ads
الأحد 24 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

تبدأ رواية آنا كارنينا بـ "أوبلونسكي" الذي كان على خلاف مع زوجته "دوللي"، فقد اكتشفت أنه على علاقة بخادمتها، فخاصمته، فقد كانت تحبه وتتفانى في خدمته وخدمة ابناءه.
يرسل "أوبلونسكي" إلى أخته "آنا كارنينا" لكي تتحدث مع زوجته وتنهي هذا الخصام. 
لدوللي أخت اسمها كيتي، يحبها شاب اسمه ليفين، لكنها لا تحبه وعندما يتقابلان تعترف له بحبها لفرونسكي – الضابط الوسيم – فيخرج ليفني من البيت غاضبا.
تتقابل "آنا كارنينا" مع أم فرونسكي في القطار العائد من بطرسبرج. تهبط "آنا كارنينا" من القطار، فتجد أخوها أوبلونسكي في انتظارها، ويتقابل فرونسكي – الذي يقف في المحطة في انتظار أمه – مع "آنا كارنينا" لأول مرة.
تقدمها الأم له قائلة لابنها: قضيت معها وقتا حسنا طوال الرحلة. 
تذهب "آنا كارنينا" مع أخيها أوبلونسكي – تتقابل مع زوجته وتنهي الخلاف بينهما. 
تذهب الأسرة إلى حفل راقص، تنتظر كيتي من فرونسكي أن يرقص معها كما وعدها، لكنه لم يهتم بها، كان اهتمامه كله منصب على "آنا كارنينا"، راقصها طوال الوقت، ونظر اليها بوله وحب شديد. 
حكت "آنا كارنينا" لدوللي ما حدث بينها وبين فرونسكي، وأنها لم تقصد أن تسبب ألما لاختها كيتي، وأن فرونسكي ما هو سوى شاب كسائر الشبان الذين تقابلهم. 
كانت "آنا كارنينا" في صراع، أهي تحب ذلك الشاب، أم أنه مجرد عابر في حياتها، فبكت من شدة قلقها، وفجأة وجدت فرونسكي أمامها، سألته عما أتى به إلى القطار؟ 
فقال: جئت من أجلك. 
فرحت كثيرا لذلك، لكنها تظاهرت بعكس ذلك. 
تهبط من القطار في بطرسبرج مع فرونسكي فتجد زوجها في انتظارها.فيتقابل الرجلان معا.يذهب فرونسكي ويظل يتابع "آنا كارنينا" التي تسير مع زوجها.
تكتشف "آنا كارنينا" لأول مرة بأن زوجها ليس وسيما، أذناه كبيرتان، ولا ترتاح لرؤية وجهه. 
تغيرت "آنا كارنينا" منذ أن عادت من موسكو، فقد كانت تتحاشى بيتس- ابنة عم فرونسكي، وزوجة ابن عمها – لأنها غنية جدا، الآن هي تتقرب منها وتزورها كثيرا على أمل أن تقابل فرونسكي عندها. وكلما قابلته يعبر لها عن حبه، فتسعد هي، وتتظاهر برفضه. وفي حفلة من الحفلات لم يأت، فأحست بالوحدة وخيبة الأمل. فأحس البعض بما تعانيه لفقدها له. 
حدثته يوما بأن الأفضل له أن يقترن بكيتي، فهي تحبه، وهي الآن مريضة بسبب تجاهله لها، فقال لها لكنني أحبك أنتِ.
في الحفلات لا تبدي اهتماما بزوجها، مما يغضبه، ومما يؤدي إلى إحساس الناس بمدى ضيقها بزوجها.
تذهب مع زوجها لحضور سباق الخيل الذي سيشترك فيه فرونسكي، فيتابع الزوج تعبيرات وجهها، تشهق بطريقة - تلفت الانظار إليها- عندما يقع فرونسكي من فوق حصانه، يقول زوجها لها في العربة: ما فعلتِه أمام الناس كان مذريا.
فتقول له: إنني لا أحبك، وأحبه هو.
تمالك الزوج نفسه، وطلب منها أن تحترم اسمه أمام الناس        في غيبته.
تأتي بيتس وتخبرها بأن فرونسكي إصابته بسيطة. 
تتقابل "آنا كارنينا" مع فرونسكي، وتقيم معه إقامة دائمة، وتنجب منه طفلة، لكنها تصاب بحمى النفاس، فترسل إلى زوجها الذي يظنها تريد أن تنسب الطفلة إليه. لكنه يجدها مريضة جدا وفرونسكي يجلس أمامها باكيا. 
يعود فرونسكي إلى بيته ويطلق رصاصة على نفسه، لكنها تخطيء القلب ولا يموت.
ينقل إلى وظيفة عسكرية بطشقند، يستعد للسفر، كل ما يريده أن يودع "آنا كارنينا". تذهب بيتس إليها لكنها ترفض مقابلته تستحلفها، لكنها تصر، يفرح الزوج لهذا، ويثنى على عملها لكنها تصرخ فيه قائلة أنها لا تحبه. 
تتعذب "آنا كارنينا" وتذيل تتدخل بيتس وشقيق آنا الذي يطلب من الزوج أن يخلي سبيلها ويتركها لمن تحب، خاصة أن شقيقها أحس بأنها تفكر في الانتحار. يوافق الزوج بشرط ألا تأخذ ابنها معها. 
يفرح فرونسكي لهذه التطورات، ويرفض نقله لطشقند من أجلها، بل ويقدم استقالته نهائيا من الجيش. 
يذهبان معا إلى إيطاليا، ويبقى الزوج من ابنه. 
وضع "آنا كارنينا" أصبح حرجا فالقانون الديني هناك يمنع زواج المطلقة طالما مطلقها مازال على قيد الحياة. 
الفتاة كيتي – شقيثقة دوللي – تتزوج ليفين، ويعود فرونسكي و"آنا كارنينا" إلى بطرسبرج، فتغلق الأوساط بابها في وجه آنا.
تذهب متخفية لبيت زوجها لكي ترى ابنها، فيتعلق الولد بها، فلا تستطيع إلا أن تتركه وتعود.
تضطر أن تبقى في البيت وحيدة، فالناس يتحاشونها، والنسوة يبتعدن عنها خوفا على أزواجهن. 
ثم بدأت العلاقة تتوتر بينها وبين عشيقها، فهي تغار عليه، خاصة عندما علمت أن أمه تريد أن تزوجه ابنة اسرة غنية.
وعندما تحس أنه ملها ورأته مع الفتاة التي اخترتها له أمه، تعرض عليه أن يذهب معها للريف، لكنه يعتذر لأن لديه مشاغل، فتجد القطار آتيا، فتلقي بنفسها في طريقه وتموت. 
**
حول عز الدين ذو الفقار هذه القصة لفيلم سينمائي بعنوان نهر الحب عام 1960. قامت فاتن حمامة بدور "آنا كارنينا" وعمر الشريف قام بدور فرونسكي، وقام  وزكي رستم بدور الزوج وعمر الحريري قام بدور شقيق الزوجة. لم اسع لمشاهدة الفيلم، فأنا لا أميل لرومانسيات عز الدين ذو الفقار، خاصة عندما تتقابل مع رومانسيات يوسف السباعي، فلا أطيق مشاهدة بين الأطلال وإني راحلة ورد قلبي، وفوجئت – بعد قراءة الرواية – بعرض الفيلم في سينما الدورادو بمحطة مصر ( سينما درجة ثالثة) وكنت قد كبرت على دخول مثل هذه السينمات، لكنني اضطررت لدخولها، جلست في المقاعد الأغلى. كان دافعي لرؤية الفيلم هو دهشتي لإصرار عز الدين ذو الفقار على صناعة عمل مثل هذا، ففي حياة عز الدين الشخصية موقف قريب الشبه بأحداث الرواية، فقد أحبت فاتن حمامة – زوجته وأم ابنته - عمر الشريف الذي مثل معها فيلم صراع في الوادي من إخراج يوسف شاهين عام 1954، واصرت على أن تطلق منه وتتزوج عمر الشريف وانجب منها ولدا، أمر غريب أن يختار عز الدين هذه الرواية بالذات ويحولها لفيلم وكأنه يرغب في تعذيب نفسه، والمدهش أن الفيلم يتعاطف مع الزوجة الخائنة، ويدين الزوج المكلوم والمظلوم. وهذا يذكرني بكاتب ومخرج مسرحي كبير أحبت زوجته ممثل زميل لها، فكتب الزوج مسرحية تتعرض لهذه العلاقة، وأصر أن تمثلها        زوجته وعشيقها.
ومازلت أذكر ما حكاه يوسف شاهين عن القبلة الشهيرة بين عمر الشريف وفاتن حمامة في فيلم صراع في الوادي، وبرر هذا بانه كان وسيما، يعني وسامته بررت له أن تكون القبلة بهذه الحرارة وكتب إبراهيم الورداني قصة قريبة الشبه بما حدث بين عز الدين وفاتن وعمر الشريف، وحولها محمود ذو الفقار فيلماً بعنوان        " القبلة الأخيرة " عام 1967. عن المخرج السينمائي – سامي - الذي يتبني الممثلة نيرة ويقع في غرامها ويتزوجها، وتصير نجمة مشهورة، وتقابل نيرة ممثلا جديدا يمثل معها، فتحبه وتترك زوجها وتتزوجه، مثلت ماجدة دور نيرة، ورشدي أباظة قام بدور المخرج وإيهاب نافع قام بدور الممثل الجديد الذي أحبته.
**
وفي برنامج رمضاني قديم بإذاعة الشرق الأوسط، سأل المذيع. الفنان عبد الحليم حافظ: من هو أثقل دم في ممثلي السينما؟
فأجاب دون تردد: صلاح نظمي.
فغضب صلاح نظمي وصرح بأن هذا القول سبب له داء السكري، وأقام دعوى قضائية ضد عبد الحليم حافظ، لكنه خسرها، فالقاضي رأي أن عبد الحليم حافظ لم يقصد شخص صلاح نظمي، وإنما قصد أدواره في السينما.
وتصالح عبد الحليم مع صلاح نظمي ولكي يؤكد له مدى إعجابه واقتناعه به كممثل، عرض عليه دورا في فيلم أبي فوق الشجرة – من إنتاجه – قام صلاح نظمي فيه بدور شقيق عشيقته –        نادية لطفي–
وفي لقاء آخر وضح عبد الحليم حافظ موقفه، بأنه استاء من صلاح نظمي عندما شاهده يقوم بدور زوج فاتن حمامة في فيلم           بين الأطلال. 
أرجوكم تخيلوا المشهد معي – في بين الأطلال فاتن متزوجة من صلاح نظمي وانجبت منه ولد، لكنها أحبت عماد حمدي المتزوج من روحية خالد وعنده منها فتاة، يثور الزوج – صلاح نظمي، فتذهب زوجته – فاتن – إلى بيت حبيبها – عماد حمدي – فيموت بين أحضانها وتموت زوجته أيضا، فتبقى في بيته لتربي ابنتهما. يعني تركت ابنها – فلذة كبدها- لتربي ابنة حبيبها. 
الغريب أن يتعاطف المشاهد مع العشيق ومع الزوجة الخائنة ويكره الزوج المكلوم الذي تم الاعتداء على حقوقه وكرامته. 
يا خبراء علم النفس اجيبوني – ما الذي يجعل البعض يتعاطف مع الخائن ويكره المظلوم – هذا ما حدث في رواية آنا كارنينا – كره الناس الزوج – المعتدى عليه – وأحبوا آنا كارنينا وعشيقها فرونسكي – وكرهوا الزوج في بين الأطلال وأطال هذا الكره الممثل الذي قام بالدور، وتعاطف الناس مع فاتن حمامة وعمر الشريف في نهر الحب – وكرهوا زكي رستم رغم أنه معتدى عليه، وتعاطفوا مع نيرة – ماحدة – في فيلم القبلة الأخيرة والشاب الذي أحبته رغم أنها كانت مازالت متزوجة من المخرج –        رشدي أباظة؟ 
هل السبب هو أن بعض النسوة تتمني أن تفعل ما فعلته آنا كارنينا أو بطلات أفلام بين الأطلال ونهر الحب والقبلة الأخيرة، وأن بعض الرجال يتمنوا أن يكونوا في مكان العشيق في الرواية والأفلام الثلاثة؟
آنا كارنينا في السينما المصرية
تبدأ رواية آنا كارنينا بـ "أوبلونسكي" الذي كان على خلاف مع زوجته "دوللي"، فقد اكتشفت أنه على علاقة بخادمتها، فخاصمته، فقد كانت تحبه وتتفانى في خدمته وخدمة ابناءه.
يرسل "أوبلونسكي" إلى أخته "آنا كارنينا" لكي تتحدث مع زوجته وتنهي هذا الخصام. 
لدوللي أخت اسمها كيتي، يحبها شاب اسمه ليفين، لكنها لا تحبه وعندما يتقابلان تعترف له بحبها لفرونسكي – الضابط الوسيم – فيخرج ليفني من البيت غاضبا.
تتقابل "آنا كارنينا" مع أم فرونسكي في القطار العائد من بطرسبرج. تهبط "آنا كارنينا" من القطار، فتجد أخوها أوبلونسكي في انتظارها، ويتقابل فرونسكي – الذي يقف في المحطة في انتظار أمه – مع "آنا كارنينا" لأول مرة.
تقدمها الأم له قائلة لابنها: قضيت معها وقتا حسنا طوال الرحلة. 
تذهب "آنا كارنينا" مع أخيها أوبلونسكي – تتقابل مع زوجته وتنهي الخلاف بينهما. 
تذهب الأسرة إلى حفل راقص، تنتظر كيتي من فرونسكي أن يرقص معها كما وعدها، لكنه لم يهتم بها، كان اهتمامه كله منصب على "آنا كارنينا"، راقصها طوال الوقت، ونظر اليها بوله وحب شديد. 
حكت "آنا كارنينا" لدوللي ما حدث بينها وبين فرونسكي، وأنها لم تقصد أن تسبب ألما لاختها كيتي، وأن فرونسكي ما هو سوى شاب كسائر الشبان الذين تقابلهم. 
كانت "آنا كارنينا" في صراع، أهي تحب ذلك الشاب، أم أنه مجرد عابر في حياتها، فبكت من شدة قلقها، وفجأة وجدت فرونسكي أمامها، سألته عما أتى به إلى القطار؟ 
فقال: جئت من أجلك. 
فرحت كثيرا لذلك، لكنها تظاهرت بعكس ذلك. 
تهبط من القطار في بطرسبرج مع فرونسكي فتجد زوجها في انتظارها.فيتقابل الرجلان معا.يذهب فرونسكي ويظل يتابع "آنا كارنينا" التي تسير مع زوجها.
تكتشف "آنا كارنينا" لأول مرة بأن زوجها ليس وسيما، أذناه كبيرتان، ولا ترتاح لرؤية وجهه. 
تغيرت "آنا كارنينا" منذ أن عادت من موسكو، فقد كانت تتحاشى بيتس- ابنة عم فرونسكي، وزوجة ابن عمها – لأنها غنية جدا، الآن هي تتقرب منها وتزورها كثيرا على أمل أن تقابل فرونسكي عندها. وكلما قابلته يعبر لها عن حبه، فتسعد هي، وتتظاهر برفضه. وفي حفلة من الحفلات لم يأت، فأحست بالوحدة وخيبة الأمل. فأحس البعض بما تعانيه لفقدها له. 
حدثته يوما بأن الأفضل له أن يقترن بكيتي، فهي تحبه، وهي الآن مريضة بسبب تجاهله لها، فقال لها لكنني أحبك أنتِ.
في الحفلات لا تبدي اهتماما بزوجها، مما يغضبه، ومما يؤدي إلى إحساس الناس بمدى ضيقها بزوجها.
تذهب مع زوجها لحضور سباق الخيل الذي سيشترك فيه فرونسكي، فيتابع الزوج تعبيرات وجهها، تشهق بطريقة - تلفت الانظار إليها- عندما يقع فرونسكي من فوق حصانه، يقول زوجها لها في العربة: ما فعلتِه أمام الناس كان مذريا.
فتقول له: إنني لا أحبك، وأحبه هو.
تمالك الزوج نفسه، وطلب منها أن تحترم اسمه أمام الناس        في غيبته.
تأتي بيتس وتخبرها بأن فرونسكي إصابته بسيطة. 
تتقابل "آنا كارنينا" مع فرونسكي، وتقيم معه إقامة دائمة، وتنجب منه طفلة، لكنها تصاب بحمى النفاس، فترسل إلى زوجها الذي يظنها تريد أن تنسب الطفلة إليه. لكنه يجدها مريضة جدا وفرونسكي يجلس أمامها باكيا. 
يعود فرونسكي إلى بيته ويطلق رصاصة على نفسه، لكنها تخطيء القلب ولا يموت.
ينقل إلى وظيفة عسكرية بطشقند، يستعد للسفر، كل ما يريده أن يودع "آنا كارنينا". تذهب بيتس إليها لكنها ترفض مقابلته تستحلفها، لكنها تصر، يفرح الزوج لهذا، ويثنى على عملها لكنها تصرخ فيه قائلة أنها لا تحبه. 
تتعذب "آنا كارنينا" وتذيل تتدخل بيتس وشقيق آنا الذي يطلب من الزوج أن يخلي سبيلها ويتركها لمن تحب، خاصة أن شقيقها أحس بأنها تفكر في الانتحار. يوافق الزوج بشرط ألا تأخذ ابنها معها. 
يفرح فرونسكي لهذه التطورات، ويرفض نقله لطشقند من أجلها، بل ويقدم استقالته نهائيا من الجيش. 
يذهبان معا إلى إيطاليا، ويبقى الزوج من ابنه. 
وضع "آنا كارنينا" أصبح حرجا فالقانون الديني هناك يمنع زواج المطلقة طالما مطلقها مازال على قيد الحياة. 
الفتاة كيتي – شقيثقة دوللي – تتزوج ليفين، ويعود فرونسكي و"آنا كارنينا" إلى بطرسبرج، فتغلق الأوساط بابها في وجه آنا.
تذهب متخفية لبيت زوجها لكي ترى ابنها، فيتعلق الولد بها، فلا تستطيع إلا أن تتركه وتعود.
تضطر أن تبقى في البيت وحيدة، فالناس يتحاشونها، والنسوة يبتعدن عنها خوفا على أزواجهن. 
ثم بدأت العلاقة تتوتر بينها وبين عشيقها، فهي تغار عليه، خاصة عندما علمت أن أمه تريد أن تزوجه ابنة اسرة غنية.
وعندما تحس أنه ملها ورأته مع الفتاة التي اخترتها له أمه، تعرض عليه أن يذهب معها للريف، لكنه يعتذر لأن لديه مشاغل، فتجد القطار آتيا، فتلقي بنفسها في طريقه وتموت. 
**
حول عز الدين ذو الفقار هذه القصة لفيلم سينمائي بعنوان نهر الحب عام 1960. قامت فاتن حمامة بدور "آنا كارنينا" وعمر الشريف قام بدور فرونسكي، وقام  وزكي رستم بدور الزوج وعمر الحريري قام بدور شقيق الزوجة. لم اسع لمشاهدة الفيلم، فأنا لا أميل لرومانسيات عز الدين ذو الفقار، خاصة عندما تتقابل مع رومانسيات يوسف السباعي، فلا أطيق مشاهدة بين الأطلال وإني راحلة ورد قلبي، وفوجئت – بعد قراءة الرواية – بعرض الفيلم في سينما الدورادو بمحطة مصر ( سينما درجة ثالثة) وكنت قد كبرت على دخول مثل هذه السينمات، لكنني اضطررت لدخولها، جلست في المقاعد الأغلى. كان دافعي لرؤية الفيلم هو دهشتي لإصرار عز الدين ذو الفقار على صناعة عمل مثل هذا، ففي حياة عز الدين الشخصية موقف قريب الشبه بأحداث الرواية، فقد أحبت فاتن حمامة – زوجته وأم ابنته - عمر الشريف الذي مثل معها فيلم صراع في الوادي من إخراج يوسف شاهين عام 1954، واصرت على أن تطلق منه وتتزوج عمر الشريف وانجب منها ولدا، أمر غريب أن يختار عز الدين هذه الرواية بالذات ويحولها لفيلم وكأنه يرغب في تعذيب نفسه، والمدهش أن الفيلم يتعاطف مع الزوجة الخائنة، ويدين الزوج المكلوم والمظلوم. وهذا يذكرني بكاتب ومخرج مسرحي كبير أحبت زوجته ممثل زميل لها، فكتب الزوج مسرحية تتعرض لهذه العلاقة، وأصر أن تمثلها        زوجته وعشيقها.
ومازلت أذكر ما حكاه يوسف شاهين عن القبلة الشهيرة بين عمر الشريف وفاتن حمامة في فيلم صراع في الوادي، وبرر هذا بانه كان وسيما، يعني وسامته بررت له أن تكون القبلة بهذه الحرارة وكتب إبراهيم الورداني قصة قريبة الشبه بما حدث بين عز الدين وفاتن وعمر الشريف، وحولها محمود ذو الفقار فيلماً بعنوان        " القبلة الأخيرة " عام 1967. عن المخرج السينمائي – سامي - الذي يتبني الممثلة نيرة ويقع في غرامها ويتزوجها، وتصير نجمة مشهورة، وتقابل نيرة ممثلا جديدا يمثل معها، فتحبه وتترك زوجها وتتزوجه، مثلت ماجدة دور نيرة، ورشدي أباظة قام بدور المخرج وإيهاب نافع قام بدور الممثل الجديد الذي أحبته.
**
وفي برنامج رمضاني قديم بإذاعة الشرق الأوسط، سأل المذيع. الفنان عبد الحليم حافظ: من هو أثقل دم في ممثلي السينما؟
فأجاب دون تردد: صلاح نظمي.
فغضب صلاح نظمي وصرح بأن هذا القول سبب له داء السكري، وأقام دعوى قضائية ضد عبد الحليم حافظ، لكنه خسرها، فالقاضي رأي أن عبد الحليم حافظ لم يقصد شخص صلاح نظمي، وإنما قصد أدواره في السينما.
وتصالح عبد الحليم مع صلاح نظمي ولكي يؤكد له مدى إعجابه واقتناعه به كممثل، عرض عليه دورا في فيلم أبي فوق الشجرة – من إنتاجه – قام صلاح نظمي فيه بدور شقيق عشيقته –        نادية لطفي–
وفي لقاء آخر وضح عبد الحليم حافظ موقفه، بأنه استاء من صلاح نظمي عندما شاهده يقوم بدور زوج فاتن حمامة في فيلم           بين الأطلال. 
أرجوكم تخيلوا المشهد معي – في بين الأطلال فاتن متزوجة من صلاح نظمي وانجبت منه ولد، لكنها أحبت عماد حمدي المتزوج من روحية خالد وعنده منها فتاة، يثور الزوج – صلاح نظمي، فتذهب زوجته – فاتن – إلى بيت حبيبها – عماد حمدي – فيموت بين أحضانها وتموت زوجته أيضا، فتبقى في بيته لتربي ابنتهما. يعني تركت ابنها – فلذة كبدها- لتربي ابنة حبيبها. 
الغريب أن يتعاطف المشاهد مع العشيق ومع الزوجة الخائنة ويكره الزوج المكلوم الذي تم الاعتداء على حقوقه وكرامته. 
يا خبراء علم النفس اجيبوني – ما الذي يجعل البعض يتعاطف مع الخائن ويكره المظلوم – هذا ما حدث في رواية آنا كارنينا – كره الناس الزوج – المعتدى عليه – وأحبوا آنا كارنينا وعشيقها فرونسكي – وكرهوا الزوج في بين الأطلال وأطال هذا الكره الممثل الذي قام بالدور، وتعاطف الناس مع فاتن حمامة وعمر الشريف في نهر الحب – وكرهوا زكي رستم رغم أنه معتدى عليه، وتعاطفوا مع نيرة – ماحدة – في فيلم القبلة الأخيرة والشاب الذي أحبته رغم أنها كانت مازالت متزوجة من المخرج –        رشدي أباظة؟ 
هل السبب هو أن بعض النسوة تتمني أن تفعل ما فعلته آنا كارنينا أو بطلات أفلام بين الأطلال ونهر الحب والقبلة الأخيرة، وأن بعض الرجال يتمنوا أن يكونوا في مكان العشيق في الرواية والأفلام الثلاثة؟

تم نسخ الرابط