الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

سئل سيدنا علي رضي الله عنه ما أصعب شئ عليك يا إمام؟
قال: تفهيم من لا يفهم.
عايز تفهم تعالى بأه ادرس عندنا حنفهمك من أولها لآخرها، لكن في التلفزيون وعلى عينك ياتاجر وعاوزني أفهمك..طيب نفهم ايه.. طيب انت حات0جفهم ولا مش حاتفهم؟
طيب البخاري كتاب الأم، فاهم يعني ايه كتاب الأم على نسخة ابن مالك، ودي النسخة اليونانية اللي قرئت على ابن مالك
ولا يعرف ابن مالك ولا ابن عمر.
طيب خلاص ماشي ملكش دعوة بينا بأه زهقتنا"

لم يكن هذا الكلام كلامي.. وإنما كلام مستل من حديث مرئي شاهدته اليوم للشيخ الدكتور علي جمعة، ويبدو أن الشيخ يدافع عن نفسه أمام من يستنكر عليه أقواله وفتاويه المثيرة للجدل، والتي خالفت طبيعة ومنهج الإسلام وثوابته في الفترة الأخيرة، وأراه والله أعلم لن يكف أبدا عن هذه الطريقة وهذا الأسلوب ما بقي حيا… لأنه قد صار مهما جدا لديه أن يظل حديث الناس وشغلهم الشاغل خاصة بعد أن فقد منصبة مفتيا للديار المصرية، ومعنى أن يترك المرء منصبه، أي أنه يضمر وينتهي ويفنى، ولا تعود الأضواء أن تسلط بريقها عليه.
نعم انظر للشيخ علي جمعه وقت أن كان مفتيا، فتجده معتدلا منضبطا متزنا، ليظهر في صورة مغايرة لما هو عليها اليوم، فلم يكن يعمد إلى الفرقعات والصدمات الاعلامية.
الشيخ علي جمعة يتهم مخالفيه بالجهل وعدم الفهم، وقال لهم ملوحا: "عاوز تفهم تعالى عندنا بأه نفهمك، إنمل على التلفزيوم وعلى عينك يا تاجر؟!"
وهذه عنجهية علمية مذمومة مرفوضة لا تتناسب وتواضع العلماء.
أي أن التلفاز حسب فهمه وكلامه لا يصح ولا يجوز ان يكون منصة للفهم ومنبرا للتعليم والتفهيم.
والحق يا شيخنا أن كلامك قد يكون لك فيه كل الحق، لو كان اللوم عليك من العامة والجهلاء..لكننا يا شيخ نجد منك نفس الجهد وذات البلاء، وقد درسنا وتعلمنا في الأزهر وقرأنا الشروح والمتون ودرسنا علم الرواية والدراية، ولا نجدك اليوم لا تقول إلا أشياء غريبة ليست من دين الله وهديه في شيء.
مشكلة الشيخ علي جمعة أنه ظهر على شاشة كان يظهر عليها أماجد العلماء الذين كما أراهم لا يساوي نصف مقامهم او ربعه أو ثمنه في الوقت الذي ينعتونه بالمجدد وتلك آبدة عظيمة.
كنا نستمع قديما الى الشيخ الشعرواي والغزالي وطنطاوي وعبدالحليم محمود وعطية صقر  والراوي والقيعي والشرباصي وعمارة وابن بدران والطيب النجار وشلتوت والسعدي فرهود.. وكلهم كنا نفهم حديثهم وقولهم ولم ننكر عليهم أي شيء او نتحفظ عليه.
حتى الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم الذي هو على نفس المنهج الصوفي، الذي يدعيه علي جمعة، لم نر منه ما يستعجب فهمه أو يرتاب فيه ظنه… 
ما معنى أن يختلف كل هؤلاء عنك، هل العيب فيهم أم فيك أنت.؟
اعلم رحمك الله أن الإسلام دين الفهم والبيان وليس دين الغموض والتعمية.. يقول صلى الله عليه وسلم: الحلال بين والحرام بين.
ووصف الله سبحانه كتابه بقوله: كتاب مبين.
أي أن البيان صفحة الإسلام.
أعلم جيدا أن هناك أشياء لا تقال ولا تذكر ولا تدركها عقول العوم، وإذا حدث مثل هذا فاللوم لا يوجه إلى المستمعين قبل أن يلام المتحدث، الذي لا يعرف ما يقال ومالا يقال، وليس لديه دراية بفقه الدعوة والحديث عن الإسلام.
يقول القاسمي من تقلد التدريس وليس له بأهل حق على الامام أن يعذره.
وأرى وكلي يقين أن حديثك اليوم وأنت تجد حولك من يروج لك أنك شيخ الاسلام وإمام الهدى ومجدد القرن، يصرف الناس عن صحيح الدين، ويشككهم في الثوابت، ويضرب معتقدهم في الاصول، وليس في الحديث الان متسع لنقاش ذلك ورصده.

تم نسخ الرابط