الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

لا أجد حاجة تدفعني لأن أُفصح لك عزيزي القارئ عن اسم القرية التي أقصدها . فهذا لا يدخل كثيراً في السياق ، الذى ترد فيه هذه القصة .
وليست في حاجة لأن أكشف لك ما إذا كانت هذه قصة واقعية أم من وحى الخيال أو أنها جاءت بين هذا وذاك .
هذا أيضاً ربما لا يدخل فى جوهر السياق .
كما أنني لست في حاجة إلى أن أصيغ هذه القصة في القالب الذى تعود عليه القراء أو الذى يصفه المتخصصون أنه يشكل البناء السليم للقصة القصيرة .

قصتي عفوية لا سياق لها غير ما أردت أن أعبر عنه ولا بنيان لها إلا ما أردت أن أقيمه ولا وحى لها إلا ما اختلج في الوجدان فأملاه عليَّ فى صورة كلمات .

ولكنني رغم ذلك فإنني أُفصح لك عن موقع هذه القرية فربما أخذك الفضول إلى ذلك وهو حق لك على أية حال .. !
 إنها قرية تقع على ضفة من ضفاف نهر النيل فرع رشيد وتلك القرية كانت أقرب إلى أن تكون جزيرة لو قُدر لأحد أركانها أن تحتضنه ضفاف النيل . لكن لا بأس فإن الجانب الأكبر من القرية تحتضنه مياه النيل بالفعل .

وأما عن الزمن الذى وقعت فيه أحداث القصة فقد كان نهاية عقد السبعينيات كما ترى ولعلك ستدرك كيف أن هذا التاريخ قد ألقى بظلاله على الأحداث وأصبغها بصبغته .
أجد عزيزى القارئ الآن وبعد هذا التقديم أن نلج سوياً إلى الأحداث .

أنا محمود عبد الله محمد عبد الله جاد.
سمعت عن لقب العائلة وهو لقب "جاد" الكثير من الأقاويل لكن أكثر ما أعجبنى هو أنه جاء خليطاً من نسيج عبرى وقبطى وعربى.
لم أكن أهتم بالأنساب ولا مولع بها . فقط جذبني هذا التنوع الفريد الذى يحمله اللقب وأظن أنه ترك أثراً عميقاً بداخلي انعكس على طريقة تفكيري .

أبى كان ملهمي الأول .
أول بارقة ضوء تشع بداخلي .
أول رجفة فكر تنبهني إلى أهمية أن ننتقي لعقولنا ما يليق بقدسها وألا نُلصق بضمائرنا ما يمكن أن يشيب نقائها .
رجل فارع الطول في هيبة وتواضع مشرق الوجه حتى وإن كان الموقف الذى يتخذه يُملي عليه قدر من الصرامة لكن إشراقة وجهه رغم ذلك لا تغب عنه أبداً وكأن ملامحه قد جُبلت على تلك الإشراقة .

لا أذكر أنني أبصرت عينيه بغير بريقهما حتى فى أوقات الحزن لا يخفت بريق عينيه أبداً . 
عقله متقد دائماً ومكتبته تعلن في جلاء على أنها أعظم ثروة يمكن أن تتجمع لإنسان .
مدرس اللغة العربية كان يؤمن بأنه صاحب رسالة فتخرج على يديه كثيرون ممن يؤمنون برسالة الفكر .

اكتمل عطاء أبى الوظيفي لكن عطاؤه الفكرى مازال في تدفقه السابق حتى ولو تخلل هذا التدفق أوقات خلوة كثيرة سرعان ما انتقلت إليَّ أنا أيضاً .
لقد انتقلت إليَّ كل صفاته الوراثية وكذلك المكتسبة لكنه رغم ذلك كان حريصاً على أن تظل شخصيتي مستقلة  .
كنت ألمح دائماً هذا الخيط الرفيع الذى يحرص أن يظل بيننا رغم التقارب الشديد بين شخصينا .
كان شديد الإيمان بالتفرد ودائماً ما يقول أنه يضيف ولا ينتقص .

اخترت دراسة القانون وتفوقت فيها لسبب بسيط هو أنني أحببت هذه الدراسة فأحبتني هى الآخرى وبذلك يولد التفوق .
معادلة تلاقي بينك وبين شئ تحبه فيحبك .
عُينت معيداً في الجامعة بعد عدة أشهر من تخرجي وما أن أعلنت النيابة العامة عن حاجتها إلى التعيين على درجة معاون نيابة حتى تقدمت بأوراقى وتم قبولي فقد كنت أول دفعتي .

لم أختر العمل بالنيابة العامة لشئ إلا أننى أردت أن أرى القانون مرأى العين فى نفوس الناس وسلوكهم ودوافعهم بعدما ألفت رؤيته فوق صفحات الكتب .
أردت أن اقترب أكثر من الجريمة ومن كل العلوم المرتبطة بها والتي يسمونها العلوم المساعدة وبطبيعة الحال لم تنقطع صلتي بالجامعة بل واصلت دراستي وقمت بتدريس القانون الجنائي بصبغة عملية ولم أقر يوماً تلك المقولة التي تفصل بين الواقع العملى والقانون . هما شيئان لا ينفصلان ، ويكمل أحدهما الآخر .

عُينت فى إحدى نيابات شرق الإسكندرية وأقمت هناك بالمدينة الساحلية .
لم تكن المدينة تبعد عن قريتي لأكثر من ستين كيلومتر وقد قررت أن أمكث هنا حتى أتفرغ للعمل والدراسة .
كنت أعود إلى قريتي كل فترة تتراوح من أسبوعين إلى ثلاث .
أعود مشتاق إلى كل شئ .
لكن هناك بقعة فى الكون أشتاق إليها أكثر .
هى تلك المُصلى الصغير التي أقامها أبي فوق قطعة صغيرة من أرضٍ لنا يحتضنها جانب من النهر .

إنها خلوة أبي التي يبتعد بها عن صخب العالم إما للقراءة أو للعبادة أو للتأمل .
بقعة بالغة الصغر بمنطق المساحة لكنها تمثل لى أرحب بقاع الأرض .

عدت إلى قريتي في إحدى الأجازات وكانت في شهر رمضان هذا الشهر الذى يجلس فيه أبي بمصلاه في خلوته أكثر من أي شهر آخر وأنا أيضاً كنت أشاركه ذلك .
كنت أصلي صلاة الجماعة معه .
هو وأنا وقلبينا والسماء .
كان لأبي عادة فريدة وهى أن يقرأ القرآن في مصلاه على ضوء القمر عندما يكتمل في السماء .
بقعة ضوء من صنع الخالق تصنع دائرة على حروف ما يقرأه أبي .
إن القمر فى قريتنا ليس مثل قمر المدينة .
هنا يستشعر القمر أجواء القرى بهدأتها وسكونها وقلة صخوبها وتواضع بيوتها فيتهادى إليها ويشع ضوئه على ظلمتها فتبتهج حياة الناس المتعبة .
هو لا يصنع ذلك مع المدينة وقد أغناها عنه صخبها .
إنها تعادلية القمر التي يصنعها من فوق عليائه في السماء .
ليس هناك من يشعر بضوء القمر أكثر من سكان القرى وأنا هنا في تلك المصلاة ، لم يكن يضيئها القمر فحسب بل كان يشاركني صلاتنا أنا وأبي .

كان أبي يذهب إلى مسجد القرية لصلاة الجماعة لكنه لم يشعر بأن الإيمان يختلج قلبه إلا هنا فى غاره وصومعته مع خلوته وهكذا صرت أنا أيضاً أهرع إلى هنا أقيم صلاة الجماعة خلف أبي .
هنا أشعر بالحرية أكثر وبالسكينة أكثر وبالإيمان أكثر وبطلاوة الصلاة أكثر .

إن كثيراً من هذا يذهب عني عند صلاة الجماعة حتى ولو كان يقابله حسنات أكثر وأنا لا أذكر أنني أقمت عبادتي مع الله ذات يوم مقابل النظر إلى حسنات أكثر .
إنما أقيمها للحمد . هكذا تعلمتها من أبي .
كانا قلبينا معلقين بتلك المصلاة وتلك الخلوة وهذا القمر .

عند ليلة السابع والعشرين ليلة القدر أو بالأحرى التى يرونها أنها ليلة القدر تلقيت أنا وأبي دعوة من "هاشم بك" لتناول الإفطار يعقبه احتفال ليلة القدر .

أرى عزيزى القارئ أن من واجبى أن أعرج بك قليلاً إلى  شخصية "هاشم بك"
هو محمد هاشم مصطفى البدوى وشهرته هاشم بك .
لم يكن للقب "بك" ظهوراً قبل بضعة سنوات من تاريخ أحداث هذه القصة .
كان فقط حاج هاشم أو سيد هاشم .

لكنه صار هاشم بك والحقيقة أن اللقب لم يعد وحده بل عادت معه كل المظاهر التى توارت عن هذه القرية لأكثر من عقدين من الزمان .
لم تكن تلاشت . فقط توارت لكنها ظلت تتحين لحظة الظهور وقد عادت عندما رحل الرجل الذى عُرف عنه أنه ناصر الفقراء . لكن هذا التوارى لم يكن صدقاً على أية حال .

أسوأ الأشياء التى صنعناها في تاريخنا أننا تخيلنا أن القوة يمكنها أن تصنع ما لم يصنعه الإقتناع الحر وهذا وهم كبير .

عاد لقب بك وعادت معه سطوة القوة وغرور الجاه وادعاء الأنساب والتفاخر بالوهم والتباهى بالسطحية والجهل .

ثُبِتت قطعة من رخام فوق حائط بجانب بوابة حديدية عملاقة حُفر عليها عبارة تقول: "فيلا هاشم بك البدوى"
وعاد جيش الخدم يسعى بين الأرجاء الفسيحة ليعلن أن شعار أرفع رأسك لم يكن أكثر من لفظة تنمقنها عبارة فاضافت لها أخرى تقول: "فقد مضى عهد الاستبداد" ثم صيغت فى شعارٍ فصارت سراباً ثم تلاشت .
هكذا التاريخ يُكتب ويُمحى .

نحن لا نشعر بتلك الأشياء التي ملأت الدنيا صخباً عند لحظة التلاشى .
إنها أشبه بلحظات ما قبيل غروب الشمس .
أسرع الأوقات التى تتلاشى فيها الشمس هو قبيل غروبها .
لا تشعر إلا وقد خيمت الظلمة فجأة وقد كانت ضياءً قبل لحظات .
ما أتعس حظك أيها الشفق .
أنت بين بينين. 
بين الضياء والظلمة لا أحد يشعر بك .
أصر أبى على أن أحدنا على الأقل يلبي الدعوة لقد شدَّد "هاشم بك" على دعوتنا ولم يكن من اللائق أن نتجاهلها معاً والحقيقة أن هاشم بك كان يعلم جيداً مكانة أبي بين الناس وكذلك مكانتي أنا . تلك المكانة التى صنعها رقى وتواضع أبي 
ولقد وقع عليَّ أنا الذهاب إلى فيلا هاشم بك لتلبية الدعوة وأما أبي  فقال لى هذه ليلة من ليال الله .
ستجدني فى مصلاى مع خلوني .

ارتديت ثياباً أنيقاً .
"بدلة" كاملة كما لو أننى ذاهب إلى مقر عملى . أحب اللون الازرق الداكن بكل مشتقاته حتى تشابهت رداءاتي على الأقل لمن لا يدقق فيها لكن لا بأس هكذا أنا أفضل اللون الأزرق الداكن وهذا هو كل شئ .

توجهت إلى فيلا هاشم بك قبيل آذان المغرب . قابلني الرجل بوجه بشوش لم يأخذ تبرير غياب أبى سوى بضعة لحظات تفهم الرجل أن لأبي عادات من العسير أن يغيرها خاصة فى تلك الليلة من ليال الله .
وسرعان ما أخذت مكانى بالمائدة المهيبة .
لقد حضر هنا سادة المركز والقرية .
مأمور المركز وعدد من الضباط عمدة القرية وكل وجهائها رئيس مجلس المدينة وعدد من مديرى الإدارات مدير المستشفى العام ثم مهندس الرى المقيم ومفتش الصحة . 
وبهذا الأخير يكتمل أحد مشاهد الثلاثينيات التى صورها توفيق الحكيم فى رواياته بل أن هناك قاسماً مشتركاً بين كل هذه الشخصيات كان محور إلهام الأدب فى تلك الفترة هذا القاسم كان هو مهندس الرى كما صوره طه حسين في دعاء الكروان ومفتش الصحة كما صوره توفيق الحكيم فى يوميات نائب في الأرياف وعدالة وفن .
بالتأكيد كان هؤلاء هم سادة المركز والقرية .
القوى الجديدة المتحكمة فى زمام الأمور .
إن لكل زمنٍ مراكز قواه .

تزاحمت على المائدة كل صنوف الطعام والشراب . كل ألوان البذخ والثراء بينما كان الخدم يلهثون وهم يرصعون المائدة المهيبة بما لذ وطاب لأمثالنا وما لا يشتهيه أمثالهم وكيف لهم اشتهاء المجهول . البؤساء دوماً يقنعون بالواقع ويخشون المجهول .
ودارت دائرة الطعام ومعها دارت دائرة النقاش وكلاهما كان يلتئم مع الآخر .
الطعن فى حقبة مضت والثناء على حقبة حضرت .
كل هؤلاء كانوا يرفعون شعار الماضي ويلعنون ما كانوا يبجلونه فيما سبق .
كيف تتبدل الوجوه والأنفس هكذا .
كيف تتبدل القيم كما يتبدل الليل والنهار .
إنني لا أنزه الماضي من الأخطاء فقد وقعت أخطاء كثيرة لكنني أيضاً لا أستطيع أن أُمحى هذا الماضي من ذاكرة التاريخ أو أصب عليه كل هذا الكم من التشويه دون أن أذكر ما واجهه من تحديات وما حمله من أمنيات وما حققه بالفعل منها .
إن الحكم على الأمور بهذا المنطق هو أكثر الأشياء التي تشعرني بالضيق حتى ولو كنت بأرجاء فسيحة مثل فيلا هاشم بك .

بعد ذلك كان مقدم هذا الشيخ .
إنه واحد من أشهر قراء القرآن فى مصر والقارئ الأول لسادة القوم .
لقد حضر من أجل إقامة هذه الليلة .
إنه الشيخ عبد المجيد البوصيلى قارئ الإذاعة الشهير وبالطبع لم يكن حضور الرجل إلا مدفوع الأجر . إنه لا يتحرك إلا إذا تم تقديره التقدير المادي الذى يستحق وتهامس القوم بأن الشيخ القارئ قد تقاضي مأتي من الجنيهات مقابل إحياء هذه الليلة .

ورفع الخدم المائدة . وجيئ بسجاد الصلاة الضخم الفاخر.
كل سجادة يحملها إثنان من الخدم في مشهد لا يمكن إلا وأن يذكرك بالرق القديم وفُرشت الأرض بأكملها وأضيئت أنوار صاخبة مزعجة وتأهبت البطون المنتفخة لإقامة الصلوات .
إن مشهد المائدة لا يكتمل إلا بمشهد إقامة هذه الصلوات .
وتأهب الشيخ عبد الجليل ليؤم المصلين .
ما هكذا تكون الصلاة .
السادة يتراصون والخدم ينحنون والشيخ المتباهى يتأهب ليأخذ بنا إلى ما يجب أن تسمو به الروح .. كيف هذا؟
كيف لتلك البطون المنتفخة أن تسمو أرواحها إلى السماء ؟!
ما هكذا تكون الصلاة .
لماذا نتخيل أن الوصول إلى الله يحتاج إلى هذه المآذن وتلك القباب وهذا الفراش الثمين وتلك المظاهر الفجة من الثراء والطقوس .

وبدأت الصلاة بينما الخدم في عملهم الدؤوب ومظاهر الثراء تضرب روحي ولا تقيمها وكلما انهيت ركعة ضاق صدري حتى صدق فيَّ قوله تعالى
على لسان نبيه موسى: "وَيَضِيقُ صَدْرِى وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِى فَأَرْسِلْ
إِلَىٰ هَارُونَ"
وما أن انتهى الجزء الأول في صلاة القيام وتأهب السادة لاحتساء القهوة التى كان الخدم قد انتهوا من إعدادها حتى انسلت من هذا الجمع دون أن يراني أحد .
كان الجمع مشغول بالقهوة وما يقدم معها من ملذات .

وأخذتني قدماي بلا تردد إلى هذا الطريق .
طريق رملي تحفه أشحار كأنها شواهد عليه والأضواء الخافتة تطل من البيوت الفقيرة يستعين بها العابر عِوضاً عن ضوء القمر وانتهت خطواتي إلى هذا الممشى الذى يقودنى إلى ضفة النيل الجاري .
أعواد الحطب الجاف تفترش الممشى .
لا فراش ثمين ولا خدم كثيرة .
الخطوات تلتقي بأعواد الحطب الجاف فتصنع صوتاً رقيقاً يُعلن أن القادم يعرف المكان و كذلك المكان يعرفه .
الصوت الهادئ الرخيم ينساب كلما التقت الخطوات بأعواد الحطب الجاف .
وهناك عند نهاية الممشى رجل يجلس بمصلاة هادئ مطمئن بجانبه موقد نار رقيق ورحيق أبخرة شاى تتصاعد فتعبق المكان برائحة من الدفء والسكينة .
لم يلتفت أبي إلى الوراء . كان يعرف خطواتي وكان في انتظار مقدمي .
لقد أعد لنا كوبين من الشاى وما أن انتهيت إلى مجلسه حتى اتخذت لى موضعاً أمامه وسرعان ما التقت أنظارنا وسرعان ما انبعثت ابتساماتنا تملئ وجهينا وقدم لى كوب الشاى وكل منَّا يعرف سريرة الآخر ثم استحالة الابتسامة إلى ضحكات عندما خاطبنى أبى بوجه البشوش قائلاً: لم تعجبك الصلاة هناك ..!
صح ..!
هنا تصاعدت ضحكاتنا معاً 
وسرعان ما أجبته وأنا ألتقط الحروف من الضحكة المتصاعدة:
لم تعجبني يا أبي ..
لم تعجبنى.. !
احتسينا الشاى .
ثم قال لى:
إذن هيا نكمل الصلاة .
خلعت "جاكيت" البدلة ورابطة العنق .
ألقيتهما على جانب تلك الحصير النظيف البراق حيث تفترشها سواعد أبى دون خدم ثم ألقيت نفسي بين جنبات صوته الرخيم فإذا بروحي تتصعد إلى السماء بينما كان أبى يغرد وصوت الكروان يمتزج بصوته وهو يقرأ من سورة الإسراء: "تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا"

ومرت السنون وتدافعت الحوادث وتبدلت العقود والعهود ورحل رجال وجاء رجال لكن حقيقة قد بدت ثابتة وهى أن لكل زمن "هاشم بك" وأن لكل عصر تقوى هى تقوى الأثرياء . وبقت مصلاة أبي توارثتها عنه . بقى رحيقه يعبق أجواء المكان وبقى صوت الكروان يغرد كلما قرأت من سورة الإسراء وبقيت رجفة القلب تأخذني كلما أقمت صلاة في موضع أقام به أبى ذات يوم وبقى صوت أعواد الحطب الجاف يعلن عن خطوات عبد الله ولدي ثم تأخذ حركة التاريخ في السير .. !

تم نسخ الرابط