الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

شاهدت برنامج فضيلة الشيخ علي جمعة والذي يتسم بالبساطة ويعبر عن الدين الحقيقي الذي يدعو لليسر ؛ وكم كنت اتمنى حدوث ذلك من احتواء الأطفال والشباب والإجابة على تساؤلاتهم والتي لن يستطيع الأهل في بعض الأحيان الإجابة عليها أو الاجابة عليها ولكن بطريقة خاطئة ؛ واستغربت كم النقد غير المبرر من البعض والسخرية من إجابة فضيلة الشيخ ولا اعلم ما الذي يريده هؤلاء ؟! فعندما كنا نسمع ونشاهد بعض الشيوخ وهم يتسمون بالعنف والتشدد مما جعل البعض ينفر من الدين ؛ فالدين الحقيقي يتسم في المعاملات والتعاملات والذي يدعو إلى حب الله وليس الترهيب ؛ فهل اصبحنا ننقد لمجرد النقد ؟! فالنقد المتاح هو النقد البناء وليس النقد الذي يدعو للهدم ؛ فذلك البرنامج هو التجسيد الحقيقي لمفهوم تجديد الخطاب الديني الذي يزيل كل ما تعلق به الدين، الدين حدود وليس قيودًا، فالقيود تقيد من حريتنا، أما الحدود فتضمن سلامتنا، ومعنى تجديد الخطاب الدينى أى تجديد الطرق وليس الدين، أى أن نجدد فى نقله، وفى الوسائل الحديثة، وفى الأجهزة الحديثة، أى نجمع ما بين الأصالة والحداثة، ليتناسب مع العصور وعقلية الأجيال واختلاف جيل عن جيل ؛ فأجيال اليوم عاصرت التكنولوجيا في أسمى صورها وأصبح الطفل ذات عامين لديه تابلت ومحمول يشاهد ويسمع احيانا بدون رقابة ؛ ولديه اسئلة قد لا تستطيع الأسرة الإجابة عليها مما يجعله ينحدر عن الصواب ؛  فتلعب التكنولوجيا بوسائلها وأجهزتها الحديثة المتمثلة فى جميع مواقع التواصل الاجتماعى الآن دور مهم فى حياتنا، وتلعب أيضاً الدراما دور مهم فى ذلك المتمثلة فى البرامج والمسلسلات والأفلام والإعلانات.

فتلك البرامج الدينية التي نشاهدها اليوم في رمضان تلعب دوراً مهماً فى إظهار عظمة الدين وحقيقته بأنه دين يُسر وليس دين عُسر، دين سلام وليس دين حرب، دين محبة وليس دين بغض وكره، دين تعاملات قبل أن يكون عبادات، كل تلك المعانى يجب أن تصل للجميع باختلاف الطرق والوسائل الحديثة، فأمس غير اليوم، وتجديد الخطاب الدينى، أى تجديد طريقة فهم الدين وليس الدين نفسه، وربط حل مشكلات المجتمع سواء على المستوى الفردى أم الجماعى بالدين، فمعظم أزماتنا بسبب عدم فهم الدين وفهم أحكام الله ولو فهمناها لانتهت جميع مشكلاتنا سواء على المستوى الفردى أم الجماعى، فلو تمعّنا فى أحكام الدين لوجدنا أنها مُحلة لجميع مشكلات الحياة، وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل مُحلة لمشكلات المجتمع وأيضاً المشكلات الدولية.

وكل ما يتعلق بحقوق الإنسان وحرياته حسمها الله سبحانه وتعالى، كل ما فى الأمر أن الله وضع حدودًا للحريات وليس قيودًا، حتى يستقيم حال الإنسان والمجتمع ولمصلحة الإنسان والمجتمع، فالله سبحانه وتعالى وضع حل لجميع المشكلات التى تؤرق أمن المجتمع كالقضايا المتعلقة بالمرأة والمواريث والطلاق والزواج، وأيضًا التنمر الذى تحدث عنه الله فى مُحكم كتابه قبل أن يدّعى الغرب هذا المصطلح الحديث، ووضع قواعد كيفية التعامل مع الناس حتى يشعر الإنسان بالراحة النفسية التى يفتقدها البعض اليوم وتسببت فى المزيد من المشكلات النفسية لأغلبية المجتمع والشعور باليأس ليس بسبب أحوال الدولة بل بسبب عدم فهم أحكام الله، حتى المشكلات الدولية كالإرهاب أيضاً الله سبحانه وتعالى وضع حلولًا للتصدى للإرهاب، ولكن كل ما فى الأمر هو كيفية وصول تلك القواعد وأحكام الله للناس بطريقة صحيحة وهذا هو المعنى الحقيقى لتجديد الخطاب الدينى.

تم نسخ الرابط