الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

بمناسبة مرور 1084 عامًا على إنشاء الأزهر الشريف،الذي صُليت فيه أول جمعة بشهر رمضان عام 361 هجرية، ليصبح مؤسسة عالمية منهجها الوسطية وهدفها خدمة الدين والشريعة في اعتدال، ومن منطلق تفكيري في غياب المعتاد عليه راودتني فكرة لو أننا بغير الأزهر الشريف، وقد جائتني هذه الفكرة من سيناريو بسيط لأب مصري طامح سفّر ابنته للدراسة بالخارج لتفيد نفسها ومجتمعها،ورغم أنّه تربّت على العادات والأصول المصرية، إلا إنها تعرضت لأفكار تتناقض مع ما تربّت عليه في البلد الأوروبي الذي تدرس فيه، فأتتنا تستفسر وتتناقشفي بعض الأمور ودار بيننا حوار:

- فسألتها؛ ما المؤسسة الدينية التي يعرفها أبناء البلد الذي تعيشين فيه؟.- وأجابت: الأزهر هو المؤسسة الدينية الأكثر شهرة بين الجاليات الأوروبية والإسلامية عموماً؟.- ومن واقع تجربتك من أكثر رجال الدين شهرة في البلد الذي تتعلمين فيه؟.- قالت: تقريباً الإمام الطيب شيخ الأزهر لأنّه دايماً في زيارات عالمية وحتى قيادات الدولة التي أتعلم فيها يحرصون على زيارته حينما يأتون لمصر؟.- ثم سألتها؛ وماذا تفعلون حينما تحتاجون لفتوى دينية بالخارج؟. - فأجابت إمّا أن نبحث عن مبعوث الأزهر في المكان الذي نعيش فيه؟، أو نرسل للأزهر عبر وسائل التواصل لنستفسر عن الأمر الديني؟، أو نبحث في الفتاوى الصادرة عن الأزهر لنتبيّن الحكم الشرعي؟.- ولماذا لا تلجأين لفتاوى التيارات الإسلامية الأخرى؟.- فقالت لأننا نعتبرها فتاوى غير أصيلة حتى وإن كانت سليمة؟،أحياناً تحكمها منافع التيارات،لكننا نعتبر الأزهر مؤسسة دينية عريقة وسمعتها مستقرة في الفتوى، وحتى حينمايتهمونها بالتحيز فدائماً ما يكون للأوطان وليس لآخر.

وفجأة عكست الفتاة المثقفة الاتجاه وبدأتتسألني نفس الأسئلة التي سألتها لها فأجبت بنفس الإجابات تقريباً التي أجابت بها؟، ونسينا المتناقضات التي جاءت لتناقشنا فيها، لأن كل أمر ديني اختلفنا حوله طالما لدينا مرجعية دينية وسطية سهل نصل فيه لحل مهما بلغت صعوبته، ولكن تخيّل أنّنا بدون هذه المرجعية الوسطية، مَنْ يلجأ لمَن مِن مَنْ؟، وهنا أدركت أن الأزهر نعمة اعتدناها ينبغي شكر جهوده لأنّه:

• وسيلة اتصالنا بالعالم الإسلامي في جميع أنحاء الدنيا.• والقوى الناعمة المألوفة والمعروفة سارية الصوت ونافذة النفع.• وأداتنا الفاعلة في مسح أيّ انحراف عن الاعتدال والوسطية.• و سمعتنا الدينية الراسخة في عالم تفتتت فيه الرواسخ القيمية.• ومرجعيتنا الفردية في كل إشكال أو قضية بين العلماء أو  التيارات أو الناس العادية.• وقبلة الراغبين في تعلّم علوم الشريعة ورافد أساسي لصناعة المؤثرين في البشرية.

وهنا عزيزي القارئ أدعوك للتفكير: لو لم يكن الأزهر موجودًا؟، فبماذا ترد الابنة السائلة أو نجيب نحن عليها؟!، لأني أيقنت أننا من غير الأزهر حاجة تانية لا طمأنينة معها ولا استقرار  وهذا على مستوى الفرد والوطن والأمة .. فالحمد لله على نعمة الأزهر، حفظ الله الأزهر .. حفظ الله مصر.

تم نسخ الرابط