الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

إن الطرح لهذا الموضوع قد يغضب كثيرا من الناس، ولكن هذا الغضب قد يتلاشى حينما يُفهم المقصود من طرحه، وأن ما سأذكره لا يزيد عن كونه دعوة لمن يحبون وطنهم، بأن هذا الوطن يناديهم بتلبية مصالح كل أبنائه.

وأبدأ فأقول: إن علينا أن ننظر بموضوعية شديدة إلى موضوع الإجازات الرسمية المتكررة التي وصلت إلى ما يقارب ثلث أيام السنة، أي ( ١٢١) يوما، على مدار العام، وأن نغلِّب مصالح الوطن على المصالح الذاتية الضيقة، وفي هذا السياق أقول: إنني ذهبت وتابعت الإجازات الرسمية في معظم البلاد العربية، وكذلك في كثير من الدول الأخرى على مستوى العالم، فلم أجد دولة تعطي لمواطنيها إجازات مدفوعة الأجر على مدار العام بهذه الكم الذي عندنا، فغالبا لا يكاد يمر شهر إلا وعندنا إجازة بمناسبة أحد الأعياد الرسمية، وأنا لن أتكلم عن قيمة المبلغ الذي يدفع من خزينة الدولة كأجر عن هذه الأيام التي يعطل فيها العمل، ولكن أتكلم عن تأثير تلك الإجازات على مصالح المواطن التي يتم هدرها في كل المؤسسات مثل: السجل المدني، ومكاتب استخراج جواز السفر، والشهر العقاري، والمحاكم التي تؤجل فيها القضايا مما يطيل أمد التقاضي، ومن الخطر الداهم لهذه الإجازات تأثيرها على الطلاب في كل مراحل التعليم، وسأذكر مثالا لأثر تلك الإجازات على عقول طلابنا، وهو ما حدث في (الترم) الدراسي الثاني هذا العام، فقد تكررت فيه الإجازات كثيرا، ثم جاء شهر رمضان، وتم انتقاص وقت المحاضرات لمدة شهر كامل، ثم بعده جاءت إجازة العيد، ويوم الخميس القادم إجازة رسمية بمناسبة عيد تحرير سيناء، مما يجعلني أقول بكل صدق وأمانة أن ماتم شرحه للطالب في هذا ( الترم) في أي مقرر لم يزد عن النصف، والنصف الذي لم يشرح لا شك أن فيه انتقاص من العقلية العلمية للطالب وسيتخرج بعقل منقوص في كل المواد، وهذا مما يؤثر على مستوى الخريج، وللأسف فإن هذا الأمر سيتكرر كثيرا في (الترم) الثاني من كل عام.

وأقترح لمعالجة هذا الخلل أمرين:

الأول: أن يتم إلغاء نظام امتحان الترم وأن تعود الدراسة إلى سابق عهدها عاما دراسيا كاملا في كل المواد، وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن من أهم أسباب ضعف الخريج هو نظام الترم حيث لا تأخذ المواد حقها في الشرح وبخاصة في الجامعات.

الآخر: أن يصدر تشريع بإلغاء كل الإجازات الرسمية، ولا يتبقى منها إلا أربع إجازات. 

وهي

إجازة عيد الفطر.

إجازة عيد الأضحى.

إجازة عيد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.

إجازة نصر أكتوبر ١٩٧٣.

والله من وراء القصد.

تم نسخ الرابط