النيابة: رئيس مياه شرب أسوان زعيم الفساد..ومبالغ الرشوة اشترى بها ذهب وسيارة
كشفت نيابة أمن الدولة العليا، في مرافعتها أمام محكمة جنايات القاهرة، بالقضية المعروفة إعلاميا رشوة مياه الشرب بأسوان، عن دور المتهم الثاني الموظف بشركة مياه الشرب، لارتكابه جريمة خيانة الوظيفة واتجاهه لطريق المحرمات.
قال محمد زيدان رئيس نيابة أمن الدولة العليا، أمام محكمة الجنايات برئاسة القاضي مجدي عبد الباري وعضوية القاضيين السعيد محمود وحسين نظمي، أن المتهم الثاني محمد سيف النصر 48 سنة عضو لجنة البت في طلبات المناقصات، لم يطلب الرشوة ولكنه قبلها وأخذها، وارتكب أفعالا أقبح من رئيسه، لأن الخيانة واحدة وإن تعددت صورها، موضحا أنه أيضا سلك طريق المحرمات بحفنة من الجنيهات، لقبوله وأخذه مبلغ رشوة 30 ألف جنيه، من المتهم الخامس علاء الدين أبو العلا مالك المكتب الدولي للتوريدات، على دفعتين بوساطة المتهمة السادسة رندا جلال في غضون يونيو من ذات العام عبر تحويلين بتطبيق "فودافون كاش" الأولى بقيمة 20 ألف جنيه، والثانية بقيمة 10، كانت هذه أولى الواقعات.
الواقعة الثانية
أوضح ممثل النيابة أن الواقعة الثانية، وهي التفريط في الأمانة وبيع الذمة والخيانة، وأن بطلها زعيم الفساد المتهم الأول يحي أبو زيد رئيس الشركة، فهو مرة أخرى للرشوة طالب ولأكل السحت راغب وأن تلك الواقعة كانت عن طريق وسيطيه الفاسدين محمد سيف النصر ورندا جلال كما ضمت أيضا المتهمين حاتم النجار، وعمرو محمد نجيب ممثلي الجمعية التعاونية للإنشاء والتعمير وأن كليهما راش أثيم طامحين كسابقها إلى إسناد العمليات أيا كانت المجريات.
أشار ممثل النيابة إلى إسناد المتهم الأول عملتي مقاولات إلى هذين الفاسدين، وتمكينهما من البدء في تنفيذ الأعمال قبل الاسناد بالمخالفة للإجراءات، وفي غضون شهر أغسطس 2023 حين كلف زعيم الفساد وسيطته بالبحث عن راش يبيع له ذمته
فطرقت باب رفيقها محمد سيف، فهو باب لا يوصد في وجه الرشوة قبلة كل ساع إليها..ماش في ظلماتها كلفته بالبحث عن راشين يسند إليهم زعيمها عمليات مقاولات مقابل رشوة بالملايين فعرفها إلى الراشي عمرو محمد نجيب، أبلغها برغبته والمتهم الرابع في إسناد الأعمال وكسب المال فأجابته لك ما تريد بشرط وحيد قدم الرشوة لزعيم الفساد ينهي إليك إجراءات الإسناد فوافقها ورفيقه على تقديم الأعطيات، فطلب المتهم الأول منه بوساطتها ما يربو عن 3 ملايين مقابل إسناد تنفيذ أعمال مقاولات بمحطة مياه "النصراب" فوافق الراشيان ... فهما لكسب الملايين طامحان وقبل تمام تنفيذ اتفاق الرشوة، علم الراشيان، بإزماع شركة المتهم الأول طرح مناقصة أخرى مناقصة تنفيذ أعمال بمحطة مياه "فريال" ولأن الرشوة قبلتهم وكسب المال غايتهم وسط المتهم عمرو محمد نجيب المتهمة رندا جلال لدى زعيم الفساد الإسناد تنفيذها إلى جمعيته بل والتمكين من التنفيذ قبل تمام الاسناد فكان له ما أراد طلب زعيم الفساد منه بوساطتها مقابلا لذلك طلب مليون جنيه خفض إلى 500 ألف فوافق والمتهم الرابع على تقديمها، فأصدر المتهم الأول تكليفه للمختصين بالشركة محل رئاسته وهم الشهود الرابع أحمد عبد الله محمد محمود والخامس ضياء الدين أحمد محمود والسادسة هبة عبد الكريم يوسف الطيب بتسليم ممثلي الجمعية موقعي الأعمال بمحطتي مياه "النصراب" و "فريال" وتمكينها من التنفيذ قبل تمام الإسناد فنفذوا تكليفه وسهلوا لهما كل الإجراءات، وسلموها مواقع تنفيذ العمليات، وتنفيذ أغلب الأعمال، ولم يبق إلا أخذ الأعطيات، في غضون سبتمبر 2023.
شدد رئيس نيابة أمن الدولة العليا، على أن المتهم يحيى أبو زيد تلقى عبر وسيطته رندا جزءا من بيع ذمته بلغ 2 مليون و 250 ألف جنيه، على عدة دفعات، سلمها الراشيان إلى المتهم محمد سيف الذي سلمها عقب ذلك إلى وسيطة زعيم الفساد، ليأخذ جزءا منها خلال لقاءات بمحافظة القاهرة وكلفها بشراء سيارة له بالجزء المتبقى قيمتها مليون و 100 ألف، بينما في غضون أكتوبر 2023 وفي أعقاب تمام إسناد مناقصة النصراب، تسلم الجزء المتبقى من العطيات مبلغ مليون و 500 ألف من الجنيهات، سلمه الراشيان على ذات النحو والطريقة فأخذه المتهم الأول من وسيطته على دفعتين بلغت أولها 900 ألف جنيه أخذها في لقاء حضره صديقها عصام رمزي، وثانيهما بلغت 600 ألف جنيه وطلب منها شراء مصوغات ذهبية بجزء منها والاحتفاظ بباقي المبلغ لحين لقاءهما، فاشترت له مصوغات بقيمة 204 ألف جنيه.
أكد محمد زيدان رئيس نيابة أمن الدولة العليا في مرافعته، أن ربك بالمرصاد، وقد شاء أن يكشف الفساد ويوثقه، وبعد أن تسلم جزءا آخر من مبلغ الرشوة، بلغ 200 ألف جنيه ومصوغاته الذهبية، وقام بوضعها في حقيبة بلاستيكية، مطبوع عليها عبارة TradLine، والتي شاء الله لتلك الحقيبة أن تشهد على سوء صنيع البشر، وأن تضبط معه يوم لم ينفعه منصب أو جاه، كما سلمته أخر جزء من الأعطيات بلغ 250 ألف جنيه، بتاريخ 29 أكتوبر 2023 بسيارته أمام مقهى بمنطقة النزهة، حيث تم ضبطه وبحوزته الرشوة.
الواقعة الثالثة
أوضح محمد زيدان رئيس نيابة أمن الدولة العليا، أن الواقعة الثالثة جرت في شهر أكتوبر وأنها بدأت كغيرها حين علم الراشيان بقرب طرح مناقصة تنفيذ أعمال بمحطة مياه دراو فلجأ إلى رفيقي السوء محمد سيف ورندا جلال، فهما معيناهما في استبدال الحرام بالحلال، وطلبا توسطهما لدى زعيم الفساد لإنهاء إجراء الاسناد، فطلب منا الملايين رشوة مقابل إسناد الأعمال وصرف الأموال وطلب منهما بواسطتهما 4 ملايين رشوة، فنقلت المتهمة رندا إلى المتهم عمرو نجيب، طلب زعيمهما مبلغ الرشوة، فوافق على تقديمها إلا أن ضبطهم قد حال دون تمام التنفيذ.
أنهى محمد زيدان رئيس نيابة أمن الدولة العليا، مرافعته قائلا بأن ما قاله عبارة عن صراع دائم بين حق وباطل ولا بد للحق من سيف يحميه، وسيف العدالة أمضى واسبق في الإنصاف لحفظ حق الوطن وحتى القصاص من هؤلاء المجرمين.