوبر، لقد مر وقت طويل وسنوات على هذا الاحتلال".
وأضافت: "إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، والشعب الفلسطيني أيضا له الحق في الدفاع عن نفسه، وهذا مهم اليوم أن نؤكده وما نفعله اليوم هو أقل ما يمكننا القيام به".
أما "ريم" من تونس، فشاركت في المظاهرة بلافتة "الإنسانية هي من تغتال" وقالت "نحن هنا للتعبير عن غضبنا تجاه ما يحدث حاليا في غزة وخاصة للمطالبة بوقف إطلاق النار لأن ما يحدث هو أمر غير إنساني، الشعب الفلسطيني له الحق في العيش، وله أيضا الحق في العيش بكرامة".
وردد المتظاهرون هتافات تدين إسرائيل ورفعوا العديد من اللافتات تطالب بتحرير فلسطين ولافتات أخرى كتب عليها أيضا "القتل الجماعي ليس من القيم اليهودية .. الصهيونية تعادل العنصرية"، و"من أجل سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين"، كما رفعوا العلم الفلسطيني وأعلام أخرى لبعض الدول العربية في إشارة إلى تضامن العالم العربي مع القضية الفلسطينية.
وبحسب تقدير شرطة باريس، شارك حوالي 15 ألف شخص في هذا التجمع، وانتهت في المساء ولم تبلغ السلطات عن أي حوادث أو اضطرابات.
وجاءت المظاهرة بدعوة من ائتلاف "من أجل سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين" مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار.
وتعد هذه أول مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين تسمح بها الشرطة في العاصمة الفرنسية منذ الأحداث الدائرة في غزة وإسرائيل، فقد وافقت الشرطة على تنظيم "تظاهرة من أجل غزة"، في ميدان "الجمهورية"، إلا أنها حذرت في نفس الوقت من أنه "لن يتم التسامح بأي تجاوزات".
وأوضحت الشرطة ، في بيان لها ، أن التصريح لهذه المظاهرة جاء بناء على دعوة جماعية للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشددة على أنه لن يتم التسامح بأي تجاوزات.
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين قد قرر سابقا حظر التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، قائلا إنها "من المرجح أن تخل بالنظام العام".. إلا أن الآلاف من المواطنين قدر عددهم بنحو 4 آلاف شخص ، تجمعوا الخميس الماضي في ساحة "الجمهورية" بباريس، وخرجوا في مظاهرات مؤيدة لفلسطين وذلك بعد أن أعلنت المحكمة الإدارية في باريس رفع الحظر الذي كان مفروضا على هذه المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين.
وكان مجلس الدولة الفرنسي، قد قرر الأسبوع الماضي إبطال قرار الحكومة بحظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وأوضح أن الأمر متروك للمحافظين وحدهم لاتخاذ القرار "على أساس كل حالة على حدة".