في صبيحة العيد الذي يوافق العاشر من شهر أبريل لعام ٢٠٢٤م ودع دنيا الناس الداعية والشاعر والأديب أحمد عبد الحليم القاضي المولود بقرية شطورة من أعمال طهطا محافظة سوهاج بعد رحلة عامرة بالعطاء امتدت لأكثر من سبعة عقود، قضاها الراحل بين الدعوة إلى الله تعالى والتدريس والوعظ والإرشاد تخرج في كلية العربية عام ١٩٧١م، ونبغ في الشعر منذ صغره ونال في هذا الجانب أوسمة متعددة، أعلاها تكريم الإمام الأكبر الشيخ حسن مأمون عام ١٩٦٩م، وله أكثر من ديوان شعري، أسس الراحل أول فرع للجمعية الشرعية بسوهاج ١٩٧٩م وظل يخطب على منبرها لأكثر من ثلاثة عقود، يعد الفقيد من رواد التعليم بمحافظة سوهاج.... ولما كان يصعب على المرء أن يكتب عن أحد أحبابه وذويه فضلا عن عمه المحبوب إلى قلبه رأيت أن أنقل ماجادت به نفوس السادة العلماء الذين انبروا للحديث عن مناقب الراحل.
فكان مما ذكره وكيل الأزهر السابق وأمين هيئة كبار العلماء ا. د عباس شومان في تأبينه : قدم الراحل للمسلمين أعمالا جليلة ويكفيه تلك الشهادات التي سردها الناس عن سيرته، وهذا كله يشهد بإخلاصه وتفانيه في أداء مهمته.
أما ا. د أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية فقال :جمعني بالفقيد صلة ومودة وكان من القامات التي تفخر بها محافظة سوهاج فقد كان شاعرا مبدعا وخطيبا مفوها، ومثلت القضية الفلسطينية له ماتمثله الروح للجسد.. وقد ألقى الشاعر والأديب أ. د علي الخطيب الأستاذ بجامعة الأزهر كلمة في عزائه قال فيها :كان الفقيد شاعرا مغوارا ومصلحا اجتماعيا رائدا خدم الدعوة طوال حياته بإخلاص، أما الشاعر ا. د مصطفى رجب عميد كلية التربية بسوهاج فقد نوه في كلمته عن أسلوب الراحل الدعوي وقدرته الفائقة على مخاطبة كل شرائح المجتمع ولمح إلى موهبته الشعرية التي فاق فيها أقرانه وأشار إلى ماتركه من إرث في هذا المجال.. وقد ترحم ا. د ناصر أبوزيد الأستاذ بجامعة الازهر على الفقيد وذكر جانبا من مناقبه ثم أنشد يقول :
وقد كان شهما كريما ما له مثل
يعطي ويعطي فرمز الجود يمناه
وخالق الخلق لاتحصى عطاياه
فاجمعه بالمصطفى يارب عندكم
حقق له ربنا ماتمناه.
كما عبر أ. د أبو القاسم كامل الاستاذ بجامعة الأزهر عن رؤيته حيال الفقيد فقال :كان الراحل ذا بصمة ساطعة في ميدان التعليم داخل المحافظة وخارجها وبرحيله فقد شطورة أحد أعلامها.. وعزاؤنا ماتركه من تراث أدبي وتلاميذ كثر من الشعراء والادباء والدعاة والاطباء والمهندسين... طوبى لك أيها الشيخ الجليل، وللاستاذ عبد الله يوسف أستاذ التفسير بآداب سوهاج نعي طيب جاء فيه :كان المتوفى أحد رموز العلم والتربية والدعوة بسوهاج كما كان صاحب حكمة عالية طيب المعشر محبا للخير.. ستظل ذكراه بيننا خالدة بما غرس في الأجيال من قيم ومثل وعطاء.. وفي كلمته عن الراحل تحدث أ. د عبد الحفيظ مشرف الاستاذ بطب الأزهر قائلا :كان المرحوم من رواد المدرسة الكلاسيكية في الشعر لم يتخل قط عن الوزن والقافية وكان يعالج قضايا مجتمعه بنظم شعري رائق وله أكثر من ديوان يستحق الدراسة.. وأختم بما قاله الباحث في التاريخ الإسلامي حسين القاضي عن دور الراحل في مجال الدعوة حيث ذكر أن خطبة الراحل تميزت بوحدة الموضوع وجمع في خطابه بين العربية الفصحى والعامية غير المسفة وأسلوبه سهل يناسب كل فئات المجتمع.... وأخيرا أسأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب أن تكون كلمات السادة العلماء ثقلا في ميزانه وشاهدة له عند ربه.. رحم الله تعالى العم الغالي رحمة واسعة وطيب ثراه وجعل الجنة مثواه.