ربط المولى بين صوم رمضان والقرآن الكريم, فقال في محكم آياته شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) [البقرة: ١٨٥). وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (القدر (۱) والقرآن هو كتاب الله انزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتكفل بحفظه ليكون للعالمين هاديا بشيرا ونذيرا فهو دستور هذه الأمة وعاصمها من الذل وهاديها ونورها المبين ) قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ) يأهل الكتب قد جَاءَكُم رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لكم كثِيرًا مِّمَّا كُنتُم تُخْفُونَ من الكتب ويعفوا عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سيل السلم ويُخرجهم من الظلمت إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صرط مستقيم ) سورة [المائدة الآية، ١٥٠١٦].
وفى القرآن الكريم العلاج الناجح لكل أمراض الأمة وفيه الحل الناجح لكل ما يواجهها من فتن ومشكلات، وفيه المخرج من كل الأزمات يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ستكون فتن كقطع الليل المظلم قالوا ما المخرج منها يا رسول الله قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله الله». وقد وكان للسلف الصالح اهتمام خاص بالقرآن فى هذا الشهر، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته، وربما تركوا مدارسة العلم من أجل أن يتفرغوا له، فكان عثمان رضى الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع وبعضهم في كل عشر، وكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للإمام الشافعى فى رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً وفي رمضان في كل ثلاث، وفى العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويُقبل على قراءة القرآن من المصحف وكان سفيان الثورى إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.